خلصت دراسة علمية في جامعة البحرين إلى أن انخرط الطلبة في ممارسة مهارات الإعلام التربوي ينمّي مهاراتهم الشخصية والحياتية، خصوصاً لدى الطالبات الإناث، وأن اهتمام المدرسين المشرفين على الإعلام التربوي بتفعيل الإعلام التربوي ووسائله بالمدارس الثانوية، يزيد من القدرة على اكتشاف المواهب لدى الطلبة والارتقاء بها.
وقدم الدراسة الطالب في برنامج ماجستير الإعلام في كلية الآداب بجامعة البحرين رائد محمد إبراهيم، الدراسة استكمالاً لمتطلبات نيل درجة الماجستير.
ووسمت أطروحة الماجستير بعنوان: "دور الإعلام التربوي في تنمية المهارات الشخصية: طلبة المرحلة الثانوية في مملكة البحرين نموذجاً".
وقال الطالب رائد إبراهيم: "إن الدراسة تهدف إلى التعرّف إلى دور الإعلام التربوي في مملكة البحرين، والمهمات التي يقوم بها لتنمية قدرات الطلبة التعليميّة، وكذلك القدرات المهارية التي أصبحت اليوم أساساً رئيسياً في العملية التربوية والتعليمية"، مضيفا "تحاول هذه الدراسة الكشف عن مدى فاعلية الإعلام التربوي في البحرين، وما يقدِّمه من رسائل في تنمية المهارات الشخصية والحياتية لطلبة المرحلة الثانوية".
وطُبّق الباحث الدراسة على عيّنة من الطلبة قوامها 500 مبحوث إلى جانب عيّنة من مشرفي الإعلام المدرسي بالمدارس الثانوية بلغ قوامها 33 مبحوث، وقد صمّم الباحث استبانتين بوصفهما أداتين من أدوات جمع البيانات، واحدة للطلبة موزَّعة في 41 فقرة تقيس محاور ثلاثة: درجة متابعة الطالب لوسائل الإعلام التربوي، ودرجة مساهمة الطالب في الإعلام التربوي، أما المحور الأخير فيختصّ بالإعلام التربوي والمهارات الشخصية.
ووفقاً لنتائج الدراسة، فإن طلبة المسارين العلمي والتجاري كانواً أكثر تأثراً وتفاعلاً من بقية الطلبة مع الإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم ، وهو الأمر الذي ساعد على تنمية المهارات الشخصية والحياتية لديهم.
وجاء طلبة الثانوية العامة في محافظة المحرق في المرتبة الأولى من حيث ممارسة مهارات الإعلام التربوي ثم طلبة المحافظة الشمالية في المركز الثاني.
وقدم الباحث جملة من المقترحات لتطوير الإعلام التربوي في البحرين من أهمها: تدريب مشرفي الإعلام المدرسي على مهارات وفنون الإعلام التربوي، والاهتمام ببرامج الإذاعة المدرسية وإخراجها من الإطار التقليدي إلى إطار الإبداع والتشويق الجاذب لجمهور الطلبة بما يحقّق زيادة المهارات الشخصية لدى الطلبة، وتدريب الطلبة على فنون الإعلام المدرسي، سواء الإذاعة المدرسية، أو الصحافة المدرسيّة وغيرها التي تصقل وتنمّي من شخصية الطالب.
وشدد إبراهيم على ضرورة إعداد وتنفيذ البرامج التربوية التي تحمل مضامين متعدّدة، مثل القيم، والأخلاق، والانتماء الوطني، وبثّها عبر وسائل الإعلام المختلفة.
ودعا إلى تبنّي إنشاء قناة على اليوتيوب، ليست لعرض مشاريع الوزارة، وإنّما لعرض برامج تعليمية للمناهج الدراسية، تكون مرجعاً للطلاب في أيِّ وقت يحتاجون الرجوع إليها، وإنشاء مراكز إعلام مدرسية تطعم باختصاصي إعلام تربوي، يُفَعِّل الإعلام التربوي داخل المدرسة، ويطوِّر من الإذاعة المدرسية، والصحافة المدرسية، ويدرّب الطلبة على فنون الإعلام المختلفة.
وكانت لجنة علمية امتحنت الطالب في أطروحته حديثاً، وتكونت اللجنة عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام والسياحة والفنون في جامعة البحرين رضا مثناني مشرفاً، وعضو هيئة التدريس في القسم نفسه أشرف صالح ممتحناً داخلياً، وعضو هيئة التدريس في جامعة قطر بدولة قطر محمد قيراط.