مجتمعنا الرياضي لايزال بعيدا عن تطبيق نظام الاحتراف الذي يؤمن للاعب الحصول على رواتب مالية بصورة مستمرة يسير بها حياته المعيشية والأسرية، أصبحت الوظيفة أو الحصول على عمل رسمي أقصى ما يتمناه اللاعب كمكافأة لعطائه وإنجازه المخلص المشرف الذي رفع اسم البحرين في المحافل الرياضية الدولية والإقليمية.
فتطبيق نظام الاحتراف في ألعاب كرة اليد والطائرة والسلة هو أبعد ما يكون عن لعبة كرة القدم، إلا أن جميع اللاعبين أصبحوا يضعون الوظيفة كبند رئيسي في عقودهم الاحترافية من أجل تأمين مستقبلهم لسبب هام يتعلق باستمراريتهم التي قد تعيقها الإصابة وتؤدي إلى ابتعادهم عن الملاعب وهم في عنفوان شبابهم.
وما يحز في النفس بأن غالبية لاعبي المنتخبات الجماعية والفردية من دون عمل رسمي رغم حصول البعض على مؤهلات دراسية عالية... فلم يشفع لهم تحقيق الإنجاز الرياضي ولا الشهادة في الحصول على الوظيفة. وأبرز مثال على ذلك منتخب كرة اليد الذي نال إعجاب الجميع قبل أيام حينما استطاع عن جدارة التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة وهو إنجاز لم يسبق الوصول إليه أي منتخب رياضي في لعبة جماعية، إلا أن غالبية لاعبي المنتخب عاطلون عن العمل، وقد جف حبر قلمنا في الأشهر الماضية ونحن نطالب بإنصافهم وتوظيفهم.
فاللاعب العاطل يبقى مشوش الذهن، يفتقد إلى الحماس والإرادة الصلبة بسبب افتقاده للاستقرار المعنوي والمادي، على عكس اللاعب الذي يعمل في وظيفة حكومية أو رسمية فإن عطاءه وحماسه لا يفتر ولا يقل لأنه يشعر بالاستقرار الذهني والمادي.
لذلك أوجه كلامي بصورة مباشرة إلى المجلس الأعلى للشباب والرياضة كأعلى سلطة رياضية رسمية، أقول للمسئولين بأن أفضل تكريم يحصل عليه هؤلاء اللاعبون المنجزون هو توظيفهم في عمل رسمي كما حدث من قبل لمنتخب كرة القدم حينما تم توظيف اللاعبين في أجهزة حكومية، ما سهل تفريغهم واستمرارية إبداعهم في الملاعب لسنوات بشكل ناجح.
كما لا أعتقد بأن هناك صعوبة قوية تعطل توظيف لاعبي المنتخبات في الأجهزة والدوائر الرياضية الحكومية أو الأهلية مثل الأندية والاتحادات وكل ما يدور في الفلك الرياضي لأن هناك العديد من الوظائف الفنية والإدارية المتاحة متى ما كانت هناك جدية في قرار العمل. ومثل هؤلاء اللاعبين المبدعين قادرون على النجاح في أعمالهم لأنهم يملكون الحماس والإرادة، ما يؤمن سير العمل بشكل إيجابي ويجعل اللاعبين أكثر سعادة وطمأنينة على مستقبلهم... وفي اعتقادي بأن هذا سيكون خير تكريم لهؤلاء الأبطال.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4901 - السبت 06 فبراير 2016م الموافق 27 ربيع الثاني 1437هـ
تشغيل
يجب تكريم جميع لاعبين منتخب اليد بصورة تليق بالنجاح الكبير الذي تحقق ع أيديهم عن طريق تشغيلهم ف المؤسسات الحكومية ليكون عطاهم يستمر لعدة سنوات مقبلة يشرف الكرة البحرينية ع مستوى العالم.