ضمن سعيه للاهتمام بقضايا الطلاب والتعليم الجامعي، وجه منتدى الثلثاء الثقافي بالقطيف ندوته الأسبوعية لهذا الأسبوع في موسمه الثقافي السادس عشر للنقاش حول فرص النجاح والتفوق في الدراسة الجامعية، حيث أقام أمسية تثقيفية توعوية حضرها العديد من أساتذة وطلبة الجامعات والمدارس الثانوية تحت عنوان "النجاح في الدراسة الجامعية: تجارب من الواقع". واستضاف في الندوة كلاً من عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فهد باسم ابو السعود ، وأستاذ مساعد بكلية الجبيل الصناعية فراس الرويعي ، وذلك مساء يوم الثلثاء (2 فبراير / شباط 2016) ، وفق ما نقل موقع "منتدى الثلثاء الثقافي" .
وقبل بدء الندوة، تحدث الفنان الذي أقام في المنتدى معرضا فنيا لأعماله مجسدا فيها رؤيته للطبيعة الساحرة بريشة الفنان المتميز، وخاصة التفاتاته الدقيقة لحركة الضوء في السماء ولحظات الشروق والغروب ومدى جمال ذاك الانعكاس على الاسطح المائية. وأشار في حديثه إلى بدايات اهتمامه بالفن منذ صغره ومزجها بالخط العربي، مستعرضا نماذج من أبرز أعماله الفنية، وتحدث عن تجربته في المشاركة في معارض فنية داخل وخارج المملكة، وعشقه للريشة وكيف أدخل الحرف العربي كوحدة جمالية وتكوينية في اللوحة التجريدية.
بدأ مدير الندوة علي سليس الندوة بحديثه حول أهمية الحياة الجامعية ودورها في نجاح أو فشل مرتاديها، وكونها مرحلة تحدد مستقبل الفرد ومجالات عمله وتخصصه، كما أشار إلى دور المنتدى في فتح قنوات التواصل والحوار حول القضايا التي تهم أبناء المجتمع وترفع من مستوياتهم. وعرف مدير الندوة بضيفي الأمسية وهما: عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة الكيميائية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن باسم أبو السعود ، والحاصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة من نفس الجامعة، وشهادة الدكتوراة من جامعة مجييل بكندا 2007م، وشارك في برامج التوجيه الطلابي بالجامعة. والضيف الآخر هو أستاذ مساعد بكلية الجبيل الصناعية ورئيس شعبة الهندسة الكيميائية بالكُلية فراس عباس الرويعي ، الحاصل على شهادة الباكلوريوس في الهندسة الكيميائية التطبيقية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، والماجستير في الهندسة الكيميائية من جامعة ليدز في بريطانيا، والدكتوراة في التحكم في العمليات الصناعية من جامعة برتش في كولومبيا بكندا.
تحدث باسم ابو السعود عن أهمية اختيار التخصص في الدراسة الجامعية باعتباره العنصر الاساسي في نجاح أو فشل الدراسة والتحصيل، موضحا أن الاختيار الصحيح يلعب دورا كبيرا في الوصول إلى النجاح والتفوق والابداع. تطرق بعدها الدكتور أبو السعود للحديث عن العوامل الأساسية لاختيار التخصص ومن أبرزها الرغبة وهي التي تحدد ميول الفرد منذ الصغر، وتتطور هذه الرغبة والموهبة بالتشجيع، موضحا أن المشكلة الاساسية هي عدم وجود برامج لاكتشاف الميول قبل الدخول في المرحلة الجامعية والحياة الوظيفية. كما أشار إلى أن الطالب يجب أن يحدد المواد والمجالات التي يحبها ويبدع فيها، كما يجب عليه أن يوازن بين التخصص وبين طموحاته الوظيفية ومن بينها الراتب والبدلات وغيرها من الميزات.
وبين أبو السعود أنه بالاضافة الى الرغبة فإن هناك عامل آخر وهو القدرة ووصفها بأنها المؤهل والمفتاح الذي يؤثر تأثيرا كبيرا في عملية أختيار التخصص، وهي من العناصر الرئيسية التي تمكن الطالب من التفوق والابداع. وأوضح انه نظرا لتعدد قدرات الناس ولاختلاف متطلبات بعض الاعمال والتخصصات، فإنه من المهم تقييم قدرات كل فرد ومعرفة مدى توافقها مع مجال تخصصه. وأوضح ابو السعود أهمية دراسة ومعرفة حاجة سوق العمل للتأكد من المستقبل الوظيفي لاحقا.وأكد على أن تحديد الرغبات أمر مهم ولابد منه ويأتي عن طريق مقابلة المرشد الاكاديمي وسؤال الاهل ذوي الخبرة وتحديد المجال المحبب لدي الطالب. وتطرق بعدها الدكتور باسم أبو السعود للحديث عن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من الطلاب وأولياء الامور ومنها مُجاراة الاصدقاء والانخراط معهم في نفس المجال، وضغط الاباء على الابناء للدخول في مجال معين لا يرغب فيه الطالب، مفندا فكرة وجود تخصصات أفضل من تخصصات أخرى.
