قال رافاييل راميريز، المندوب الفنزويلي لدى الأمم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي إن المجلس يدين "بشدة" إطلاق صاروخ بعيد المدى من جانب كوريا الشمالية وتعهد بتبني قرار "على وجه السرعة" لفرض تدابير جديدة.
وأضاف راميريز أن الإطلاق الذي تم الأحد (7 فبراير/ شباط 2016) يقوي إصرار مجلس الأمن على "اتخاذ مزيد من الإجراءات المهمة" التي وعد المجلس باتخاذها إذا استمرت كوريا الشمالية في انتهاك العقوبات الدولية.
وقال راميريز إنه "تماشيا مع هذا الالتزام ولجسامة هذا الانتهاك الأخير، سوف يتبنى أعضاء مجلس الأمن قرارا جديدا بالمجلس على وجه السرعة ردا على هذه الانتهاكات الخطيرة والجسيمة".
وذكرت سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة سامانثا باور أن أعضاء مجلس الأمن سوف يسعون إلى "رد فعل سريع وعنيف" موضحا أن أمريكا "تأمل" في أن يتبين للصين، وهي حليف رئيسي لكوريا الشمالية، أنها تمثل "تهديدا خطيرا على الأمن والسلم الدوليين".
وأضافت باور: "ليس هناك بيننا من يؤيد على فرض العقوبات من أجل العقوبات. نحن نريد العقوبات من أجل صنع فارق والتأثير في حسابات نظام اتخذ إجراءات بوقاحة وتهور متحديا الأعراف الدولية".
وقال المندوب الكوري الجنوبي لدى الأمم المتحدة أوه جون أنه اتضح أن العقوبات المفروضة حاليا على كوريا الشمالية أخفقت في منع النظام عن تطوير أسلحة دمار شامل.
وأضاف أوه: "إن السبيل الوحيد لإثناء كوريا الشمالية عن الاستمرار في الطريق النووي، هو جعل الصورة جلية تماما للنظام أنه لا خيار لديه سوى التغيير".
ومن جانبه، قال موتوهيدي يوشيكاوا، مندوب اليابان لدى الأمم المتحدة إن المجلس متحد على الحاجة إلى وقف انتهاكات كوريا الشمالية لعقوبات مجلس الأمن مشيرا إلى أن النهج المعتاد في مثل هذه الأحداث لم يعد مطبقا.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إطلاق الصاروخ بأنه "غير مقبول على الإطلاق.
وقالت القيادة الاستراتيجية الامريكية اليوم الاحد إن "أنظمتها رصدت وتعقبت ما نقيمه بأنه إطلاق صاروخ كوري شمالي في الفضاء... تم تعقب الصاروخ في مسار جنوبي فوق البحر الاصفر".
وأعلنت بيونج يانج عن "النجاح التام" لعملية الإطلاق بعدما تمكن الصاروخ من وضع قمر اصطناعي للمراقبة في المدار.
وأظهرت وكالة الانباء المركزية الكورية "كيه.سي.إن.إيه" صورة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وهو يوقع أمر إطلاق القمر الصناعي "كوانجميونجسونج4-".
ووصف متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إطلاق الصاروخ بأنه أمر "مؤسف للغاية".
وأدان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إطلاق الصاروخ ووصفه بأنه "انتهاك صارخ" لقرارات مجلس الامن الدولي" التي تمنع كوريا الشمالية من اختبار إطلاق أي صاروخ يعتمد على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية".
وتعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها أن الخطوة التي اتخذتها بيونج يانج هي غطاء لاختبار صاروخ باليستي قادر على حمل رأس حربي نووي.
وقال كيري إنها المرة الثانية خلال أكثر بقليل من شهر التي اختارت فيها بيونج يانج "القيام باستفزاز كبير وتهديد ليس فقط أمن شبه الجزيرة الكورية لكن أمن المنطقة والولايات المتحدة أيضا".
ومن جهة أخرى، عقدت رئيسة كوريا الجنوبية باك كون هيه اليوم الاحد اجتماعا لمجلس الامن القومي بعد أن أطلقت كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى في تحد للتحذيرات الدولية، طبقا لما ذكرته هيئة الاذاعة الكورية الجنوبية.
وشددت باك في الاجتماع الذي ترأسته في المكتب الرئاسي اليوم على أن المجتمع الدولي يجب أن يتخذ إجراءات لفرض عقوبات قوية لمعاقبة كوريا الشمالية.
وذكر مسؤول كوري جنوبي بارز أن سول وواشنطن اتفقتا على البدء في محادثات بشأن الانتشار المحتمل لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي المتقدم "ثاد" على الاراضي الكورية الجنوبية، طبقا لما ذكرته وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للانباء على الرغم من معارضة من الصين وروسيا.
وأكد كيري على "التزام واشنطن الحازم" تجاه دفاعات حلفائها، بما فيها سول وطوكيو، في وجه "أحدث التحديات المزعزعة للاستقرار وغير المقبولة لأمننا العام وسلامتنا".
كما انتقدت الصين، الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية، إطلاق الصاروخ الذي جاء بعد تحذيرات متكررة من بكين ضد تأجيج التوترات الجيوسياسية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينج "الصين تعرب عن أسفها لأن كوريا الشمالية، على الرغم من المعارضة الواسعة الانتشار في المجتمع الدولي، أصرت على استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية لتنفيذ عملية إطلاق" الصاروخ.
كما انتقدت روسيا كوريا الشمالية بسبب تجاهل التحذيرات من المجتمع الدولي قائلة إن تصرفاتها سببت "تصعيدا كبيرا للوضع" في شبه الجزيرة الكورية وبشكل عام منطقة شمال شرق آسيا".
وفي بيونجيانج، نقلت وكالة الانباء المركزية الكورية عن الادارة الوطنية لتنمية الفضاء قولها إن عملية الاطلاق "حدث تاريخي في تطوير العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والقدرات الدفاعية للبلاد بممارسة الحق المشروع في استخدام الفضاء في أغراض مستقلة وسلمية".