العدد 4897 - الثلثاء 02 فبراير 2016م الموافق 23 ربيع الثاني 1437هـ

ألم تشبعوا؟... كفاكم بحثاً عن امتيازات

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وافق مجلس الشورى في جلسته الأحد (31 يناير/ كانون الثاني 2016)، على الاقتراح بقانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم (11) لسنة 1975 بشأن جوازات السفر، وهو الاقتراح الذي يقضي بالإبقاء على منح الجوازات الدبلوماسية لرؤساء مجلسي الشورى والنواب السابقين بعد انتهاء صفتهم، وحصول أزواجهم وأولادهم على الجوازات الدبلوماسية، وكذلك حصول أعضاء مجلسي الشورى والنواب السابقين وأزواجهم وأولادهم على جوازات السفر الخاصة، من أجل توحيد جوازات السفر بالنسبة لأعضاء مجلسي الشورى والنواب السابقين مع جوازات زوجاتهم وأولادهم الذين لم يبلغوا سن (21) سنة والبنات غير المتزوجات.

بعيداً عن تداعيات ذلك الموقع، فهو ليس الأول من نوعه، فنواب وشوريون، يتحفوننا بين الحين والأخر بما هو جديد، في تعزيز امتيازاتهم وخلق ما يميزهم عن المواطنين، ويزيد من رفاهيتهم على حساب المعدمين، فبعد مناقشتهم لمشاريع زيادة تقاعدهم وأعضاء المجالس البلدية، هاهم يناقشون الآن الإبقاء على جوازاتهم الخاصة، وربما غداً سيقرون أيضاً استمرار حصانتهم وعدم مسائلتهم أو محاسبتهم، وقد يلجأون إلى فرض تجديد سياراتهم كل أربع سنوات حتى وإن لم يجدد لهم على مقاعدهم!

في ظل ما يعانيه الوطن من أزمات سياسية ومالية واقتصادية واجتماعية، نجد أفراداً في السلطة التشريعية يعيشون خارج المحيط العام، يبحثون عن ما يزيد مكاسبهم، وكأنهم في حرب وجمع غنائم على حساب المواطنين الذين يعيشون أصعب الظروف في ظل أوضاع خانقة نتاج سياسات خاطئة بصموا عليها.

بعض أعضاء مجلس الشورى انتقد المشروع «الأهم في تاريخ البحرين» وهو الإبقاء على منح الجوازات الدبلوماسية والخاصة لأعضاء السلطة التشريعية السابقين بغرفتيه ولعوائلهم، على اعتباره «تمييزاً» بينهم وبين المواطنين العاديين.

كيف، لا يكرّم عضو السلطة التشريعية السابق بجواز خاص أو دبلوماسي فهو من قدم خدمات جليلة للوطن بتمرير قوانين ومشاريع يعاني منها المواطن البحريني حالياً، كيف لا يكرّم وهو من نسي أن هناك بحرينيين غيره، يحتاجون على أقل القليل الحفاظ على مكتسباتهم السابقة ولا يطالبون بجديدة، فيما هم منشغلون وراء مكاسب شخصية وامتيازات.

ما هو مضحك أن بعض أعضاء السلطة التشريعية برر ذلك المشروع بحجة «أن بعض دول العالم تفرض تأشيرات على جوازات السفر العادية، وقد يضطر العضو للسفر لعلاج أو ما شابه، وهو ما قد يعطل حصوله على تأشيرة»، مسكين المواطن العادي الذي يمنع حالياً حتى من العلاج في الخارج وفرض عليه «التقشف» الرسمي قبول العلاج في الداخل.

نعم من أجل التأشيرات والعلاج في الخارج، يجب أن يحصل أعضاء السلطة التشريعية السابقون على جوازات سفر دبلوماسية وخاصة، فالسبب والمبرر جداً مقنع!

أين المشكلة في المشروع الجديد، فبعد سنوات ربما يتحول نصف شعب البحرين لحملة جوازات خاصة! فأصحاب هذه الفئة كثر جداً، لا يعلم بهم إلا القلة، ولو كشف عن رقم من يحملون ذلك النوع من الجوازات لوضع البعض يده على رأسه، وخصوصاً بعد أن أقرّت السلطة التشريعية، الاقتراح بقانون بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 11 لسنة 1975 المعدل بشأن جوازات السفر.

