عقد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة ووزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف، مؤتمراً صحافياً، عقب اجتماع عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس روسيا الاتحادية الصديقة الرئيس فلاديمير بوتين.
وفي بداية المؤتمر أكد سيرجي لافروف «أن المباحثات بين الجانبين قد سادتها أجواء من الثقة والصداقة، حيث تمت مناقشة تعزيز العلاقات في كافة المجالات»، مضيفا أن «الرئيس بوتين وجلالة الملك مصممان على مواصلة تعزيز هذه العلاقات»، قائلا «لدينا رغبة في مواصلة الحوار السياسي على المستويين الأعلى والعالي، وكذلك نحن مصممون على إقامة التعاون بين البرلمانات، وكذلك نعير اهتماما كبيرا بالتعاون العسكري والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين».
وقال وزير الخارجية الروسي: «أن إنشاء اللجنة الحكومية المشتركة يسهم في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، كما يسهم في تعزيز التعاون في العديد من المجالات مثل الطاقة والصناعة والنقل والبنية»، مضيفا أن هناك اتفاقا مبدئيا في هذا الخصوص، والآن تتم صياغة مشروع الاتفاقية الحكومية بهذا الشأن، مشيرا إلى أن الأوساط الحكومية وأوساط الأعمال في البلدين لا تنتظر القرار الرسمي وتمضي قدما في تعزيز العلاقات في مختلف المجالات».
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى التعاون المكثف بين البلدين في مجال الاستثمار، حيث استثمر الصندوق البحريني ممتلكات بـ 250 مليون دولار في الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، وهناك مشروعات قد دخلت حيز التطبيق، أو سيتم تطبيقها قريبا، تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي 20 مليار روبل، لافتا إلى أن هناك رغبة في التعاون في مجال الغاز، حيث تجري شركة غاز بروم الاتصالات المكثفة والملموسة في هذا الخصوص.
وذكر وزير الخارجية الروسي أن الرئيس وصاحب الجلالة قد ناقشا نشاط مجلس الأعمال الروسي البحريني الذي تجرى جلساته بشكل منتظم في كل من روسيا والبحرين، مضيفا أنه قد تمت ترقية التعاون العسكري الفني بين البلدين إلى مستوى جديد في هذه السنة، وذلك مع إنشاء اللجنة الحكومية المشتركة المعنية بالتعاون العسكري الفني، وتجرى ضمنها مناقشة المشاريع الملموسة، متطلعا إلى مواصلة وتعزيز الاتصالات بين العسكريين في البلدين . وأشار لافروف إلى أن الجانب الروسي قد قدم الدعوة للجانب البحريني والعسكريين البحرينيين لحضور الألعاب الجوية اليادارت وما يسمى ببياتلون الدبابات، مضيفا أنه في المجال الإنساني فإن روسيا مطمئنة بتطبيق برنامج التعاون الثقافي لمدة 3 سنوات، من سنة 2015 إلى 2017 وكذلك برنامج التعاون في مجال السياحة لمدة سنتين من 2015 إلى 2016.
ولفت إلى أنه قد تمت مناقشة التطورات في عالم كرة القدم، وتم الاتفاق على مواصلة تعزيز التعاون في غضون الانتخابات المزمع إجراؤها لانتخابات الفيفا هذا الشهر، كما دعم جلالة الملك استضافة روسيا كأس العالم في سنة 2018. وأشار لافروف إلى أن الرئيس وصاحب الجلالة قد ناقشا المسائل الإقليمية والدولية، وذلك في سياق التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكدا أن الجانبين لديهما موقف موحد بأنه يجب ترتيب الأولويات من قبل المجتمع الدولي لتكون الأولويات محاربة الإرهاب دون هوادة، وإيجاد حلول سلمية للازمات في العالم وعدم السماح بتفكك الدول.
وتابع قوله «من هذه الزاوية تبادل الرئيس وصاحب الجلالة الآراء قبل كل شيء حول سورية، مضيفا «اتفقنا على ضرورة الدعم الكامل من قبل المجتمع الدولي لتطبيق القرار الأممي رقم 2254 والذي ينص على ضرورة إقامة الحوار الشامل السوري الذي سيمكن السوريين بأنفسهم من تحديد مصيرهم ومستقبلهم، ونحن ندعم مواصلة الجهود في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية الذي ستجتمع في ميونيخ في 11 فبراير/ شباط الجاري.
