العدد 4896 - الإثنين 01 فبراير 2016م الموافق 22 ربيع الثاني 1437هـ

راتب المنصف المرزوقي

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الثامن عشر من أبريل/ نيسان 2014، أعلن الرئيس التونسي يومها المنصف المرزوقي عن تخفيض راتبه إلى الثلث، مع تخفيض نفقات «مؤسسة الرئاسة» في ظل الصعوبات المالية التي تواجهها البلاد.

المرزوقي الذي لم يظهر بربطة عنق في فترة رئاسته، كان راتبه 30 ألف دينار تونسي (ما يعادل 5200 دينار بحريني تقريباً)، وقد تلقّى انتقادات شعبية كثيرة على ارتفاع راتبه. وقد اختار الذكرى الـ58 لقوات الأمن الداخلي، ليعلن قراره خفض «المرتب القانوني لرئيس الجمهورية إلى الثلث». وقال يومها: «يبقى هاجسنا الأساسي هنا هو ألا تتحمّل الطبقات الفقيرة والمتوسطة، التي قامت الثورة أساساً من أجل تحسين مستواها المعيشي، العبء الأكبر من التضحيات المطلوبة».

جاء هذا القرار في وقتٍ تعاني فيه تونس من انخفاض السيولة بخزينة الدولة التي أعلنت خططاً للتقشف. وكانت الحكومة قد أعلنت حينها عن حاجتها لتوفير 600 مليون دينار قبل شهر يوليو/ تموز، لتتمكّن من دفع رواتب الموظفين، وسدّ العجز البالغ قيمته 3.3 مليارات دينار تونسي.

الفارق بين راتب المرزوقي، رئيس جمهورية تونس بعد الثورة، وبين مجموع المكافأة التي يحصل عليها النائب أو الشورِي في البحرين هو 450 ديناراً فقط، مع الفارق الضخم في المهمات والمسئوليات، بل والمحاسَبَات. بل إن النائب البحريني يحصل على مبلغ 1200 دينار باسم «بدل تمثيل». أما حين يسافر النائب فإنه يحصل على مخصّص «مصروف جيب»، قدره 120 ديناراً يومياً، وهو ما يعادل أكثر من نصف الراتب الشهري لـ5224 بحرينياً راتبهم الأساسي 200 دينار. هذا في القطاع العام، أما إذا انتقلنا إلى القطاع الخاص، فهناك 3824 بحرينياً راتبهم الشهري الأساسي 200 دينار، بينما هناك 42 ألف بحريني رواتبهم بين 200 و400 دينار، حسب إحصاءات الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي حتى الربع الثالث من العام 2015.

في زمن التقشف، ينبغي أن يبادر أعضاء السلطات الثلاث، إلى تبني مبادراتٍ من هذا النوع، تخفّف على الغالبية الشعبية وطأة الإجراءات الجديدة، من رفع الأسعار وزيادة تكلفة الخدمات ورفع الدعم عن بعض السلع الأساسية. ويجب أن تكون مثل هذه المبادرات عن قناعةٍ وإيمانٍ حقيقي بمبدأ التضحية من أجل الوطن، وليس من أجل الظهور الإعلامي و»الشو».

المواطن الذي يتابع ما ينشر حالياً عن مداولات مجلسي النواب والشورى الأخيرة، سيشعر بأنه في وادٍ، وأعضاء المجلسين في وادٍ آخر. ففي عناوين تغطيات الصحف أمس لجلسة الشورى الأخرى، يمكنك تلمس المزاج العام من هذه المناقشات: «البرلمانيون المعيَّنون يفصّلون القوانين لمصالحهم: جواز خاص أخضر لزوجات الشوريين والأبناء»؛ بل ونقرأ آراء بعضهم الناقدة لهذه المواقف والانشغالات، من قبيل: «لماذا نميّز أنفسنا عن المواطن ونشرّع لصالحنا وكلنا سواسية»؛ و»حافظوا على مكانة المجلس وكرامته».

