العدد 4899 - الخميس 04 فبراير 2016م الموافق 25 ربيع الثاني 1437هـ

الاستغفار

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

في حديث الرسول (ص) عن الاستغفار يقول: (يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مئة مرة)، ولو علمنا فوائد الاستغفار لما تركناه، وإن كنّا نعصي الله، فللاستغفار حلاوة لا يعلمها إلا من يستشعرها.

أحد الأخوة نصحنا يوماً بعدم ترك الاستغفار كلّ ليلة، وبالفعل استشعرنا مدى حلاوة الاستغفار، وبحثنا عن فوائد الاستغفار فوجدناها كثيرة، وأغلبنا شعرنا بها أو أصبحت حقيقة على أرض الواقع.

من فوائد الاستغفار راحة البال والطمأنينة والسكينة، وأيضاً إزالة الهم والغم، وبسط الرزق، وفعلاً يرزقنا الله في العسر والشدّة، وفي الاستغفار انشغال عن المساوئ، من ضمنها النميمة والغيبة وأكل لحم النّاس، ففي الآونة الأخيرة وجدنا النّاس تأكل لحم بعضها البعض في مواقع التواصل الاجتماعي، وانتهت من العادة القديمة بالذهاب إلى البيوت من أجل النميمة، واليوم النميمة في متناول يد الجميع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وإن تمّ استخدامها بطريقة مختلفة!

ليس شرطاً أن تكون النميمة عن إنسان تعرفه، فهناك بشر لا نعرفهم ونقرأ عنهم الإشاعات والكلام البذيء والقذف، وهذا كلّه مسجّل عند الله، والله لا ينسى شيئاً أبداً، وللأسف طبع البشر التهاون في مواقع التواصل، ولا يدرون بأنّ القذف والسب والشتم والنميمة والتحدّث عن أعراض الآخرين أمر عظيم عند الله سبحانه وتعالى.

الدين ليس لحية وثوب قصير أو عمامة، بل الدين هو طهر القلب ونظافته وسلامته من كل أمر يسيء لصاحبه، وكم شخص وجدناه على قدر من التديّن من دون زيادة، فهو لم يتعصّب ولم يتطرّف، ولكنه يقوم الليل ويستغفر الرب ويوزّع الصدقة ويخشى الله من ذنوبه ولا يتكلّم عن النّاس إلا بالخير، هؤلاء هم أصحاب الدين الحق، الذين يمشون على الأرض هوناً.

دعونا نستغفر الله 100 مرّة اليوم، ودعونا ننتظر ما سيجلبه الله لنا من خير، وستعلمون ما نتكلّم عنه، فقد يكون الخير في الرضا، وقد يكون الخير في الرزق، وقد يكون الخير في الصحّة، لا نعلم ولكن مقسّم الأرزاق يعلم، ولا يحتاج الأمر إلى زيادة صلاة ولا زيادة قراءة قرآن، بل لنمارس يومنا كما نمارسه كل يوم، فقط الزيادة هي الاستغفار، وسنجد أمراً عجيباً.

يقول المولى عزّ وجل: (فقلتُ استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارا، يُرسل السماء عليكم مدرارا، ويُمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهارا) سورة نوح، الآية 10، يا سبحان الله، يعدنا بكل هذا الخير فقط بالاستغفار، وكثير من الناس يتوعّدون البعض جهنّم وهم لا يعلمون إن كانوا أخياراً أو أشراراً، فلنتّعظ من آيات الرب، ولنستغفره في هذه الجمعة المباركة، وهو على كل شيء قدير. وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4899 - الخميس 04 فبراير 2016م الموافق 25 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 1:13 م

      أستغفر الله

      أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم الرحمن الرحيم. بديع السماوات والأرض من جميع ظلمي وجرمي وإسرافي على نفسي وأتوب إليه

    • زائر 8 | 1:41 ص

      أنا أشهد

      آنه آشهد علي كلامچ الطيّب....بارك الله فيكِ

    • زائر 7 | 12:28 ص

      استغفر الله ربي واتوب اليه

      استغفر الله ، استغفر الله ، استغفر الله

    • زائر 6 | 12:09 ص

      ناصر

      استغفر الله العظيم

    • زائر 5 | 11:48 م

      sunnybahrain
      السلام عليكم ،،جمعة طيبه باذنة تعالى ،،شكرا على هذا المقال الرائع ،،ونعم بالله ،،السلام عليكم .

    • زائر 4 | 11:29 م

      احباب قلبي آليوم الاستاذة أصبحت فضيلة الشيخة مريم
      احباب قلبي عليكم بالاستغفار حتي يبدل الله حالنا من الأسوأ الي الاحسن

    • زائر 3 | 11:22 م

      الاستغفار جيد ولكن هل قلقلة اللسان وحدها تكفي ؟ ما معنى الاستغفار حقيقة ؟ هل ينفع الاستغفار مع معاودة ارتكاب الآثام والذنوب والظلم والتعدّي على الناس؟

    • زائر 2 | 10:36 م

      عاد مومثل الحجاج بيستغفر وبيغفر له الله يقول الحسن البصري لوأتت كل أمة بخبيثها وأتينا بالحجاج لكفى.

    • زائر 1 | 10:00 م

      بارك الله فيك

      استغفر الله ربي وأتوب إليه

اقرأ ايضاً