تعد العصا البيضاء رمزاً لفاقدي البصر، وهي عبارة عن عود مصنوع من الخشب أو غيره من المواد البلاستيكية والمعدنية، وهي تمثل واحدة من أهم الأدوات التي يحتاجها الكفيف في تنقله وحركته وفي تمكينه من الاستقلالية والاعتماد على النفس في الكثير من الأمور. وقد شهدت كثير من الأجهزة والمعدات اليوم تطويراً عبر إدخال تقنيات متقدمة خدمة للبشر بما فيها العصا البيضاء

وفي هذا السياق، نجحت طالبتان بجامعة البحرين في توظيف التقنية الذكية الحديثة من أجل مساعدة مكفوفي البصر على تفادي العقبات أثناء السير والحركة في الأماكن المختلفة، وذلك عبر تطوير عصا ذكية تمتاز بخواص تقنية حديثة، إذ يمكن للكفيف عند استخدامها أن يتلقى تنبيهات عند وجود المعوقات التي قد تصادفه أثناء الطريق وفي الأماكن العامة، كما تساعده هذه العصا على العودة إلى موقعه أو منزله في حال أضاع الطريق.

ومن ميزات العصا البيضاء الإلكترونية التي طورتها طالبتان في قسم هندسة الحاسوب بكلية تقنية المعلومات هما: لولوة راشد الجودر، وسارة خالد العليّان، أنها تعمل بآلية ذكية حيث تنبه المكفوف بجميع المعوقات التي قد يمر بها أثناء سيره في الطريق، إذ تعمل مجسات استشعار على حساب المسافة بين المكفوف والجدار، ثم يتم إرسال تنبيه عبر الاهتزاز، وتصدر صوتاً منبها في حال وقعت العصا في ماء، بالإضافة إلى أن العصا الذكية تحوي خاصية إرسال موقع المكفوف عبر برنامج "غوغل ماب" إلى هاتف أحد أقاربه في حال لم يستدل المكفوف على الطريق أو شعر بأنه أضاع دربه.

وتشتمل العصا الإلكترونية التي تمَّ عرضها مؤخراً ضمن مشاريع التخرج في الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي الحالي 2015 - 2016 على مجسات استشعار تكون مهمتها إرسال تنبيه قبل اقتراب المكفوف من العائق بمسافة مترين تقريباً.

ويُعد المشروع تطويراً لفكرة تم العمل عليها من قبل، إلا أن الطالبتين أضافتا ميزة تنبيه المكفوف عند وضع العصا في ماء المستنقعات التي قد تتجمع بسبب الأمطار أو مياه الصرف الصحي، وتعد هذه الميزة جديدة، إذ لم تكن متوفرة في المشاريع السابقة في مملكة البحرين، كما لم يتم رصدها عبر المشاريع العالمية عبر شبكة الانترنت.

وتحوي العصا الذكية مجموعة من القطع الإلكترونية تشترك في أداء المهمة والخدمة لمكفوف البصر منها: منبه صوت، وجهاز اهتزاز، ومجسات استشعار، ونظام خرائط GPS، ونظام اتصالات GSM.