هدد هجوم للجيش السوري خطوط إمداد المعارضين إلى مدينة حلب الشمالية أمس الثلثاء (2 فبراير/ شباط 2016) في حين اجتمع مبعوث الأمم المتحدة مع ممثلين عن الحكومة في محاولة للمضي قدماً في محادثات سلام تبدو شبه مستحيلة مع استمرار القتال.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية، ستافان دي ميستورا البدء الرسمي لمحادثات السلام السورية الإثنين في أول محاولة منذ عامين لإنهاء الحرب التي أودت بحياة ربع مليون شخص وتسببت في أزمة لاجئين في المنطقة وفي أوروبا.
وقال ممثلو المعارضة والحكومة إن المحادثات لم تبدأ فعلياً في حين استمر القتال على الأرض بلا هوادة.
وألغت المعارضة اجتماعاً مع دي ميستورا بعد ظهر أمس (الثلثاء) وأصدرت بياناً نددت فيه بتسريع حملة القصف العسكرية التي تقوم بها الحكومة السورية وروسيا على حلب وحمص ووصفتها بأنها تهدد العملية السياسية.
ووصفت المعارضة الهجوم على شمال حلب بأنه الأشد حتى الآن.
وقال أحد قادة المعارضة إنه يمكن للحكومة والميليشيات المتحالفة معها محاصرة المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب المقسمة وناشد الدول الأجنبية التي تدعم المعارضة إرسال المزيد من الأسلحة.
وقالت الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل المعارضة الرئيسية بعد اجتماع مع دي ميستورا الإثنين إنها لم ولن تبدأ التفاوض ما لم توقف الحكومة قصف المناطق المدنية وترفع الحصار عن المناطق المحاصرة وتطلق سراح المعتقلين.
ونفى رئيس وفد الحكومة السورية أيضاً بدء المحادثات بعد مناقشاته مع دي ميستورا أمس (الثلثاء).
وقال بشار الجعفري بعد محادثات استمرت ساعتين ونصف إن المبعوث الدولي لم يقدم جدول أعمال أو قائمة بالمشاركين من المعارضة. وأضاف لـ «رويترز» في مقر الأمم المتحدة في جنيف إن التحضيرات لم تستكمل بعد.
وأضاف إنه إذا كانت المعارضة مهتمة حقيقة بحياة السوريين كان يتعين عليها إدانة قتل أكثر من 60 شخصاً يوم الأحد في قصف لتنظيم «داعش» لحي يضم أحد أهم المزارات الشيعية في البلاد.
وقال مصدر من الأمم المتحدة إن دي ميستورا وعد بتقديم قائمة بأسماء وفد المعارضة بحلول اليوم الأربعاء. وكان تشكيلة وفد المعارضة أثارت خلافات شديدة بين قوى إقليمية ودولية استدرجت للصراع.
وتتقدم القوات الحكومية بدعم من غارات جوية روسية في مواجهة المعارضين في عدة مناطق في غرب سورية حيث تتركز المدن الرئيسية.
وبدأ الهجوم شمالي حلب في الأيام القليلة الماضية وهو أول هجوم كبير للقوات الحكومية في المنطقة منذ بدء الغارات الجوية الروسية يوم 30 سبتمبر/ أيلول.
والمنطقة مهمة بالنسبة للطرفين. فهي تحمي طريق إمدادات للمعارضين من تركيا إلى أجزاء من المدينة تسيطر عليها المعارضة وتقع بين أجزاء تسيطر عليها الحكومة في غرب حلب وبين بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين لدمشق.
وقال قيادي في جماعة «الجبهة الشامية» المعارضة عرف نفسه باسم ابو ياسين «الطيران الروسي تحول لضرب المقرات ويقطع طرق الإمداد... طرق الإمداد لم تنقطع ولكن هناك قصف شديد وعنيف علينا من قبل الطيران».
وأضاف أن الطيران الروسي يعمل «ليلاً ونهاراً» منذ ثلاثة أيام وكرر مطلب المعارضة بضرورة الحصول على صواريخ مضادة للطائرات للتصدي للهجوم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب عن طريق شبكة من المصادر على الأرض إن القوات المتقدمة سيطرت على قرية حردتنين على مسافة عشرة كيلومترات شمال غربي حلب لتدعم مكاسب حققتها أمس الأول. وأعلنت كذلك وسائل الإعلام السورية عن هذا التقدم.
وتقول المعارضة إن من المستحيل إجراء مفاوضات بدون وقف القصف والإفراج عن سجناء ورفع الحصار للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين.
وقال المفاوض المعارض، محمد علوش إنه غير متفائل وأضاف أن الوضع لم يتغير على الأرض. وتابع أنه لا توجد نية لدى النظام للتوصل إلى حل.
وكان يتحدث قبل دقائق من وصول وفد الحكومة إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف للقاء دي ميستورا لبحث مقترح بشأن القضايا الإنسانية.
وقال دي ميستورا الإثنين إن مسئولية الاتفاق على وقف لإطلاق النار في سورية كلها تقع على عاتق القوى وإن صلاحياته تقتصر على إجراء محادثات بشأن قرار للأمم المتحدة وإجراء انتخابات والحكم الرشيد والدستور الجديد.
وفشلت جميع الجهود الدبلوماسية السابقة في وقف الحرب.
ومما يعطل الجهود عدم ثقة المعارضة في دي ميستورا. وقال دبلوماسي غربي «الحقيقة أن المعارضة لا تثق في دي ميستورا. وتزايد قلقها بدرجة كبيرة».
العدد 4897 - الثلثاء 02 فبراير 2016م الموافق 23 ربيع الثاني 1437هـ
حصحص الحق
حصحص الحق وزهق الباطل وإن غدا لناظره قريب سناخذ حلب وما نبل والزهراء إلا بداية النهاية. افرحوا وارقصوا كما رقص الراقصون على جثث الانتفاضة الشعبانية في العراق وأدار العرب رؤوسهم لتلك الثورة المباركة. الآن دارت الدوائر وكل العالم أدار رأسه للثورة السورية الغير سلمية. أصبحت تلك الثورة خطر على العالم.