العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ

هل تعوّدنا؟!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هل تعوّدنا بعد على الأعمال الارهابية التي تحدث في الخليج؟! حادث التفجير الإرهابي الذي وقع يوم أمس الأوّل الجمعة (29 يناير/ كانون الثاني 2016)، في محافظة الأحساء بالمملكة العربية السعودية، وأسفر عنه استشهاد مصلّين وجرح عدد منهم، دانته كثير من الشخصيات المرموقة، والشخصيات الشعبية، والشعوب الخليجية، ولكن يبقى المجرم طليقاً، ليس المجرم الذي فجّر أو قتل، بل المجرم الذي حرّض على القتل!

التعصّب والتطرّف، واستغلال الدين بأبشع صورة، هو السبب الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه، تفجير مساجد الله، واستهداف الشيعة والسنّة، حتى يوقعوا الفتنة بيننا، والستار مكشوف وواضح، ولكن البعض يريد غلق عينه، ومازال يطبّل على الطائفية وعلى أني سنّي وأنت شيعي.

بصراحة لا نريد التعوّد على مشاهدة مناظر القتل، ولا نريد التعوّد على تفجير بيوت الله وغير بيوت الله، وترويع الآمنين المسالمين، ولا نريد لأحد شقّ الصفوف في المملكة العربية السعودية ولا في البحرين ولا أي دولة من دول الخليج، باسم الدين، فالدين بريء مما يصنعه هؤلاء.

هؤلاء! من هم؟! هل هم داعش؟! هل هم تنظيم القاعدة؟! هل هم متعصّبون متطرّفون؟! من هم الذين يلعبون على العقول البشرية، ويغسلون العقول حتى تخوى من العقل، وكيف يستطيعون توجيه الشباب إلى القتل وإلى الانتحار؟!

لا نعلم حقيقة هذا الابتلاء الذي ابتلينا إيّاه باسم الدين، وصدق ماركس عندما قال بأنّ الدين هو أفيون الشعوب، فعلاً يخدّر إذا تمّ استغلاله والترزّق باسمه، وفعلاً يخدّر إذا تمّ شحن القلوب والعقول بفكرة واحدة، وهي تطهير الجزيرة العربية ممّن لا يتّفق مع مذهب السنّة والجماعة!

للأسف الشديد هؤلاء رسموا الصورة وانتهوا، فإمّا أنت معهم في دينهم الذي يبعد عن ديننا، أو أنت ضدّهم فأنت زنديق، وهذه هي طبيعة البشر، إمّا أن تكون مع الجماعة أو تُبعدك الجماعة لأنّك وببساطة أصبحت غير أهل لتكون معها، فتكون منبوذاً على رغم أنّك تخاطبهم بالعقل، وتحاول إنقاذهم من براثن الخبث الممزوجة باستغلال الدين.

نسمع كلمات في بعض الأحيان تقشعر منها الأبدان، والغريب أنّها تخرج مِنْ مَنْ كان بعيداً كل البعد عن الطائفية، ويتم تسويق أفكار التعصّب الديني، وشحن النفوس حول هدف واحد، محاربة فئة معيّنة من النّاس، والقصد وراء ذلك هو زعزعة الأمن ودمار الوطن، ولكن تغلّف هذه الأهداف باسم الدين والعقيدة والدولة!

لا نريد التعوّد على مشاهدة منظر الدم والقتل، بل نريد تطهير العقول والقلوب من التعصّب والتطرّف، وإنقاذ الشباب من هذا التيّار الخبيث الذي يضرب في أرض الجزيرة العربية، فإن حمينا الشباب، وإن وعّينا الشعوب حول خطورة الفكر، وإن سوّقنا للتوازن في الدين، فإننا سنحصد في 5 سنوات وليس 10 سنوات ثمرة هذه الحماية وتلك التوعية.

حفظكِ الله يا أرض الحرمين الشريفين، من كل من يريد الشر بكِ، وحفظ الله الخليج العربي بأكمله، فالحرب شُنّت علينا، ولا نراها، فهي مخزّنة داخل تلك العقول التي تمّ غسلها من أجل الفتنة والطائفية وشق الصفوف، ونحن مع المملكة العربية السعودية ومع ملكها سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ضد كل من تسوّل له نفسه الطأفنة والفتنة والقتل وشق الصفوف.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4894 - السبت 30 يناير 2016م الموافق 20 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 3:11 م

      لا من رادع

      المشكلة المحرضين على الطائفة المعينة يعرفون أنه لن يصيبهم العقاب بل أنهم محمين من المحاسبة. بل هذا الدور يراد منهم لمصلحة بعض المتمصلحين. وحتى في أعمالنا وأشغالنا هناك من يحاول زرع الفتنة ويحاول يستفز زميله من تلك الطائفة أن أشتكى عليه لن يعملوا له شيء وتحل بأن المسامح كريم وفي أقصى الحالات نقله وأن لم يوافق يراضى معها برقية. ويا ويل لو كانت هفو منا في شيء ستقام الدنيا ولا تقعد.
      الحل: أن ينال هؤلاء العقاب الردع

    • زائر 9 | 1:12 ص

      اختنا العزيزة

      ارجو زيارة مستشفى بإسم وزارة سيادية في البحرين لترين الكتب المعروضة في رفوف
      \n
      \nوهو أحد الادلة على الأرهاب ضد طائفة معينة
      \n
      \nهل رأيتي أو سمعتي ... فجر نفسه في مساجد ...؟

    • زائر 8 | 12:43 ص

      مناهج درست بضم الدال وفكر سوّق له واموال صرفت لنشر بعض المذاهب التكفيرية وهذه هي النتيجة والأسوأ قادم..
      خيبة وتخلّف ولا زال البعض يرميها على ايران التي تشق طريقها وتقدّمها

    • زائر 7 | 12:36 ص

      السبب يااخت مريم بأن الشيعه يقولون علي ولي الله هذا السبب الي يحرضون الدواعش علينا

    • زائر 6 | 12:14 ص

      ابحثوا عن المصدر وعن الفكر الذي انتج هذا النوع من البشر المبرمج

    • زائر 4 | 11:29 م

      مش غريبه

      لما تكون نهايه الخطبه في الحرم المكي هي اللهم العن الروافض واللهم مكن المجاهدين من رقابهم ووووووووووو ..... طبعا بث مباشر ع التلفزيون الرسمي الحكومي .... #افهموها_عاد

    • زائر 5 زائر 4 | 12:05 ص

      .

      هم الدواعش الي أصلهم . منبع الفساد والكره لشيعة الإمام علي عليه السلام ومعروفين مثل الشمس بس للاسف ناس تتجاهل وتتغاضى لأسباب معروفة ..

    • زائر 3 | 11:19 م

      المفجرون ياأختي نتاج التربية يعيشون في أسرهم ويسمعون منهم الشيعة كفارومشركون والخطيب في المسجد القريب من بيوتهم يبدأ خطبته بتكفير وسب الشيعة وأمام مرأى ومسمع السلطات.. والتي هي بدورها تسلم هذا الخطيب وذاك راتب شهري مجزي عرفتين يا أختي مريم من هم السبب.

    • زائر 2 | 11:19 م

      شبعنا من الكلام

      المحرضين وأبواق الفتن الطائفية معروفين ويلعنون ويسبون الشيعة في أقدس بقاع الأرض ويخطبون خطب تحث الشارع السني على كرههم وقتالهم في كل محفل .حلقات الدروس تحولت إلى منابع للإرهابيين وتغذية وغسل ادمغتهم من صغرهم وأكبر مثال ...مفجر الأحساء 22 عام ولكن يبقى السؤال إلى متى يحرضون من جانب ويستكرون عنهم من جانب آخر

اقرأ ايضاً