قطع 60 عاطلاً عن العمل من مدينة قفصة في منطقة الوسط الغربي المهمشة في تونس، 400 كم سيراً على الأقدام للوصول إلى العاصمة التونسية للمطالبة بالعمل.
وقال علي (35 عاماً) وهو أحد المشاركين في المسيرة عند المدخل الجنوبي للعاصمة إن هذه "التظاهرة السلمية" من قفصة إلى تونس دامت أكثر من ثمانية أيام، مطالباً بالحق في مخاطبة السلطات. وأوضح أن "الفكرة جاءت من واقع أنه حين تتوجه إلى السلطات الجهوية في الولاية لا يحدث شيء، حينها تتجه إلى السلطات المركزية".
وشهدت تونس بداية العام الجديد حركة احتجاج اجتماعي انطلقت من القصرين (وسط) وامتدت إلى الكثير من المناطق الأخرى. وتعاني العديد من المناطق الداخلية في تونس التهميش وتطالب بخطط تنموية خصوصية. ورداً على حركة الاحتجاج دعت الحكومة الشعب إلى الصبر. وأقرّ رئيس الحكومة الحبيب الصيد بوجود فوارق كبيرة بين المناطق داعياً إلى منوال تنموي جديد يقوم على العدالة الاجتماعية.
وقالت هادية (38 عاماً) وهي مشاركة في المسيرة "قفصة بثروتها من الفسفاط نهضت بتونس. لكن ماذا عن شباب قفصة؟ إنهم تائهون أو في السجون". وقفصة ومنطقة الحوض المنجمي عموماً استراتيجية في تونس بالنظر لاحتوائها مناجم الفسفاط، لكنها ظلت دائماً بين أفقر المناطق. وقالت هادية "حين يتم التوصل إلى حل (لمشكلة البطالة) أعني حلاً ملموساً، سنعود (إلى ديارنا)" مؤكدةً تصميمها مع آخرين على الاستمرار في احتجاجهم.