من بين المعترضين على المشروع عضو في مجلس الشورى أكدت على أنه «أحلى من الأحمر ما في»، تعبير جميل جداً، إلا أن ذلك اللون الأحمر سيكون الميزة بين المواطنين البسطاء المغلوب على أمرهم وبين المترفين والباحثين عن مكاسب شخصية والمميزين والذين سيحملون جوازات سفر خضراء وزرقاء وغيرها.

المشكلة أن أحد مقدمي المقترح، وهو رئيس مؤسسة حقوقية رسمية، يرى فيه «تقديراً للجميع» ومن أجل «حفظ مكانتهم»، وخصوصاً أن أعضاء السلطة التشريعية في البحرين هم «الوحيدون الذين يحملون جوازات خاصة، بعكس دول مجلس التعاون التي يحمل أعضاء السلطة التشريعية فيها جوازات سفر دبلوماسية»!

فلو عددنا لعضو السلطة التشريعية المزايا والامتيازات التي ينالها المواطن في دول مجلس التعاون الخليجي، ولا يحصل عليها البحريني، فإنه سيضع يده على رأسه، وسيكتشف من هم «المحفوظة كرامتهم».

سؤال مهم سأله رئيس مجلس الشورى للمعترضين على مشروع الجوازات الدبلوماسية والخاصة، وهو: هل توافقون أن يكون لكم جوازات سفر عادية؟

والسؤال لرئيس مجلس الشورى، هل تقبل أن يميّز بين المواطنين بجوازاتهم وألوانها حتى بعد فقدانهم وظائفهم؟ أليست جوازات السفر الخاصة والدبلوماسية هي جوازات وظيفية لا امتيازاً خاصاً تفقد صفتها مع فقدان وظيفتها؟ و»شنو فيه جواز السفر العادي أصلاً؟»!

أضم صوتي لصوت النائب الأول لمجلس الشورى جمال فخرو، فالمشروع بقانون الجديد كتب لمصلحة أعضاء السلطة التشريعية، وليس المواطنين، أو النفع العام بل لتحقيق مكاسب شخصية على حساب المواطنين.

والسؤال الذي أطرحه، لماذا يبحث أعضاء السلطة التشريعية عما يميزهم عن المواطنين الآخرين ويبعدهم عنهم، بل بدلاً من تشريع ما يحد من مزاياهم ومزايا المسئولين الآخرين، يسعون للحاق بهم وزيادة الأعباء المالية على الدولة في ظل الأزمة المالية، أليس الأولى بهم أن يكونوا قدوة وأن يخفّضوا من أجورهم ومزاياهم ويتحملوا المسئولية؟

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4897 - الثلثاء 02 فبراير 2016م الموافق 23 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 47 | 2:27 م

      زيادة الفروق بين المواطنين تخدم التمييز وبث الكراهية بين أبناء وطن واحد. النتيجة تخدم سياسة فرق تسد

    • زائر 46 | 11:16 ص

      شراء ذمم

    • زائر 43 | 1:24 م

      مقال رائع يا أبن الفردان
      وفق الله

    • زائر 42 | 12:46 م

      نشكر النائب الأول لمجلس الشورى جمال فخرو علي اعتراضه على الاقتراح وقيل قديما "لو خليت خربت"

    • زائر 41 | 12:16 م

      لها غرض

      البحرين تحاول بقدر الامكان حماية اي شخص يمكن ان يحاسب في الخارج بسبب انتهاكات الحكومة بجوازات خاصة.. وبذلك يستطيع صاحب هذا الجواز الموافقة بل القيام بالانتهاكات كما تريدها الحكومة

    • زائر 40 | 9:16 ص

      محرقية

      عندما تكون هذة المجالس نذير شئوم وخطورة لا محالة علي ميزانية الوطن هنا لا بد من حلهم لنتقي شرورهم (...)وهاهي القصة المريرة تتكرر مع هؤلاء النواب(..)وقد قرأتم مطالبهم الاخيرة الجوازات الخاصة ونجزم انها لن تكون الاخيرة كان الله في عون حكومتنا وشعب البحرين الذي لم يحسّن الاختيار .

