علق 20 ألف سوري الجمعة (5 فبراير/ شباط 2016) في شمال سورية قرب الحدود التركية بعد فرارهم من محافظة حلب، حيث تشن قوات النظام هجوماً واسعاً ما فاقم المأساة الانسانية للنزاع الذي كان موضع مشاورات جديدة في مجلس الأمن الدولي.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة للشئون الانسانية ليندا توم "إن نحو 20 ألف شخص تجمعوا في مستوى المعبر الحدودي باب السلامة وما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف تم نقلهم الى مدينة اعزاز"، غير بعيد من هذا المعبر المغلق.
وتحت غطاء الغارات الجوية الروسية التي قاربت الألف غارة منذ الاثنين، استعاد الجيش السوري بلدتين جديدتين هما رتيان وماير القريبتين من بلدتي نبل والزهراء اللتين استعادهما الجيش الخميس. وهو ما يضيق الخناق أكثر حول مدينة حلب التي يسيطر النظام على غربها ومسلحو المعارضة على شرقها. لكن المعارضة استعادت نصف رتيان إثر معارك عنيفة أوقعت نحو 60 قتيلاً في كل جانب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
في الجنوب، سيطرت قوات النظام الجمعة بدعم من الطائرات الروسية ومقاتلي حزب الله اللبناني على بلدة عتمان الاستراتيجية في محافظة درعا إثر 48 ساعة من الاشتباكات العنيفة ضد الفصائل المقاتلة، وفق المرصد. وتقع البلدة الاستراتيجية شمال مدينة درعا وعلى طريق قديم يربط المدينة التي تسيطر قوات النظام على جزء منها بالعاصمة.
واعتبر الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية اميل حكيم ان "مسار الفصائل انحداري على نحو متزايد"، لافتاً إلى أنهم "يتراجعون في كل مكان، إذ لم يعد هناك من خط مواجهة رئيسي إلا وانسحبوا منه".
في الأثناء يزداد تدهور الوضع الانساني الكارثي أصلاً. وفرّ أربعون ألف شخص على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، منذ الاثنين من بلدات ريف حلب الشمالي، حيث تواصل قوات النظام هجوماً واسعاً بدأته الاثنين بغطاء جوي روسي. وأشارت ليندا توم إلى أن بين هؤلاء المدنيين فرّ عشرة آلاف إلى بلدة عفرين الكردية. وأضافت: "هناك حالياً مخيمات نازحين في منطقة عفرين". وأشارت إلى أن "المعارك أدخلت اضطراباً على قسم كبير من المساعدة وطرق التموين انطلاقاًً من الحدود التركية"، مبديةً أسفها لكون "الوصول إلى السكان يزداد صعوبة".
والتقطت وكالة فرانس برس صوراً ولقطات بالفيديو لمئات الاشخاص بينهم نساء وأطفال وهم يسيرون، حاملين أمتعةً في صرر وأكياس، في حقل زيتون في بلدة اكدة الصغيرة القريبة من الحدود. وفي فيديو بثه ناشطون على الانترنت يمكن مشاهدة مئات الأشخاص بينهم الكثير من الأطفال، يتجهون إلى مركز حدودي تركي، يحمل بعضهم على الظهر أكياس بلاستيك وآخرون بدا أنهم لا يملكون شيئاً. وصرخ رجل غاضباً: "أين أنتم؟ تركيا والسعودية وقطر أين أنتم يامسلمين؟" في إشارة إلى الدول التي تدعم المعارضة السورية.
وبقيت الحدود من الجهة التركية مغلقة الجمعة، وقال مراسل وكالة فرانس برس إن الوضع هادئ عند معبر اونجوبينار المقابل لمعبر باب السلامة في سورية، ولم يكن أي دخول أو خروج عبر المعبر مسموحاً من الجهة التركية. واتهمت تركيا التي تؤوي نحو 2.5 مليون سوري "المتواطئين" الروس مع دمشق بارتكاب "جرائم حرب". وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء الخميس إن "نحو عشرة آلاف شخص قدموا من حلب ينتظرون اليوم على الحدود للدخول إلى تركيا. والروس يقفصون بلا توقف والنظام يقصف بلا هوادة، والعالم يصمت".
على المستوى السياسي قدّم الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا الجمعة تقريراً إلى مجلس الأمن عن ظروف تعثر محادثات جنيف المعلقة حتى 25 فبراير/ شباط، استبقه بالإشارة إلى إمكانية استئناف المحادثات قبل ذلك الموعد، ومؤكداً ان هدف التفاوض "التوصل الى حل". وأثناء المشاروات المغلقة لمجلس الأمن وقعت نقاشات حادة بين الولايات المتحدة وفرنسا من جهة وروسيا من جهة أخرى بهذا الشان، بحسب دبلوماسي.
ورفضت روسيا انتقادات الغربيين الذين اتهموما بتخريب مباحثات جنيف، وأكد سفيرها لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين أن موسكو لا تنوي وقف الغارات الجوية، لكنه أضاف إن روسيا "ستعرض بعض الأفكار الجديدة على الطاولة" في ميونيخ خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية المقرر في فبراير. وفي واشنطن أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهذه "الأفكار البناءة بشأن كيفية تطبيق وقف اطلاق نار". لكنه حذر من أنه "إذا كان كلام لمجرد الكلام بهدف مواصلة الغارات، فلا أحد سيقبله".
اللباس فاقع الوضوح
السوريين لا يلبسون العباية والبرقع
والرجال حديثي حلاقة الوجه والراس
100% هذي حاضنة داعش والدواعش يهربون