ونوه وزير الخارجية الروسي بأن «روسيا والبحرين راغبتان في أن تكون سورية دولة مستقرة وعلمانية وذات سلامة على أراضيها، وأن تكون هناك ضمانات لجميع أطياف المجتمع السوري، وهذه المبادئ التي لابد من تبنيها لحل الأزمات في كل من ليبيا واليمن والعراق وأفغانستان، ولابد من إبداء الاهتمام الخاص وتضافر الجهود الدولية من اجل حل الأزمة بين إسرائيل وفلسطين وهذا على أساس العدالة». وأكد لافروف «ضرورة أن تحدد شعوب المنطقة بأنفسها مصيرها، أما الدعم من الخارج يجب أن يكون مضبوطا ومناسبا وملائما، ولابد من الأخذ في الاعتبار التقاليد الفنية والطريق الغني لشعوب المنطقة»، مضيفا أن روسيا تدافع عن هذه المبادئ بشكل منتظم وهذه المبادئ توجد في المقاربة الروسية في أمن منطقة الخليج.
وتوجه وزير الخارجية الروسي بالشكر إلى الأصدقاء في البحرين على تعاطيهم الإيجابي مع النسخة المعدلة والمحدثة لهذه المقاربة الروسية للأمن في منطقة الخليج، متطلعا إلى مواصلة مناقشتها خلال الجولة المقبل للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون، وذلك في النصف الأول من السنة الجارية في موسكو، مؤكدا أنه بتكليف من الرئيس وصاحب الجلالة يمكننا أن نعلن أن كلا الزعيمين مرتاحان للغاية من نتائج محادثات اليوم .
بدوره أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة على توافق الجانب البحريني مع الجانب الروسي فيما يتعلق بالمباحثات بين عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وأخيه وصديقه الرئيس فلاديمير بوتين، مضيفا أن جلالة الملك كان يتطلع إلى هذا اللقاء الذي جاءت نتائج مباحثاته هامة جدا، وأوضحت أن الموقف بين البلدين الصديقين يتطابق على مختلف الأمور، سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين أو من خلال قضايا المنطقة.
وقال وزير الخارجية ان من ينظر إلى تطور العلاقات بين البلدين الصديقين من إقامة العلاقات الدبلوماسية فسيجد أننا قطعنا شوطا كبيرا وقياسيا في مستوى العلاقات بين الدول وتطورها المنتظم، لافتا إلى انه كما ذكر وزير الخارجية الروسي أن هناك الكثير من اللجان بين البلدين سواء اللجنة الحكومية للعمل بين البلدين ولجنة للتعاون العسكري والفني للنظر في التعاون في هذا المجال وتبادل الخبرات والتدريب، ومشتريات السلاح وأيضا في المجال الاقتصادي والاستثماري ومجلس رجال الأعمال.
ولفت وزير الخارجية إلى التعاون المشترك في العديد من المجالات الأخرى ومنها المجال الرياضي، حيث تمنى جلالة الملك لروسيا كل النجاح في تنظيم كأس العالم 2018. وتابع وزير الخارجية أنه فيما يتعلق بالأوضاع في المنطقة فكانت المباحثات هامة جدا وكان هناك اتفاق في الرأي، وموقف موحد بين الدولتين في مسألة محاربة الإرهاب، والحلول السلمية للخلافات وعدم السماح بتفكيك الدول وإسقاطها.
وأضاف وزير الخارجية أنه كما نعلم أن كثير من الدول التي دخلت في هذه المشكلات، وأصبح لديها مشكلات طائفية مما أدى إلى تهجير ولجوء مئات الآلاف إلى الدول الأخرى؛ مما سبب مشكلة عالمية وسببها ضعف وإضعاف هذه الدول.
وفيما يتعلق بالوضع في سورية قال وزير الخارجية أن صاحب الجلالة يقدر كثيرا دور الرئيس فلاديمير بوتين وحكومته وبلده الصديق في مساعدة سورية للخروج من هذه المحنة الصعبة ويرى جلالته أن هذا دور مهم جدا وعلى جميع دول العالم وخاصة الدول الكبرى والمؤثرة أن تتعاون مع روسيا لتثبيت الأمن والاستقرار في سورية.
وأعرب وزير الخارجية عن تطلعه للتعاون مع روسيا في إطار من الحوار الاستراتيجي مع مجلس التعاون مرحبا كما حدث سابقا مع زيارة جلالة الملك السابقة في 2008 بالنظرة الروسية في الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفا أننا ننظر بعين الاعتبار والتأييد إلى النظرة الروسية المحدثة للأمن والاستقرار في المنطقة.
وتابع وزير الخارجية قوله ان جلالة الملك كان شاكرا جدا لأخيه الرئيس، كما تطلع جلالته إلى زيارة الرئيس إلى البحرين في الفترة القادمة.
العدد 4903 - الإثنين 08 فبراير 2016م الموافق 29 ربيع الثاني 1437هـ