أكدت دولة الإمارات أمس الأحد (7 فبراير/ شباط 2016) أن الحملة الدولية ضد متطرفي تنظيم «داعش» في سورية ينبغي أن تتضمن تدخلاً برياً «بقيادة أميركية».
وقال وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش: «إن موقفنا الدائم هو أن أية حملة حقيقية ضد داعش يجب أن تتضمن تدخلاً برياً».
وأضاف «نحن لا نتحدث عن آلاف الجنود، بل نتحدث عن وجود قوات على الأرض تقود الطريق (...) بالطبع، القيادة الأميركية في هذا الجهد هو شرط مسبق».
ميدانيّاً، لا يزال آلاف السوريين الفارين من المعارك في ريف حلب الشمالي ينتظرون في أوضاع بالغة الصعوبة أن تتخذ أنقرة قراراً بفتح حدودها أمامهم وسط تحذير منظمات غير حكومية أن وضع هؤلاء المدنيين بات «يائساً».
أبوظبي، اونجو بينار (تركيا) - أ ف ب
أكدت دولة الإمارات أمس الأحد (7 فبراير/ شباط 2016) أن الحملة الدولية ضد متطرفي تنظيم «داعش» في سورية ينبغي أن تتضمن تدخلاً برياً «بقيادة أميركية».
وقال وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش «إن موقفنا الدائم هو أن أية حملة حقيقية ضد داعش يجب أن تتضمن تدخلاً برياً».
وأضاف «نحن لا نتحدث عن آلاف الجنود، بل نتحدث عن وجود قوات على الأرض تقود الطريق (...) بالطبع، القيادة الأميركية في هذا الجهد هو شرط مسبق».
وكان قرقاش أعلن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي استعداد بلاده للمشاركة في أي جهد دولي «يتطلب تدخلاً برياً» لمكافحة الإرهاب.
وأكد خلال مؤتمر صحافي في أبو ظبي أمس (الأحد) ثبات موقف الإمارات الداعم للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، قائلاً إن «موقفنا لم يتغير، علينا أن نرى مسار الأمور».
والخميس، أعلنت السعودية استعدادها للمشاركة في أي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في سورية.
وقال المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية، العميد أحمد عسيري لوكالة «فرانس برس»: «إذا كان التحالف يرغب في إطلاق عملية برية فسنساهم إيجابياً في ذلك».
وفي هذا الإطار، قال قرقاش إن «موقفنا هو أن الحملة الحقيقية ضد داعش يجب أن تشمل قوات برية. لقد كنا محبطين من التقدم البطيء في مكافحة داعش».
وأكد أن «شيئين ينقصان (التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية)، تحرك سياسي حقيقي في بغداد يضم السنة ولا يهمشهم وكذلك ضرورة دعم الجهود بقوات برية ضد داعش».
ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي، أشتون كارتر الأسبوع المقبل في بروكسل بمسئولي دفاع من السعودية وغيرها من الدول الأعضاء في التحالف العسكري الذي يستهدف تنظيم «داعش»، لشرح الخطوات المقبلة في الحملة.
وكان كارتر انتقد الشهر الماضي بعض الدول لأنها «لا تفعل شيئاً» بشأن الحملة.
ميدانياً، لا يزال آلاف السوريين الفارين من المعارك في ريف حلب الشمالي ينتظرون في أوضاع بالغة الصعوبة أن تتخذ أنقرة قراراً بفتح حدودها أمامهم وسط تحذير منظمات غير حكومية أن وضع هؤلاء المدنيين بات «يائساً».
والسبت، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده مستعدة لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين. وقال «يسد النظام الطريق على قسم من حلب (...) إذا وصلوا إلى أبوابنا وليس لديهم خيار آخر، وإذا كان ذلك ضرورياً، فسنضطر إلى السماح لإخواننا بالدخول».
وفي انتظار قرار أنقرة فإن الوضع الإنساني أصبح «يائساً» على المدنيين ومعظمهم من النساء والأطفال بحسب ما أفادت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس.
وأفادت مراسلة لوكالة «فرانس برس» أن نقطة العبور الوحيدة في شمال حلب عبر مركز أونجو بينار الحدودي بقيت مغلقة أمس.
وفي الجانب السوري من هذا المعبر في بلدة باب السلامة وفي مدينة اعزاز، لا يزال عشرات آلاف المدنيين ينتظرون في أوضاع صعبة في مخيمات أقيمت على عجل.
وقال المتحدث باسم جماعة «الجبهة الشامية»، هيثم حمو في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة «فرانس برس»: «إنها مأساة. الذين لم يتمكنوا من الحصول على خيمة ينامون تحت أشجار الزيتون». وأضاف «يحصل النازحون على وجبة غذائية واحدة في اليوم وارتفعت أسعار المواد الغذائية».
وقالت رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود إلى سورية، موسكيلدا زنكادا إن المنظمة وزعت أكثر من 230 خيمة مشيرة إلى نقص في المياه ومشاكل في الصرف الصحي في مناطق عدة.
وأمام هذه المأساة الإنسانية الجديدة ذكر الأوروبيون أنقرة بواجبها لاستقبال اللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم 2,7 ملايين.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتولموس أمس إن «تركيا بلغت أقصى إمكاناتها في استقبال اللاجئين. لكن في نهاية المطاف ليس لهؤلاء الأشخاص أي مكان آخر يلجأون إليه. إما سيموتون تحت القنابل وإما سيقتحمون حدودنا».
تقدم للجيش السوري والأكراد
ميدانياً، يواصل الجيش السوري تقدمه في ريف حلب الشمالي، حيث تدور اشتباكات جنوب قرية كفين التي تفصله عن بلدة تل رفعت، أحد أهم معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة في ريف حلب الشمالي، وفق المرصد السوري.
كذلك، تتواصل الاشتباكات في محيط بلدة بيانون الواقعة على طريق الإمدادات الرئيسية بين مدينتي حلب جنوباً واعزاز شمالاً. وتترافق الاشتباكات في ريف حلب الشمالي مع غارات جوية روسية مكثفة، بحسب المرصد.
وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» إن «العملية العسكرية مستمرة (في ريف حلب الشمالي)»، مؤكداً أن «الهدف الرئيسي لكل الجبهات هو قطع طرق الإمداد، والانتقال إلى جبهات أخرى».
وأوضح المصدر «تتسم معارك ريف حلب بالمساحات الشاسعة، والأرض المنبسطة، والطبيعة الجغرافية غير المعقدة، التي يسهل معها انتقال الجنود والآليات».
واستعاد الجيش السوري منذ بدء هجومه الاثنين بلدات عدة في ريف حلب الشمالي، بينها حردتين ورتيان، وكسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجح في قطع طريق امدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا.
إلى ذلك أفاد المرصد السوري عن اشتباكات عنيفة تدور أيضاً بين الفصائل المقاتلة من جهة ووحدات حماية الشعب الكردية من جهة ثانية، وسط تقدم للأخيرة، في قرية العقلمية قرب مطار منغ العسكري.
على جبهة أخرى، سيطر الجيش السوري على المنطقة الفاصلة بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق الجنوبي، وفق الإعلام الرسمي والمرصد السوري. وتسيطر فصائل إسلامية على داريا منذ العام 2012 ويقع إلى شمال الغرب منها مطار المزة العسكري.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية بافيل تشيشيك لوكالة «فرانس برس» إن اللجنة الدولية والهلال الأحمر السوري وزعا أمس 700 حصة غذائية على 700 عائلة في معضمية الشام في ريف دمشق.
العدد 4902 - الأحد 07 فبراير 2016م الموافق 28 ربيع الثاني 1437هـ