اليوم نحاسب المواطن بالفلس، ونذكّره في كل مناسبةٍ بمبلغ الدعم الذي كان يتلقاه من الميزانية العامة، للكهرباء والماء واللحم ولتر البنزين، محسوباً بالفلس، ونطالبه بتحمّل أكلاف هذه المرحلة وأعبائها. وحريٌ بالسلطات الثلاث أن تبدأ بتقديم المثل في التضحية من أجل دعم الوطن في ساعة العسرة، كما فعلها المرزوقي من قبل، فالوطنية مواقف صدق والتزام وتضحيات، والتخلي طوعاً وقناعةً عن الامتيازات.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4896 - الإثنين 01 فبراير 2016م الموافق 22 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 1:59 ص

      الفرق أن من قلبه على وطنه ويضحي بالغالي والنفيس من اجله يختلف تماما عن من قلبه على جيبه وشغله الشاغل كيف يملأ هذا الجيب قبل أن يترك المنصب

    • زائر 14 | 1:30 ص

      لو تم

      لو تم سحب جميع الاجانب وارجاع الموظفين الاجانب الى بلدانهم وتوظيف المواطنين سنكون بخير

    • زائر 13 | 1:27 ص

      مشكل!!!

      لاهم ولا اللي اكبر منهم كل من يسحب على ظهر الفقير المسكين

    • زائر 12 | 1:22 ص

      في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال.

      لو كانوا يمثلون الشعب حقا، لفعلوا، لكنهم يمثلون على الشعب، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

    • زائر 11 | 1:10 ص

      والله يا سيدنا انت تؤذن في خرابة لكن ما في مانع من التكرار وقديما قيل إضرب الحديد وهو ساخن

    • زائر 10 | 12:37 ص

      فرق شاسع بين حكومة تريد النهوض بوطنها وبين حكومة تريد اركاع شعبها من خلال شراء بعض الضمائر الرخيصة

    • زائر 9 | 12:26 ص

      الحكومة المستفيد الاول من هالمجلسين
      علشان تمرر قراراتها تحت مظلة موافقة هالمجلسين
      والمواطن البحريني هو المتضرر الاول والأخير ولا مستفيد شي من هالمجلسين
      لذا أطالب كمواطنه بحل هالمجلسين
      الذي سيوفر مبالغ ممتازة نحتاجها في الوقت الراهن

    • زائر 8 | 12:23 ص

      رواتب النواب هو ثمن لشراء الضمائر اذا بقت بقية ضمير يمكن شراؤها

    • زائر 7 | 12:22 ص

      استاذ قاسم قبل كم يوم استمعن الى نقاش النواب عبر الإذاعة حول ضرورة حصولهم على الجواز الدبلوماسي وطال النقاش وكلا يدلوا بدلوه واغلب النواب يؤكد على أهمية حصول النائب على الجواز خوش نواب
      حاطين مصلحة المواطن نصب عينهم

    • زائر 6 | 11:30 م

      سيدنا

      فرق بين الرجل و بين المب رياييل .. الاول همه الوطن و ارضاء شعبه و الي عندنا من نواب اول همهم معاشهم التقاعدي و الفلوس ..

    • زائر 4 | 10:51 م

      ابوجعفر

      صعبه تحصل هنا يااستاذ قاسم بل مستحيلة هؤلاء يحبون المال حباً جما ومن المستحيل ان يفرطوا في ميزه من المزايا التي يحصلون عليها ونحن المواطنين أجرنا على الله سبحانه وتعالى .

    • زائر 3 | 10:35 م

      مافي امل

      هم رشحوا انفسهم للفلس وليس للمواطن

    • زائر 2 | 10:23 م

      عشم ابليس في الجنة ، هم أساسا ما رشحوا أنفسهم للمجس إلا من أجل الراتب والامتيازات وتريدهم أن يخفضوا رواتبهم الآن؟ ومن أجل من ؟ من أجل المواطن؟ هذا آخر همهم . من أجل الوطن؟ له حكومة تديره ولسنا نحن كنواب أو شوريين . بعضهم يقول أنا ما صدقت صرت نائب عشان أعدل وضعي الاقتصادي ويمكن بل أكيد ما راح أحصل هذا المنصب مستقبلا وتطالبني بخفض راتبي . يا الله الأيام بيننا إذا سمعت شوري أو نائب قال وضحى بدينار من راتبه . نحن ابتلينا بهذين المجلسين ونسأل الله أن يخلصنا منهم قريبا وهذه خطوة نتمناها من الحكومة.

    • زائر 1 | 8:59 م

      نعم هكذا يكون المسؤل محببا بين شعبه فا المرزوق ابن البلد ومن البلد لذا يحب البلد ويخاف عليها. صدقت يا استاذى.

اقرأ ايضاً