    • زائر 44 زائر 40 | 1:25 م

      أكثر من ذلك

    • زائر 38 | 7:50 ص

      كنّا بخير قبل هذة المجالس النهابه

      احنا ننصح الحكومة من استمرار هؤلاء النواب والشوريون في مجالسهم لان استمرارهم سيكون كارثي علي الحكومة والميزانية خاصتاً وها أنتم ترون وتسمعون ما وصل اليه جشعهم ولنكن اكثر وضوح وجودهم لا نفع فيه لا للحكومة ولا للشعب فهم عاله مجرد هات هات استنزاف في الميزانية والسؤال للحكومة الموقرة لماذا السكوت علي مطالب هؤلاء النواب السخيفة ،، اما نحن فقد كنّا والله ثم والله بخير قبل وجود هذة المجالس علي الأقل لا حرات ولا غم ولا سرقات ولا أراجوزات علي الاونطه ،،،

    • زائر 37 | 7:49 ص

      اعتقد

      ما يشغل المرشحين مكتسباتهم الشخصية لن يترشح اي منهم للدورة القادمة سيجمعون الغنائم من كبد المواطن وبإنتهاء الأربع سنوات ستظهر قصص الاعتذار

    • زائر 36 | 6:41 ص

      سوالي

      بدل ماتكشخونه زود فكرو بوضع قانون الاوليه لكبار السن والمقعدين بالمطار والله نتمرمط يالله نوصل مع اهالينا افففف

    • زائر 35 | 3:47 ص

      في الصميم

      النواب و الشوريون عاجزون لتحمل المسؤولية ومحاولاتهم تعيسة و نجدهم كل فترة يتفقون على رفع رواتبهم و تقاعدهم و امتيازات و سيارات و الحكومة توافق على الفورهل ياترى لارضائهم لانهم ادوا الدور المسرحي في مجالسهم ولا تحصد حتى بضع حبات بازلاء للمواطن الجائع درسنا عن الطبقية في المجتمع الفرنسي قبيل الثورة الفرنسية حيث الفقير يمتطي ظهره طبقة النبلاء و الحكام هكذا نحن يعتبر الشوريون و النواب انهم صاروا طبقة من النبلاء ليسوا اصحاب الجوازات الحمراء وليسوا من الطبقة الحاكمة ويبحثون عن ما يجعلهم (مميزين )!!

    • زائر 34 | 3:42 ص

      ولا بيشبعون أبداً

    • زائر 33 | 3:42 ص

      عن شنو تتكلم وعن شنو تقول
      يا خوك تراهم همهم مصالحهم وامتيازاتهم على قولتك

    • زائر 32 | 2:58 ص

      في الصميم

    • زائر 31 | 2:44 ص

      ان الرجال في السجون مقعدون... كيف لا تريد ان ترى التقشف وتختفي كل العلوم

    • زائر 30 | 1:41 ص

      يا نواب ... شكلكم تبغون بيكنج بودر مقاس 5xxxxxL جان يشبعكم ويغطي صورتكم

    • زائر 29 | 1:34 ص

      سر إلى الأمام

      لو دامت لك ما وصلت لغيرك.....وتلك الأيام نداولها بين الناس.....صبراً صبرا

    • زائر 28 | 1:24 ص

      محد يبي الجواز الحمر، ما وراه أي شيء بس الجواز الاخضر والازرق رزه وبلا تفتيش والامور سالكه
      أكيد يبونه طول العمر

    • زائر 27 | 1:24 ص

      من قدم هذا الاقتراح يجب يقدم للمحاكمة لانه حب للذات على حساب المواطن الذي يعاني ما يعاني من صعوبات العيش ثم يطالب هؤلاء بالمزيد من الامتيزات اضافة الى ما يتمتعون به مزايا مادية عالية

    • زائر 26 | 1:24 ص

      النهايةكل واحديذكربعملة

      التاريخ يعيدنفسة كل من ركض وراءالدنيا انتهاء
      وبقاءمن كان مع الله والناس

    • زائر 25 | 1:23 ص

      حتى أنت يا رئيس مجلس الشورى تبي الجواز بلون غير جواز البحريني... آآآآآآه يا زمان

    • زائر 24 | 1:23 ص

      يا هاني جت على النواب والشوريين بس، ترى الكل يركض وراء المكاسب الخاصة، وإلا يسبق يلبق

    • زائر 45 زائر 24 | 1:26 م

      اي والله الكل يركض وراء مكاسب ذاتية على حساب الشعب

    • زائر 22 | 12:58 ص

      ولن يشبعوا

      ..

