رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن تسويف التوبة سبب لشقاء كثير من الناس، وسبب لأن تكون خاتمة الإنسان سيئة، مؤكداً أن أعظم وسيلة لحسن الخاتمة هي صفاء العقيدة، وسلامة التوحيد والإيمان.
وفي خطبته يوم أمس الجمعة (29 يناير/ كانون الثاني 2016)، قال القطان: «إنّ مقامَ عبودية الإنسان لله جل وعلا وسام عز لا ينتهي، وزاد شرف لا ينقضي، وإن شر ما بليت به النفوس الغفلة عن هذا المقام العظيم، والتفريط في جنب الإله الكريم، والرب الرحيم، بسبب الارتماء في أحضان الشهوات والانغماس في أوحال الماديات، ونسيان الموت والدار الآخرة، فيقع المفرط في مغبة تفريطه، وقد يصاب بسوء الخاتمة».
وأضاف «ما دمنا جميعاً نوقن بأن الموت هو مصير ونهاية كل حي في هذه الحياة الدنيا، وأن بابه سيلجه كل أحد، وكأسه ستتحساها كل نفس، وأنه خاتمة المطاف ونهاية التطواف في عالم الدنيا، فإنه يجدر بنا أن نقف وقفة حازمة مع النفوس، نذكرها بهذه الخاتمة، وأهميتها في حياة الإنسان، والإشارة إلى الوسائل والعلامات والصفات لحسن الخاتمة، والتحذير من أسباب سوئها».
وأشار إلى أن «الأمر بتقوى الله تعالى وعبادته مستمر حتى الموت؛ لتحصل الخاتمة الحسنة، وقد ورد أن الأعمال بالخواتيم، وإذا كان الإنسان لا يدري متى يفجؤه الأجل، ولا متى يباغته الموت، فإن عليه أن يستعد لهذه اللحظة المفاجئة بالعمل الصالح، لا فرق في ذلك بين الكبير والصغير، والغني والفقير، والشريف والحقير، والمأمور والأمير، والحاكم والمحكوم، والشاب والشيخ، والذكر والأنثى، إذ الكل متجرع مرارة الموت لا محالة، والخوف كل الخوف أن تفاجئ الإنسان هذه اللحظات القاسية، وهو على حال سيئة».
وذكر أن «السلف الصالح رحمهم الله كانوا يخافون من سوء الخاتمة خوفاً شديداً مع كثرة أعمالهم الصالحة، قال بعضهم: خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطْرة، وعند كل حركة، كيف لا؟»
وشدد على ضرورة «أن يكون الخوف من سوء الخاتمة ماثلاً في كل لحظة أمام عين الإنسان؛ لأن الخوف باعث على العمل الصالح. لكن إذا أحس العبد بدنو أجله، فينبغي أن يغلب جانب الرجاء».
وأوضح أن «من الخطأ والإفلاس أن يعتمد بعض الناس على سعة رحمة الله، وعفوه ومغفرته، فيدفعهم ذلك إلى الاسترسال في المعاصي، والاستمرار على ارتكاب المحرمات، فيندمون عند مفاجأة الأجل ولات ساعة مندم».
وأفاد القطان بأن من أعظم الوسائل لحسن الخاتمة، صفاء العقيدة، وسلامة التوحيد والإيمان والحرص على متابعة الحبيب المصطفى (ص)، والمحافظة على الصلوات، والإقبال على القرآن، والمداومة على ذكر الله سبحانه، ويجمعها: المحافظة على الطاعات والبُعد عن المحرمات، وكثرة الاستغفار، وملازمة التوبة، والإلحاح على الله بالدعاء بحسن الخاتمة».
ولفت إلى أن لحسن الخاتمة بشائر وعلامات، أفصحت عنها السنة المطهرة، منها: النطق بكلمة التوحيد عند الموت، ويا لها من بشارة طيبة وفعل حسن، أن يموت الإنسان على التوحيد والشهادة، ولكن هذا لا يتأتى إلا لأهل هذه الكلمة العظيمة، العاملين بمقتضاها، والعالمين بمعناها، وأما غيرهم فإنهم قد يُحال بينهم وبين نطقها عياذاً بالله، فيصاب بسوء الخاتمة».
وبيّن أن من أسباب الخاتمة السيئة طول الأمل والحرص على الدنيا، وهو سبب شقاء كثير من الناس، فيزين الشيطان لهم أن أمامهم أعماراً طويلة، يبنون فيها آمالاً شامخة، وحظوظاً كثيرة، فينسون الآخرة، ولا يتذكرون الموت.
وخلص إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، إلى أن من الأسباب التي تنشأ عنها سوء الخاتمة والعياذ بالله، مواقعة الذنوب والمعاصي، والتسويف في التوبة، فتمر الأيام تلو الأيام، بل الشهور والأعوام، والإنسان على حاله، يُمَنِّي نفسه بالتوبة كل عام، أو كلما تقدم به العمر».
العدد 4893 - الجمعة 29 يناير 2016م الموافق 19 ربيع الثاني 1437هـ
بوعلي
في الصميم يافضيلة الشيخ
سبب سوء الخاتمه الشرك بالله العلي العظيم وجعل له اولياء من يدعون الإسلام