وبعدها تحدث فراس الرويعي عن أهمية التهيئة للدراسة الجامعية حيث أشار إلى أن هذه العملية تبدأ من المراحل الأولية للأبناء وأن المشكلة الأساسية تكمن في كثير من الأحيان لعدم تخطيط الأسرة للأبناء تخطيطاً مثمراً ، مؤكداً على ضرورة التعامل مع الأبناء كأنهم عملة نادرة أو مادة خام للحصول على منتج ذو جودة عالية، كما أشار الدكتور الرويعي إلى أن عدة مؤثرات تؤثر على خيارات الطلبة أو تساهم في تعثر تحصيلهم الأكاديمي مما يتطلب استمرارية الأسرة لمتابعة ومراقبة ابنائها في كل المراحل التعليمية بما فيها المرحلة الجامعية ومابعدها بحيث تستطيع الأسرة أن تنمي في أبنائها الثقة بالنفس والقدرة على تحديد الأهداف والتخطيط للمستقبل.
وفي جانب آخر اشار الدكتور الرويعي إلى ان العلماء يرون أن التعليم مرتبط بعاملين عامل النضج وعامل الدافعية، موضحاً أن تعزيز هذين العاملين يتم عن طريق إخراج الطفل من الصندوق الدراسي وعدم الاكتفاء بما يتحصل عليه الطالب داخل المدرسة والدخول في بعض الدورات التدريبية والانشطة مما يساعد في انهاض المعرفة وتسريع تقوية مدارك الطلبة ورفع مستوى التفكير وفتح آفاق التطلعات الايجابية لديهم، وأختتم حديثة مشددا على أهمية التخطيط وبذل المزيد من الجهد والمثابرة في نجاح العملية التعليمة والحياة الوظيفية وأن العديد من تجارب الطلبة المتعثرين في التحصيل الأكاديمي ترجع إلى خلل في التخطيط أو المثابرة وقد تجاوزوا حالة التعثر بعد أن خططوا وثابروا بشكل أفضل.
بعد ذلك بدأت مداخلات الحضور فتساءل الاستاذ عيسى العيد إذا كان التخطيط للتخصص من المراحل الأولية أمر مهم، فماذا لو دخل الطالب للمجال الذي يرغبه وفشل فيه، وهل تغير هذا المجال بعد هذه الفترة يعتبر أمرا سليما أم لا. وتساءل الطالب حسين حافظ المحفوظ أنه في حال فشل الطالب في بداية حياته هل يؤثر ذلك على حياته في المرحلة الجامعية. كما أكد الأستاذ عبد الرسول الغريافي على أهمية وجود برامج تعديل تعمل على رفع المستويات في التخصصات، نظرا لوجود انخفاض حاد في المستويات والمعدلات في الاقسام الرئيسية.
كما أعرب الطالب عبدالله الضاحي عن وجهة نظرة في تغير التخصص بعد الفشل وأشار إلى أنه أمر خاطىء بل يجب على الطالب أن يصحح أخطاءه قبل مغادرة التخصص، وأن يكتشف طريقا آخر للنجاح والتفوق. وتساءل أيضا محمود العيد هل هنالك صفة مشتركة في الطلاب المتميزين وماهي النصائح التي توجهونها للطلاب. وتحدث الطالب محمد المحفوظ عن فرصة القبول لدى الجامعة ذات السمعة الأكثر والآخرى ذات السمعة الأقل فماذا يختار الطالب إذا توفرت لديه هذه الفرصة.
كما تحدث زكي البحارنة عن إغفال بعض الجامعات موضوع الموازنة بين الخريجين وحاجة سوق العمل وأن عدم مراعاة هذا الأمر يؤدي إلى هدر كثير من الإمكانيات ويساهم في رفع معدل البطالة، وتحدث منصور جواد في أن المشكلة الأساسية هي في المرحلة الثانوية، وأن أغلب طلابنا لا يعرفون كيف تتم عملية المعدلات الفصلية والتراكمية، وخصوصا في السنة الأولى، فوجود المرشد الأكاديمي أمر مهم ولابد منه.
وتحدث عبد العزيز الحميدي مقترحا إنشاء مركز للتقويم الأساسي والاكاديمي يقوم يالاستماع لمشاكل الطلاب نظرا للتعثر الدائم في المواد الأساسية، ويسبب كثيراً من الضغط النفسي للطلاب، كما أكد الاستاذ علي الرضي على ضرورة تطوير السياسات التعليمية لتواكب التغيرات الإجتماعية والنظم العالمية، كما تحدث عن مسئولية الجامعة باحتواء المتعثرين أكاديمياً وأنها أولى بالاهتمام بهم من اللجان الأهلية.