    • زائر 20 | 12:50 ص

      حين يتجمع اصحاب الأطماع والجشع في مكان معيّن ويكون لهم الحديث والقرار فماذا يتوقع منهم ؟ وهل يوجد من يتوقع خيرا من مثل هكذا تجمّع؟

    • زائر 18 | 12:21 ص

      كلنا شاهد مناظر الوحوش حين تطيح بفريسة في الغابة وكيف يتم الانقضاض من البعض ليزيح البعض الآخر ويلتهم اكبر قدر من هذه الفريسة

    • زائر 17 | 12:21 ص

      رأي

      وانت نسيت فلن أنسى ان مشروع تقاعد النواب مشروع كتلة الوفاق و التي لتزال أعضاءها يتمتعون بها

    • زائر 16 | 12:17 ص

      اترك عنك الحسد تنتعش

    • زائر 15 | 12:01 ص

      كل من أيدو إلو..
      والشعب ياكل آلو..
      والآلوة الحارة ما يقدر يجودها..

      فخلو الآلو الحار

    • زائر 14 | 11:39 م

      يسعون لاكثر من ذلك، تامين كل شيء لتمرير كل شيء

    • زائر 13 | 11:38 م

      لن يشبعوا

    • زائر 12 | 11:32 م

      نواب، أم نوائب؟!!!

      تبوؤوا مقاعد المجلس ليخففوا أعباء الشعب لكنهم أصبحوا عبئا جديدا على الشعب.

    • زائر 10 | 11:14 م

      أسأل الشوريون والنواب الايقرئون تعليقات الناس في الصحف اليومية بدلا" من مطالبة الحكومة برفع أمتيازتهم او عدم رفع الدعم ليش مايطالبون بزيادة الرواتب 100%أو إسقاط القروض عن كاهل المواطن لماذا التجاهل عن المطالبة بزيادة الرواتب

    • زائر 9 | 11:03 م

      شنو فيه الجواز الأحمر الا شوررين ونواب ما يبونه
      بس لانه يخليهم مواطنين عاديين

    • زائر 11 زائر 9 | 11:16 م

      هم يعلمون حجمهم

      لقد قالتها لهم تلك المرأة ولم تعتذر ولم تسحب عبارتها الشهيرة فهل مواقفهم هذه مصداق لقولها ليتهم يجيبون ولا يتوارون أم أنهم يخشون مواجهة الحقيقة المرة كالعلقم. عجبي.

    • زائر 8 | 10:53 م

      هل امتلئت كروشكم؟

      هل امتلئت كروشكم وجيوبكم؟ قالو لا بل نريد المزيد !

    • زائر 6 | 10:39 م

      لابد على الناس أني صرخوا في وجوه هؤلاء ويقوله لهم كفاء
      كما الكاتب يقول لهم متى تشبعون

    • زائر 7 زائر 6 | 10:47 م

      بق بق

      ان لم تستحي افعل ما تشاء

    • زائر 5 | 10:37 م

      بصدق متى سيشيدون ؟؟؟؟؟

    • زائر 4 | 10:01 م

      الكاسر

      هدة فرصة كل النواب والشوريين دخولهم المجلس لمكاسب شخصية فقط اربع سنوات من عمر المجلس وبعدانتهاء من الأربع سنوات لا يعلم هل يتم اختيارة عندما يرشح نفسة او لا

    • زائر 2 | 9:46 م

      أحسنت.. انشاء الله نراك في المجلس النيابي القادم وأمثالك المقتدرين الموالين للوطن والشعب.

    • زائر 1 | 9:41 م

      الطمع

      العين ما تقنع والبطن ما يشبع مع كل هذه الامتيازات والترف يريدون المزيد في مقابل شعب مطحون مسحوق لك الله أيها الشعب الصامد

اقرأ ايضاً