بدأ اجتماع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم اليوم الجمعة (5 فبراير/شباط 2016) في كيغالي برواندا لاتخاذ قرار بشأن المرشح الذي سيدعمه في انتخابات رئاسة فيفا بزيوريخ في 26 فبراير الجاري.
وقال مسؤول مكتب الأمين العام للاتحاد الإفريقي كامل صراح لفرانس برس "لقد بدأ اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي وسيستمر حتى وقت متأخر".
ويضم الاتحاد الإفريقي أكبر عدد من الأصوات بين سائر الاتحادات القارية بواقع 54 اتحادا، بفارق صوت واحد عن الاتحاد الأوروبي، ما يعطي أهمية كبيرة للمرشح الذي سينال دعم إفريقيا لخلافة السويسري جوزيف بلاتر الموقوف في رئاسة الفيفا.
ويتنافس خمسة مرشحين في انتخابات رئاسة الفيفا هم البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الأسيوي، والأردني الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الفيفا السابق، والسويسري جاني اينفانتينو أمين عام الاتحاد الأوروبي، والفرنسي جيروم شامبانيي مساعد أمين عام الفيفا السابق، ورجل الأعمال الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل.
وفضلا عن إفريقيا وأوروبا، هناك 46 لآسيا، و35 صوتا للكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى ومنطقة الكاريبي)، و11 صوتا لاوقيانيا، و10 أصوات لأميركا الجنوبية.
وقد نال اينفانتينو دعم الاتحاد الأوروبي وأميركا الجنوبية وبعض اتحادات كونكاكاف (7 أصوات)، في حين نال سلمان بن ابراهيم دعم الاتحاد الأسيوي، ومن المرجح حصوله أيضا على دعم الاتحاد الإفريقي. وبدوره، يجتمع اتحاد كونكاكاف في 11 الجاري لاتخاذ موقفه النهائي من الانتخابات.
ووحده الأمير علي من بين المرشحين الخمسة لم يحضر إلى كيغالي، وهو كان انتقد اتفاقية الشراكة التي وقعها الاتحادان الإفريقي والأسيوي في 15 يناير الماضي واعتبرها البعض الخطوة الأولى نحو تأييد إفريقيا لرئيس الاتحاد الأسيوي، إذ اعتبرها "محاولة لخرق القواعد الانتخابية".
وفي مقابلة مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية أمس الخميس، رفض الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي، ورئيس الفيفا بالوكالة بعد ايقاف بلاتر، هذه الاتهامات، وبالكاد أخفى الدعم المستقبلي للمرشح البحريني.
وقال حياتو "نحن أحرار في دعم المرشح الذي نريد"، مضيفا "في المرة الأخيرة كنا مع بلاتر والاتحاد الأوروبي دعم علي"، وتابع موجها كلامه إلى الأخير "لم يقل شيئا في ذلك الوقت (...) ولكن من هو الأمير علي؟. سنصوت للمرشح الذي نريده، إذا قررنا اليوم دعم سلمان، فهل هذه جريمة؟ من يمنعنا من ذلك؟".
ولكن وجود مرشح إفريقي هو طوكيو سيكسويل بن المرشحين الخمسة يجعل مهمة الاتحاد الإفريقي أصعب، إذ انه سيجد صعوبة في حجب أصواته عن مرشحه. ولكن سيكسويل، زميل الزعيم السابق نيلسون مانديلا، لم تقلع، حتى أن اتحاد بلاده أعرب مؤخرا عن "قلقه" من سرية هذه الحملة وغيابها عن الأضواء.
ولذلك فان التكهنات بشأن احتمال انسحاب طوكيو سيكسويل من السباق بات مرجحة أكثر وأكثر. وهو نفسه كان ترك الباب مفتوحا في الأسبوع الماضي حين قال انه "سيفعل كل شيء ليكون لرئيس الفيفا من إفريقيا أو آسيا، ولكن ليس من أوروبا"، مضيفا "أن وقت التحالفات قد حان".
وكان الشيخ سلمان قال في مقابلة ل"فرانس برس" الأحد الماضي عن احتمال حصوله على دعم القارة الإفريقية "أن المؤشرات ايجابية".
وضربت سلسلة من الفضائح والاعتقالات لمسئولين كرويين بارزين الفيفا في مايو/أيار الماضي، وتحديدا قبل يومين من الانتخابات التي تنافسه فيها بلاتر مع الأمير علي وفاز فيها الأول بعد انسحاب الثانية قبل الجولة الثانية من التصويت.
ولكن بلاتر اضطر إلى الاستقالة من منصبه بعد أربعة أيام على فوزه برئاسة الفيفا لولاية خامسة على التوالي بسبب توالي فضائح الفساد وتبييض الأموال التي طالت أهم رموز الفيفا، ولا سيما من أميركا الجنوبية والكونكاكاف.
ولم يسلم بلاتر نفسه من الاتهامات إذ أوقف مع الفرنسي ميشال بلاتيني الذي كان المرشح الأبرز لخلافته من قبل لجنة الأخلاق لمدة ثماني سنوات بسبب دفعة تلقاها الثاني من الفيفا العام 2011 عن عمل استشاري قام به لمصلحة السويسري بين 1999 و2001 بعقد شفهي.
واضطر بلاتيني إلى سحب ترشيحه لرئاسة الفيفا وتفرغ للطعن أمام لجنة الاستئناف ثم أمام محكمة التحكيم الرياضي (كاس).