عُرفت البحرين على مر خمسة آلاف عاماً، بأسماء حضارات مختلفة مثل، ديلمون ثم تايلوس، وبعد ذلك عرفت باسم أوال حتى أصبحت تسمى بالبحرين، وارتبط اسمها بالبحر وكونها منبع اللؤلؤ الطبيعي، وأطلق عليها البعض اسم "هبة اللؤلؤ"، وتسمى أيضاً بـ "لؤلؤة الخليج" وفق ما قال موقع (سي.إن.إن) العربية أمس الأحد (31 يناير/ شباط 2016).
واعتمد اقتصاد البحرين قبل اكتشاف النفط في العام 1932 على ثلاثة مصادر رئيسية هي: صيد اللؤلؤ، الزراعة والتجارة، وصيد الأسماك. واقترن اسم البحرين عالمياً بصناعة اللؤلؤ الطبيعي عبر التاريخ، وأدّت ثروات البحرين المصاحبة لازدهار هذه الصناعة إلى زيادة أطماع الدول المستعمرة كغزو البرتغال للبحرين في الفترة بين العامين 1521-1602. واشتهرت البحرين باللؤلؤ الطبيعي منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة أي قبل الميلاد، حيث أشارت إليها الكتابات الآشورية باسم "عيون الأسماك" الدلمونية. وبرز العمق التاريخي القديم لعلاقة الإنسان باللؤلؤ في الكثير من الأساطير، إذ قامت الملكة كليوباترا بسحق اللؤلؤ وأذابته في الخمر وشربته للحصول على الخلود.
واتفق الباحثون أنّ اكتشاف النفط واحد من أهم أسباب إزاحة اللؤلؤ عن عرش الاقتصاد في منطة الخليج. واعتبر قيام دولة الهند بإصدار قانون منع استيراد الكماليات من الخارج أثناء فترة استقلالها من بين العوامل التي أدّت إلى اضطراب سوق تجارة اللؤلؤ، خصوصاً أنّ الهند تعتبر أكبر الأسواق المستهلكة للؤلؤ الخليج العربي. ويقول إبراهيم خليفة مطر، أحد أبرز تجّار اللؤلؤ الطبيعي في البحرين، إنّ "متحف البحرين الوطني يحتوي على لؤلؤة يبلغ عمرها حوالي ثلاثة آلاف سنة، وذكرت المراجع التاريخية بأنّ لؤلؤ البحرين من أجود الأنواع في العالم. وتجارة اللؤلؤ ما زالت مزدهرة حتى يومنا الحاضر".
ورغم أنّ صناعة اللؤلؤ شكّلت مصدراً رئيسياً للدخل وفرص العمل لسكّان البحرين، إلا أنّ نصيب إيرادات الدولة من الدخل المباشر في هذا القطاع كان ضئيلاً ويتمثل في الضرائب البسيطة والرسوم التي تفرض على سفن صيد اللؤلؤ، فيما كان يشكل الدخل غير المباشر المتمثل في الرسوم الجمركية على الصادرات من فوائض تجارة اللؤلؤ المصدر الرئيسي للإيرادات الحكومية.
وبالسؤال عن احتمال عودة صناعة اللؤلؤ لتصبح مصدراً رئيسياً لواردات الدولة، يعتقد مطر بأنّ "صناعة وتجارة اللؤلؤ لن تصبح مصدراً رئيسياً لموارد الدولة، ولكن إذا تمّ دعم هذه التجارة بالتعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي فستحقق أثراً إيجابياً على الاقتصاد الوطني لكافة دول منطقة الخليج، وخاصة أنّ لؤلؤ الخليج يتمتع بجودة عالية على مستوى العالم". من جانبه أكّد آل المحمود أنّ "العاملين في صيد الأسماك بدأوا يتجهون للعمل في صناعة الغوص لاستخراج اللؤلؤ".