«لا يوجد في الهند سياسي شجاع بما فيه الكفاية لأن يحاول شرح أن الأبقار يمكن أكلها» (أنديرا غاندي)
من خلال كلام «أنديرا غاندي» الذي أستنتج منه أن الهندوس في الهند يحترمون ويقدسون البقرة أكثر من البشر بل ويجعلونها مختلفة عن بقية الحيوانات وهذه الكارثة التي تعيشها ولاتزال تعيشها الهند، فالبقرة حيوان لا تقدسها وتقدس بولها وتعبدها وتتركها تعطل مصالح الناس والعباد تجول في الشوارع كإنسان بينما مكانها المزرعة أو الحضيرة وكما أستنتج من كلام غاندي هل يمكن لهندوسي يعيش في لندن أو نيويورك أو أي مكان آخر في العالم غير الهند أن يتجرأ ويفرض على جاره ألا يأكل شريحة لحم بقري؟ أو يلاحقه ليلاً نهاراً بالطبع لا، لكنه يفعلها في الهند وحدها، هل لأن الهندوس الغالبية هناك ويبلغ تعدادهم ما يقرب من 80 في المئة، والبقية الباقية من المسلمين والمسيحين والسيخ والبوذيين؟ المسلمون هم أكبر الأقليات يصل تعدادهم إلى 14 في المئة تقريباً من سكان الهند وكما تعرفون فإن عدداً كبيراً من الولايات الهندية تحظر ذبح البقر وبيع لحمه وأكله، يتعرض من يخرق الحظر للسجن والغرامة... ماحدث في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، كارثة ففي قرية بيسارا التابعة لولاية أوتار براديش، وفي صباح يوم عادي تجمع آهالي القرية من الهندوس أمام بيت «أخلاق»، بناءً على دعوة هذا المعتوه الكاهن حيث اقتحموا بيت أخلاق وخربوا المطبخ وضربوا الرجل بالطوب والحجارة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أمام ابنه وزوجته، الابن نقل إلى المستشفى على إثر إصابته بجروح شديدة في الرأس والأرملة كانت تنتحب وهي عاجزة عن تصديق ما يحدث، وما حدث في الهند حدث في جميع دول العالم وعلى يد من؟ وبسبب من؟ بسبب عقلاء القوم الذين قلبوا البلاد إلى مسالخ وليس مسلخ فقط ومجازر ومقابر، فكما الهندوس في الهند يقدسون البقرة... فهناك من يقدسون السلاح ويطعمون الشعوب الويلات وجرعات الموت تلو الجرعات ما إن ينتهوا من بلد حتى يقتحموا بلداً آخر باسم السلام والديمقراطية!
وكما قالت غاندي لا يوجد في الهند سياسي شجاع يوقف هذه المهزلة مهزلة تقديس البقرة، فأقول أنا كذلك ألا يوجد في العالم العربي شجاع يوقف نزف الدم وبيع السلاح وإسكات البندقية.
تخيل أن تكون محاصراً من مئات الثائرين عليك، الذين جاءوا ليفتشوا بيتك ومطبخك وثلاجتك، لو ثبتت التهمة سيكون عقابك فورياً دون محكمة أو قاضٍ، الجموع الغاضبة هي القاضي والتعصب هو الحاكم بأمره، لن ينقذك جيرانك الذين تربى أولادك معهم، والذين حضروا زفاف ابنك ودفن حماتك... سيتركونك غارقاً في دمك، وأكثرهم سماحة لن يشارك في قتلك، لكن سيكون شاهداً على موتك.
يقول مسلمون في القرية إن قتل «أخلاق» كان اعتداءً مدبراً يستهدف تقسيم أهل القرية، دبرته جماعات هندوسية متشددة موالية لحزب بهاراتيا جاناتا الذي ينتمى إليه رئيس الوزراء مودى، الذى فاز في الانتخابات العامة في مايو/ أيار 2014.
الهندوس لايؤرقهم أن يتعاطى جارهم الحشيش أو الكوكايين أو يكون مدمن كحول أو لصاً، المهم ألا يأكل لحمَ بقر، لا يتم تفتيش الساكنين فقط، لكن الأمر يتعدى ذلك حتى راكبي القطارات وسيارات الأجرة المشتبه فيهم يتم تفتيشهم، منذ عدة أيام ألقت الشرطة في ولاية ماديا براديش الهندية القبض على عدد من أعضاء جماعة هندوسية متشددة بتهمة الاعتداء على زوجين مسلمين، ظنوا أنهما يحملان في حقائبهما لحم البقر.
