أكدت رئاسة جمهورية الشيشان جنوب روسيا أن مجموعات الشباب الشيشانيين المعنية بتنفيذ مهمات استطلاعية و"وقائية" في سوريا ضد "داعش" لا علاقة لها بالأجهزة العسكرية الروسية، وفقاً لما نشره موقع "روسيا اليوم.
وأكد ألفي كريموف الناطق الصحفي باسم الرئيس الشيشاني رمضان قادروف أن الرئيس لم يقل أبدا أن هؤلاء الشباب أفراد في وحدات القوات الخاصة المرابطة في الشيشان.
وأوضح: "لم يتحدث الرئيس قادروف أبدا عن "قوات شيشانية خاصة"، علما بأن الوحدات الخاصة في روسيا، تتبع فقط الجيش والأجهزة الأمنية الفدرالية. كما أنه لم يتحدث عن أي عملية عسكرية برية".
وأضاف: "أولئك الذين يعملون في سوريا شباب توجهوا إلى هناك بمبادرتهم الخاصة. وهم يسلمون جهات معينة المعلومات العملياتية التي يحصلون عليها، وتعد هذه المعلومات مفيدة".
بدوره أكد المصدر أن تلك المجموعات تعمل في سوريا والعراق منذ نشوب خطر "داعش".
وأضاف المصدر في تصريحات نقلتها وكالة "إنترفاكس" الثلاثاء 9 فبراير/شباط: "لا أحد من هؤلاء يخدم في القوات المسلحة الروسية أو الوحدات التابعة لوزارة الداخلية الروسية"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه يجب اتخاذ "إجراءات وقائية" ضد المتطرفين الروس المقاتلين في صفوف "داعش".
وبذلك نفى المصدر ما تناقلته وسائل إعلام في وقت سابق عن وجود "قوات خاصة" من جمهورية الشيشان، تعمل داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق.
ووصف المصدر تلك المجموعات بأن إدارتها من تلقاء نفسها، وتضع نصب عينيها هدف التصدي للتنظيم الإرهابي.
وذكر المصدر بأن الرئيس الشيشاني رمضان قادروف لم يتحدث أبدا عن وجود موظفين من الأجهزة الأمنية الروسية المرابطة في أراضي جمهورية الشيشان في سوريا.
وتابع قائلا: "إننا نعرف جيدا حجم الخطر الذي تشكله الأنظمة الإرهابية الدولية التي تنشط في سوريا والعراق. ولكي نتصدى لهذا الخطر، يجب علينا أن نملك معلومات عملياتية، ونعرف هويات أولئك الذين جاءوا من الشيشان ومن الأقاليم الروسية الأخرى للالتحاق بصفوف "داعش"، كما يجب اتخاذ إجراءات وقائية في الميدان. ويعمل شبابنا على تنفيذ هذه المهمات ومهمات أخرى".
وكشف المصدر أنه بين هؤلاء الشباب يوجد أيضا أقارب وذوو بعض الضحايا الذين سقطوا بهجمات إرهابية داخل الشيشان، ولذلك توجهوا إلى سوريا بحثا عن مرتكبي تلك الجرائم من أجل الانتقام.
وأوضح المصدر قائلا: "من الطبيعي أن يقدم هؤلاء الشباب أنفسهم كأنصار لـ"داعش". ومهمتهم صعبة للغاية، وفي بعض الحالات يكشف عن ولائهم الحقيقي، ويمكنكم التخمين حول المصير الذي ينتظرهم في هذا الحال".
وشدد على أن هؤلاء الشيشانيين لا يملكون أي صفة رسمية، لكنهم يعرضون حياتهم للخطر يوميا، وقد تمكنوا من إنجاز عمل كبير جدا، وبفضل جهودهم تم الكشف عن قنوات تجنيد الأنصار الجدد للتنظيم، ومواقع قواعد التدريب والمسارات التي يستخدمها المتطرفون للتسلسل إلى مناطق النزاع في الشرق الأوسط.
وسبق لتنظيم "داعش" أن نشر شريطا مصورا لعملية ذبح مواطن روسي مقيم في الشيشان بذريعة أنه "جاسوس روسي" تسلل إلى صفوف التنظيم.
ونفى الرئيس الشيشاني قادروف آنذاك أن يكون للقتيل محمد خاسييف أي صلة بأجهزة الاستخبارات الروسية، كما نفى ولاءه لتنظيم "داعش".
وكان التلفزيون الروسي قد بث الأحد الماضي مقتطفات من فيلم مكرس لتدريبات تجري بالقرب من بلدة تسينتوروي مسقط رأس عائلة قادروف في الشيشان، يظهر فيها مقاتلون شيشانيون قبيل التوجه إلى سوريا لتنفيذ مهمات خاصة دعما للعملية الروسية الجوية ضد الإرهاب.