العدد 4903 - الإثنين 08 فبراير 2016م الموافق 29 ربيع الثاني 1437هـ

كندا توقف ضرباتها ضد "داعش" في سورية والعراق ويصفها بمجموعة من البلطجية والقتلة

اعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الإثنين (8 فبراير/ شباط 2016) وقف الضربات الجوية الكندية التي تستهدف تنظيم "داعش" في العراق وسورية، باعتبارها استراتيجية قصيرة المدى، بغية التركيز على مساعدة السكان في المنطقة.

وفي مقدمة مطولة لمؤتمره الصحافي برر ترودو تغيير سياسته في الشرق الاوسط مفضلاً تقديم مساعدة مباشرة أكبر بدلاً من ست طائرات مطاردة. وقال إن الضربات الجوية مفيدة للحصول "في المدى القصير على مكاسب عسكرية على الأرض" لكنها لا توفر قطعاً "استقراراً للسكان المحليين على المدى الطويل"، مذكراً "بعقد صعب جداً" في أفغانستنان حيث لعبت كندا دوراً مهماً في تدريب قوات الأمن الافغانية.

وأضاف جاستن ترودو "ان الناس الذين يرهبهم داعش كل يوم لا يريدون انتقامنا بل يحتاجون إلى مساعدتنا"، تاركاً لوزير الدفاع هارغيت ساجان مهمة إعطاء تفاصيل عن الخطة العسكرية الجديدة مع انسحاب الطائرات المطاردة اف-18 في 22 فبراير/ شباط. وأوضح ساجان "نظراً إلى تطور التهديد وقدرة القوات الأمنية المحلية، فإن الحاجات الأكثر أهمية تتمثل الآن بزيادة قدرات التدريب والاستخبارات". وبالنتيجة ستضاعف كندا "ثلاث مرات" قواتها الخاصة المخصصة للتدريب في شمال العراق كما قال. ومنذ سبتمبر/ أيلول 2014 يتواجد 70 عنصراً من القوات الخاصة الكندية في شمال العراق كما انتشر 600 عسكري كندي لدعم القدرات الجوية.

وأعلن وزير الدفاع إبقاء طائرتي المراقبة اورورا المكلفتين برصد مواقع تنظيم "داعش" لحساب التحالف الدولي، وكذلك طائرة الامداد جواً بولاريس، وفي الاجمال ينتشر 830 عسكرياً لدعم هذه العمليات الجوية. والبرلمان مدعو بحسب ترودو للتصويت الأسبوع المقبل على خطة التدخل الكندية الجديدة الممددة حتى 31 مارس/ آذار 2017. وقال ترودو "نحن نعلم أن كندا أقوى بكثير من التهديد الذي تمثله عصابة من البلطجية القتلة الذين يرهبون مجموعة من أضعف الناس على كوكب الأرض".

من جهته رحب المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك بـ"المساهمة المهمة" التي تقدمها كندا في إطار الحرب ضد التنظيم الجهادي والتي "تندرج في إطار تسريع وتيرة الحملة ضد تنظيم داعش وفقاً لرغبة الولايات المتحدة وشركائها في التحالف".

مساعدة انسانية

لهذا السبب ستزيد كندا أيضاً مساعدتها الانمائية والانسانية. وقال وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون "على مدى السنوات الثلاث المقبلة سنستثمر نحو 1.6 مليار دولار كندي (مليار يورو) لمواجهة الأزمة في العراق وسورية، وأيضاً لمواجهة تبعاتها في الأردن ولبنان وفي كافة المنطقة". وبذلك يفي ترودو بوعده الانتخابي بوضع حد للضربات التي تستهدف الإرهابيين في العراق وسورية، إلى جانب طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وهذا القرار الذي انتقده المحافظون الذين كانوا آنذاك في الحكومة وراء هذا التدخل، لم يحظ بتأييد غالبية الكنديين.

وأفاد استطلاع للرأي لمعهد نانوس نشر الأحد في غلوب اند ميل، أن 29% فقط من الكنديين أيّدوا استمرار الضربات الكندية. واعتبرت رئيسة الحزب المحافظ رونا امبروز الاثنين أن انسحاب طائرات اف18 "خطوة إلى الوراء بالنسبة لكندا لجهة الدور التقليدي الذي تلعبه البلاد بصفتها مدافعاً عن حقوق الفرد والأمن الدولي". والمفارقة هي أن وتيرة الضربات التي تقوم بها الطائرات الحربية الكندية اشتدت منذ وصول الليبراليين إلى الحكم، في إطار تكثيف عمليات التحالف بعد اعتداءات باريس في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني. ومنذ انتشارها قامت الطائرات اف-18 الكندية بـ 1356 عملية ضد مواقع تنظيم "داعش" في العراق وسورية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً