صادقت الحكومة الاسرائيلية الأحد (31 يناير/ كانون الثاني 2016) على اقامة ساحة صلاة مختلطة بين الرجال والنساء في حائط المبكى (البراق) في القدس، في قرار "تاريخي" ينهي جدلاً مستمراً منذ أكثر من ربع قرن.
وينص القرار على استحداث ساحة صلاة ثالثة في حائط المبكى، المكان الأكثر قدسية لدى اليهود، تضاف إلى الساحتين الموجودتين حالياً والمخصصة إحداهما للرجال والثانية للنساء واللتين يشرف عليهما اليهود المتشددون. ومنذ سنوات يرفض اليهود المتشددون السماح لليهوديات الليبراليات المنضويات في منظمة "نساء الحائط" بأن يصلين أمام حائط المبكى في الساحة المخصصة للنساء بدعوى أن طريقة صلاتهن تخالف تعاليم الشريعة. وسبق أن وقعت صدامات عنيفة بين الطرفين بسبب هذا الخلاف.
ويمثل القرار الذي اتخذته الحكومة الأحد تسوية أعدها مدير الوكالة اليهودية ناتان شارانسكي وتنص على اقامة ساحة صلاة ثالثة تكون مفتوحة أمام اليهود غير المتشددين نساء ورجالاً. وسارعت الحركات اليهودية الليبرالية إلى الترحيب بالقرار، معتبرة إياه "نصراً" لها، في حين ندد به اليهود المتشددون. واعتبرت "نساء الحائط" في بيان أن "الدولة باعتمادها هذا القرار تعترف بالمساواة الكاملة للنساء في الكوتيل (حائط المبكى) وبالحق في حرية اختيار طريقة ممارسة الديانة اليهودية في إسرائيل".
وقد رحّبت بالقرار الرابطات اليهودية في الولايات المتحدة والحركات اليهودية المحافظة والاصلاحية الأميركية، واعتبرته "قراراً تاريخياً... يرسل رسالة قوية الى الاسرائيليين ويهود الشتات بشأن أهمية التعددية اليهودية".
بالمقابل نددت بالقرار الأحزاب اليهودية المتشددة، معتبرة إياه "اهانة" لتعاليم الشريعة. وقال حاخام حائط المبكى شموئيل رابينوفيتز إنه تلقى "ببالغ الحزن" نبأ تبني الحكومة هذا القرار، معتبراً أن ما يخفف من وطأة القرار هو أنه سيسمح للنساء غير المتشددات بالصلاة في مكان آخر غير ذلك المخصص لليهوديات المتشددات.
ولم تعلن الحكومة عن موعد افتتاح ساحة الصلاة الجديدة التي ستشرف عليها بالاشتراك مع "نساء الحائط". ويعتبر اليهود حائط المبكى أو الحائط الغربي (البراق) الواقع أسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمّره الرومان في العام 70، وهو أقدس الاماكن لديهم.