سبق وأن ذكرت وبح صوتي عبر هذه المساحة عن الملايين المُهدرة التي يتم صرفها على المدربين الذين يقودون منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، والذي أصبح في موقع سيئ ضمن التصنيف العالمي الذي يصدره الاتحاد الدولي، إذ وصلنا للمركز رقم 130 عالمياً، وهذا المركز مُرشح للتراجع أكثر في الأشهر القادمة إذا ماظلت الأمور على ماهي عليه.

لا أعلم لماذا لايصدق رجالات الاتحاد البحريني لكرة القدم إنه لايوجد لدينا حالياً منتخب يستحق صرف هذه الملايين المُهدرة عليه، وبلا فائدة، تُذكر لنا، فقط الفائدة يحصل عليها هؤلاء المدربون الذين تزيد أرصدتهم في البنوك ونحن نتهاوى أكثر، لأننا نسير وفق معادلة مقلوبة، وهي أننا نبدأ البناء من أعلى الهرم ونحن بلا قاعدة تُذكر، وبالتالي يكون الفشل مصيرنا في أغلب التجارب إن لم يكن جميعها بالسنوات الأخيرة، فيأتي مدرب ويذهب مدرب وكل يحصل على مستحقاته وملايينه، وكرتنا تتدهور من سيئ إلى أسوأ.

لن أسكت عن هذا الأمر وسأعيده أكثر من مرة، وكتبت هذا سابقاً «حولوا هذه الأموال للاهتمام بأمور أخرى تخص كرتنا، وأبدأوا من الصفر وفي النهاية انتظروا الحصاد، وإذا كنتم لا تستطيعون العمل وفق التخطيط الصحيح فاتركوا المجال لغيركم؛ لأن مواصلتكم عملكم بمثل هذه الطريقة، يعني أنكم تنتظرون فشلاً ليس بالجديد، وفي النهاية جماهيرنا هي الضحية».

مسابقاتنا هي الأهم في الوقت الحالي، فاهتموا بها واهتموا بالقاعدة، فلدينا مواهب تحسدنا عليها أغلب الدول المجاورة، ولكن هذه المواهب إذا لم تتأسس بالصورة الصحيحة ففي النهاية لن تُصقل ولن تتطور، الفرق بيننا وبين الآخرين مثل الإمارات إن العمل يكون أفضل والاهتمام أكبر بالصغار، حتى يصلوا في النهاية للمنتخب الأول وهم في قمة الجاهزية من جميع النواحي، بالإضافة إلى أن هنالك اهتماماً كبيراً بالمسابقات وبالتالي أصبح الدوري قوياً، ولا أقول هنا أننا نريد دورياً مثل دوري الخليج العربي الإماراتي لأن هناك أموالاً كبيرة تُدفع وشركات كبرى ترعى المسابقات، ولكن هنا المبالغ التي يتم تخصيصها لمدرب المنتخب الأول بالذات يجب أن تُستثمر في شيء آخر يجعل مستقبل كرتنا أفضل، لأننا إذا واصلنا على نفس النهج فالفشل سيستمر، ومناسبة حديثي هذا كله هو تقديم مدرب المنتخب باتيستا استقالته، ولذلك أراها فرصة مناسبة من أجل إعادة النظر في السياسة التي ينتهجها الاتحاد لأنها أثبتت خطأها.