طيلة أيام مجلس عزاء رجل الأعمال البحريني الراحل روبين داوود روبين الذي وافاه الأجل يوم الاثنين (18 يناير/ كانون الثاني 2016)، كان الفنان الشعبي جاسم خلف الشهير مع صديقه صالح الصايغ بشخصيتي (الحجي بن الحجي وأحمد بن أحمد) يستعيد مع معارف وأصدقاء وأهل الفقيد مناقب من حياته.
ولعل أكثر ما يتمناه الفنان خلف هو أن يتم توثيق سيرة الراحل «روبين» في كتاب لكي تتطلع الأجيال القادمة على ما قدمه هذا الرجل وما قدمته الشخصيات البحرينية أيضًا، ومن أهم بوابة أجدها مهمة في توثيق السيرة حتى لا تندثر، تلك الصورة التي كانت قائمة طوال أيام العزاء حيث أنه عاش ومات ولم يفرق بين مسلم، سنيًا كان أم شيعيًا، ولم يضع حدودًا مع مسيحي أو بوذي، أو صنف الناس بين فقير وغني.
ويوضح خلف أن الزمن الذي نعيشه اليوم من تناحر وخلافات مذهبية وعرقية وسياسية وغيرها كلها لها انعكاسات مدمرة على المجتمعات، لكن إذا نظرنا إلى دعاة التعايش والسلام وعمل الخير فهم كثيرون ومنهم صديقي العزيز الراحل «روبين» ففي تشييعه وأثناء انعقاد مجلس عزائه حضر مواطنون ومقيمون من كل الأديان والمذاهب والجنسيات، حتى أن بعضهم حضر أكثر من مرة، ومن عامة الناس أيضا حضر الكثير ممن تعاملوا معه في حياته وعرفوه عن قرب وكانوا يذكرون أعماله الطيبة ومناقبه.
ويتذكر أن (داوود) ابن شقيق الراحل (فريد) عندما عاد من الولايات المتحدة الأميركية حيث كان يدرس، غمرني بمحبته وكل إخوته ينادونني (عمي) لأنني بمثابة عمهم، فعلاقتي كانت مع أبيهم (فريد) ومع عمهم (روبين) لها مكانة خاصة وأنا أتواصل معهم ولن أنقطع عنهم، حتى أنني في زياراتي اليومية للمتجر حيث عادتي منذ سنين هي الجلوس مع (روبين)، يبادر بالاتصال بي هاتفيا ليسأل حين أتأخر أو أغيب عن الزيارة، وإذا لم يتمكن من الحديث معي كان يتصل بأهلي ليسأل عني.
ورغم تعبيره عن الحزن لفقد صديقه المقرب، إلا أنه سيبقى وفيا لهذه العلاقة الطيبة التي تمتد مع أبناء أخيه.
العدد 4897 - الثلثاء 02 فبراير 2016م الموافق 23 ربيع الثاني 1437هـ