الزوجان محمد حسين ونسيمة بانو كانا يستقلان القطار عندما هاجمهما أعضاء في جماعة (جاوراكشا ساميتي) الهندوسية وفتشوا حقيبة سفرهما. لكنهما لم يكونا يحملان أي كيس فيه لحم البقر، وقال حسين، «صعد نحو 10 أو 15 شخصاً من هذه الجماعة إلى القطار لدى توقفه في المحطة، وبدؤوا بتفتيش حقائب المسافرين، وهاجموا بعض الركاب كما فتشوا حقائبنا واعتدوا على زوجتي، اضطر حسين إلى طلب المساعدة من أقاربه المقيمين في مدينة هاردا، أما المسافرون الآخرون فقد التزموا الصمت، وواصلوا رحلاتهم حتى لا يصيبهم أذى».
مهدي خليل
الذكرى التاسعة لرحيل العلامة السيد محمد صالح السيد عدنان الموسوي رحمه الله...
تسعة أعوام مرت كل هالسنين
على ذكرى رحيلك يبو عدنان
أتذكر أيامك وانت تخطب
ترثي السبط عالثريان عطشان
مميز في هدوءك وأنت تقرأ
تتلون بأطوارك وللحان
تتكسر العبرى في حناياك
شغل له شريط وهذا نيشان
ماشفناك تتكلم على زيد
ولا تغتاب إفلان وعلان
حقيقة أحكي أنا وياه أعوام
ما شفته غضب لو يوم زعلان
ما مر يوم ما ألف قصيدة
كم عنده من أسفار وديوان
في الدارج والفصحى له باع
اقرأ في كتابه أعراس الجنان
في الدارج مصاريع العبرى
لو تقراه اتهل الدمع غدران
ما غادر إمام إلا ويرثيه
حتى المصطفى سيد الأكوان
ينصحني واصل في الخطابة
ولا تخشى أحد بتكون ربحان
على فترات أزوره في السنابس
بلا موعد ولا سابقة إعلان
يرحب يبتسم يفتح لي الباب
أدخل عنده في المكتب وفرحان
عدد خمسين من تأليفه عندي
بفنون العلوم الشهم مليان
رحل عن هذه الدنيا الدنية
لكن ذكره باقي طول الأزمان
بعلمه تخلد اسمه طوبى إليه
مو بالجهل يتخلد الإنسان
ليت أولاده يمشون اعلى دربه
كفو اعليهم أولاده الشجعان
هذا الفن شغله وهذا دكتور
وهذا في الصحافة عنده إلسان
أجزم ساحته دايم نظيفة
اعتبره أبو وهم لي إخوان
عساني بلغت مقصودي عنه
هذا واجبي يشهد الرحمن
عداك اللوم يا سيدي ربيت
نسأل لك الرحمة من المنان
نسأل ربنا اسكنك جنانه
مع الزهراء وبنيها آل عدنان
الشيخ سعود السعيد
إن معظم الناس يقولون إن الضغط يولّد الانفجار، وللعلم فإن هذه المقولة لم تأتِ من فراغ، فالكبت هو ضغط ولاشك في أن للكبت آثاراً ضارة وخطيرة، فالدافع المكبوت لا يعقل أن يبقى خاملاً بل هو يعمل باستمرار على إدخال مجال للشعور، فتظل المعركة مستمرة بين الدافع المكبوت والقوى المسببة للكبت، وفي ذلك استنزاف للطاقة النفسية، الأمر الذي يترتب عليه تعب جسماني دائم، وفي معظم الأحيان تكون للكبت حيلة هروبية مثل أن ينام شخص ويصحو على مشاعر الغيظ المتراكم بسبب مشاعر الغيرة المسيطرة عليه.
وهو من ناحية يخجل من الشخص الذي يغار منه فقد يكون قريبا أو صديقا وزميلا في العمل، وبذلك يجد من المناسب أن يحتفظ بمشاعره لنفسه غير مدرك خطورة هذا الكبت الذي من الضروري أن يتصرف الإنسان المصاب به بعقلانية ويظهر ما بداخله من مشاعر ويشارك أي شخص يثق به، فنصيحتي يا أخي القارئ أن تعيش حياتك بفرح ومحبة فلا تترك للشيطان أن يتحكم في أفكارك، فأنت أكبر من ذلك بكثير.
صالح بن علي
العدد 4900 - الجمعة 05 فبراير 2016م الموافق 26 ربيع الثاني 1437هـ