العدد 4896 - الإثنين 01 فبراير 2016م الموافق 22 ربيع الثاني 1437هـ

السيسي يدعو ألتراس أهلاوي للمشاركة في لجنة تحقيق في أسوأ كارثة رياضية بمصر

دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في وقت متأخر يوم الاثنين رابطة لمشجعي النادي الأهلي (ألتراس أهلاوي) للمشاركة في لجنة للتحقيق في مقتل 72 مشجعاً في أحداث عنف تلت مباراة في الدوري الممتاز لكرة القدم قبل أربع سنوات.

وتبدو تصريحات السيسي محاولة لاحتواء غضب ألوف الشبان الذين احتشدوا أمس الاثنين في ملعب النادي الأهلي في قلب القاهرة لإحياء ذكرى أسوأ كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، والتي وقعت عقب نهاية مباراة فريقهم ضد المصري في مدينة بورسعيد الساحلية في أول فبراير/ شباط 2012. ورددت الجماهير هتافات ضد المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق ورئيس المجلس العسكري الذي كان يدير مصر عقب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في يناير/ كانون الثاني 2011. ورفع المشجعون لافتة كتب عليها "لا تصالح مع القتلة".

وقال السيسي في مداخلة هاتفية في أحد البرامج التلفزيونية مساء الاثنين "موضوع الالتراس.. أنا كنت موجود في هذا الموضوع ولم تكن فيه حقيقة بجلاء تقدر تقول ماذا حدث في هذا الموضوع وبدقة تقدر تطمئن لها". وكان السيسي (الذي انتخب رئيساً في 2014)، رئيس جهاز المخابرات الحربية وعضواً في المجلس العسكري وقت وقوع الكارثة. وقال في مداخلته الهاتفية "ممكن مجموعة من الألتراس... تتشكل بهم ومعهم لجنة للبحث في الموضوع. لا شيء نريد أن نخفيه... تعالوا يا شباب إختاروا 10 منكم ممن تطمئنون لهم يدخلوا ويشوفوا هذا الموضوع بتفاصيله". وأضاف "تعالوا شاركوا في لجنة سنشكلها من جديد. اطلعوا على ما تم عمله قبل ذلك. وشوفوا أنتم أيضاً ماذا تريدون فعله وحققوا في الموضوع".

وتقول مجموعة (ألتراس أهلاوي) إن الواقعة دبرتها السلطات انتقاماً من الجماهير التي لعبت دوراً في الانتفاضة ضد مبارك. ومن بين الهتافات التي ردّدها مشجعو الأهلي أمس الاثنين "الشعب يريد إعدام المشير"، في إشارة إلى طنطاوي الذي كان وزيراً للدفاع لسنوات طويلة في عهد مبارك. وندّد مجلس إدارة النادي الأهلي في بيان على موقعه الرسمي على الانترنت بهتافات جماهيره واللافتات التي رفعتها. وقال البيان: "يؤكد النادي على اعتزازه الكامل بشهدائه في مذبحة بورسعيد... لكن في ذات الوقت يرفض مجلس الإدارة شكلاً ومضموناً، كافة الإساءات التي صدرت عن البعض من الجماهير ... في حق مؤسسات الدولة".

وتواجه مجموعة (ألتراس أهلاوي) وغيرها من روابط المشجعين في مصر اتهامات بإثارة الفوضى بسبب مواقفها المعارضة للحكومات المتعاقبة منذ الانتفاضة على مبارك. ودائماً ما تتعرّض لانتقادات في وسائل الإعلام الموالية للحكومة تصل إلى حد وصفها بالجماعات الإرهابية. وتسببت كارثة استاد بورسعيد في إلغاء المسابقات المحلية لكرة القدم في ذلك العام، إضافةً لمنع المشجّعين من حضور المباريات المحلية.

ولا يزال قرار منع حضور المشجعين سارياً بعد مقتل 20 من مشجّعي نادي الزمالك -غريم الأهلي التقليدي- في تدافع قبل لقاء في الدوري المحلي ضد إنبي في فبراير/ شباط 2015 في أول مباراة كبيرة تحضرها الجماهير عقب موافقة السلطات على حضورها.

وصدر الحكم الأول في قضية استاد بورسعيد في يناير/ كانون الثاني 2013 بإعدام 21 من 73 متهماً، لكن أعيدت محاكمتهم بعد قبول طعونهم. وقضت محكمة جنايات بورسعيد في إعادة محاكمتهم في يونيو/ حزيران العام الماضي بإعدام 11 متهماً والسجن لفترات تتراوح بين عام واحد و15 عاماً لآخرين بينهم رجال شرطة. ويمكن الطعن على الحكم مرةً أخرى أمام محكمة النقض، وهي أعلى محكمة مدنية في مصر. وقد تؤيد المحكمة الأحكام لتصبح نهائية أو تبطلها وتعيد المحاكمة للمرة الثانية والأخيرة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً