قال الشيخ محمد صنقور، في خطبته بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز أمس الجمعة (29 يناير/ كانون الثاني 2016): «إن الدعوات المنادية بحرمان السجين من علاوةِ الإسكانِ والغلاءِ وسحْبِ الوحدةِ السكنيَّةِ والجنسيَّةِ عن أبنائِه، هي دعوات تضرُّ بمصلحةِ الوطنِ، فهي تُسيءُ إلى سُمعتِه أولاً وهي تُعمِّقُ ثانياً من حالةِ الاحتقانِ لدى أُسَرِ السُجناءِ وسائرِ الناسِ».
وانطلق صنقور في خطبته من الآية الكريمة «وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إلى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى، إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ، وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ».
وقال: «مفادُ هذه الآيةِ المباركةِ هو إنَّ أحداً لا يُؤخذُ بجريرةِ غيرِه، ولا يجوزُ تحميلُه شيئاً من العقوبةٍ مُطلقاً وإنْ كان من ذوي قُربى المُدانِ بتلك الجريرةِ، وقد تكرَّرَ ذكرُ هذه الآيةِ المباركةِ في القرانِ الكريمِ 5 مراتٍ تعبيراً عن شديدِ الاهتمامِ بمفادِها، فقد وردتْ في سورةِ فاطر، وهي الآيةُ التي تلوناها، ووردتْ كذلكَ في سورةِ الأنعامِ وفي سورةِ الإسراءِ، وسورةِ الزُمَر، وسورةِ النجمِ، وقد وردَ مضمونُ هذه الآيةِ المباركةِ بصياغاتٍ مختلفةٍ في عددٍ من آياتِ القرآنِ كقولِه تعالى: «وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا» وقولِه تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ» فلا يُحمَّلُ من أحدٍ تبعاتُ ما اكتسبَه غيرُه، «وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى» فهو إنَّما يَحصِدُ أثرَ سعيِه، ولا يتحمَّلُ شيئاً من الأثرِ السيئِ الناشئِ عن سعي غيرِه».
وأضاف «وقد أفادَ القرآنُ الكريمُ انَّ هذا الأصلَ القرآنيَّ قد خُوطبَ بتمثُّلِه والتقيُّدِ به مَن سبَقَ من الأنبياءِ، يقولُ اللهُ تعالى: «أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى» وقد تصدَّت الكثيرُ من الآياتِ إلى بيانِ أنَّ هذا الأصلَ القرآنيَّ هو المعيارُ والميزانُ الذي يقومُ عليه حِسابُ الناسِ في الآخرةِ كما هو كذلك في الدنيا، فهو إذاً مِن أحكامِ الدنيا والآخرةِ، وقد تعهَّدَ اللهُ تعالى على نفسِه في العديدِ من الآياتِ انَّه لنْ يأخذَ أحداً بجريرةِ غيرِه، وأنَّه لا يأذنُ لأحدٍ نبيَّاً كان أو وصيَّاً أو حاكماً أن يُعاقِبَ أحداً أو يَبخسَه حقَّه لمجرَّدِ أنَّ قريبَه أو قرينَه قد ارتكبَ ما يَراهُ ذنباً».
وأوضح صنقور «ولأنَّ هذا الأصلَّ القرآنيَّ يُعدُّ من مُحكماتِ القرآنِ الكريم لذلك تبانى فقهاءُ الإسلامِ وجرتْ سيرتُهم منذُ الصدرِ الأولِ على انَّ كلَّ حكمٍ يُنافي هذا الأصلَّ القرآنيَّ فهو باطلٌ لا يسوغُ البناءُ عليه، وكلَّ نصٍّ يُنافي مضمونُه مضمونَ هذا الأصلِ القرآنيِّ فهو ساقطٌ عن الاعتبارِ والحُجيَّةِ أو هو مُؤوَّلٌ بما لا يُنافي مفادَ هذا الأصلِ القرآنيِّ، هذا مضافاً إلى انَّ هذا الأصلَ مُدرَكٌ بالفطرةِ التي فُطِرَ الناسُ عليها، فمَا مِن أحدٍ مِن بَني الإنسانِ إلا وهو يُدركُ بفطرتِه وطبعِه أنَّ مؤاخذةَ مَن لا ذنبَ له بذنبِ غيرِه يُعدُّ من الظلمِ، ولهذا تنصُّ المواثيقُ الدوليَّةُ ودساتيرُ الدولِ على انَّ العقوبةَ التي تُفرضُ على أحدٍ يجبُ أنْ تكونَ شخصيَّةً، ومعنى ذلك انَّ العقوبةَ يَجبُ ألا تَطالَ أو تتعدَّى غيرَ مَن ثبتَ بالبرهانِ اجتراحُه الذنب وإلا كانت العقوبةُ مصنَّفةً ضِمنَ العقوبةِ الجماعيَّةِ، وذلك لتجاوزِها شخصَ المُدانِ إلى غيره ممَّن لم يَجترحْ بنظرِ القانونِ ما يُصحِّحُ عقوبتَه».
ورأى صنقور أن «الدعواتِ المناديةِ بحرمانِ السجينِ مِن حقِّه في مثلِ علاوةِ الغلاءِ والإسكانِ وتجميدِ طلبِه وسحْبِ الوحدةِ السكنيةِ منه لو كان قد حصَلَ عليها وحرمانِه من الراتبِ التقاعدي وحقوقِ المتقاعدِ بعد نهايةِ الخدمةِ وسحْبِ جنسيةِ أبناءِ مَن تمَّ السحبُ لجنسيتِهم، فإنَّ ذلك كلَّه أو بعضَه لو وقعَ لكانَ مِن الظلمِ الصريحِ لمَن لا ذنبَ له، فإنَّ المنتفعَ من هذه الحقوقِ والامتيازاتِ هم ذوو السجينِ أبناؤه وزوجتُه على نحوِ الخصوصِ، وهؤلاءِ لم يرتكبوا ما يُصحِّحُ شرعاً وعقلاً ايقاعَ العقوبةِ عليهم، فكلُّ هذه الحقوقِ والامتيازاتِ مُبتنيةٌ -كما هو واضحٌ- على انَّها حقٌّ لكلِّ أُسرةٍ، وليستْ حقاً خاصَّاً بربِّ الأسرةِ، ولذلك فإنَّ العقوبةَ لو -استُجيبَ لهذه الدعواتِ- ستقعُ مباشرةً على الأُسرةِ التي لا شأنَ لها بما أُدينَ به ربُّ الأُسرةِ».
وأشار صنقور إلى أن «السجينَ لا يتضرَّرُ مباشرةً من حرمانِه من مثلِ علاوةِ الإسكانِ والغلاءِ وسحْبِ الوحدةِ السكنيَّةِ والجنسيَّةِ عن أبنائِه، فالضررُ من الحرمانِ يتمحَّضُ وقوعُه بأُسرةِ السجينِ والتي لا شأنَ لها بما أُدينَ به سجينُهم. ثم إنَّ هذه الدعواتِ تضرُّ بمصلحةِ الوطنِ، فهي تُسيءُ إلى سُمعتِه أولاً وهي تُعمِّقُ ثانياً من حالةِ الاحتقانِ لدى أُسَرِ السُجناءِ وسائرِ الناسِ، ولا يخفى على أحدٍ ما لِمثلِ هذا الاحتقانِ في المآلِ من تأثيرٍ على أمْنِ الأوطانِ واستقرارِها».
وشدد صنقور على أنَّ «الذين ينبغي الإصغاءُ إليهم رعاية لمصلحةِ الوطنِ هم العقلاءُ الأسوياءُ الذين لا يُضحُّون بإنسانيتِهم لخُصوماتٍ سياسيَّةٍ، فلو أنَّ إرهابيَّاً فجَّرَ مسجداً وراحَ ضحيةَ جريمتِه المئاتُ من المصلِّينَ فإنَّ أحداً لا يَسوغُ له حرمانُ أطفالِه وزوجتِه من حقوقِهم لمجرَّد أنَّ معيلَهم قد ارتكبَ هذه الجريمةَ، فكيف يسوغُ لهؤلاءِ الدعوةُ لحرمانِ أطفالِ السجناءِ وزوجاتِهم من حقوقِهم والحالُ انَّ غالبيةَ هؤلاءِ السجناءِ لم يُدانوا بما يَخرجُ من دائرةِ الخُصوماتِ السياسيَّةِ».
وتابع «الغريبُ انَّه في الوقتِ الذي تتعاظمُ فيه الدعواتُ في كلِّ مكانِ بلزومِ الرعايةِ لأُسرِ السجناءِ رعايةً خاصَّة نفسيَّةً ومعيشيَّةً؛ نظراً لفُقدانِهم مُعيلهم نجدُ في بلدِنا مَن يدعو إلى تضييقِ الخِناقِ على أُسَرِ السُجناءِ والتوسيعِ من دائرةِ النِكايةِ بهم؛ وذلك بحرمانِهم من أبسطِ الحقوقِ التي تثبتُ لهم بصفتِهم من أبناءِ هذا الوطنِ، فهل يفقِدُ هؤلاءِ في أعرافِ الدولِ وطنيتَهم لمجرَّدِ أنَّ مُعيلَهم صارَ سجيناً أو سُحبتْ جنسيتُه؟».
وتساءل صنقور «هل يعلمُ أصحابُ الضمائرِ التي تنبُضُ بالحياةِ انَّ الكثيرَ من الأُسرِ التي كانت تنعَمُ بالكفافِ أصبحتْ بعد سَجنِ مُعيلِها عاجزةً عن تأمينِ ضروراتِها المعيشيَّةِ، فحينَ يَبدأُ فصلٌ دِراسيٌّ جديدٌ أو يَحينُ وقتُ استحقاقِ ايجارِ السكنِ أو يعطَبُ شيءٌ في المنزلِ أو تطرأُ حاجةٌ لم تكنْ مُنتَظرَةً تجتاحُ الحيرةُ زوجةَ هذا السجينِ أو ذاك كيف تُؤمِّنُ لأطفالِها وبناتِها هذه الضروراتِ، ورغمَ ذلك يستكثرُ البعضُ على هذه الأُسرِ ما ثبتَ لهم من الحقوقِ بصفتِهم من أبناءِ هذا الوطنِ ومِن رعايا هذه الدولةِ».
وبين صنقور أنَّ «قضيةَ أُسَرِ السُجناءِ قضيةٌ قد استجدَّت على خلفيَّةِ الأحداثِ، وهي قضيَّةٌ انسانيَّة، لا يصحُّ وصفُها بغيرِ ذلك كما لا تَصحُّ ملاحظتُها من غيرِ هذه الزاويةِ، وهي قضيةٌ تزدادُ تفاقماً واتَّساعاً، وتُجلِّلُها المأساةُ من كلِّ جوانبِها، وتَعاقُبُ الزمنِ وظلمةُ الأفقِ يُراكِمُ من مأسويتِها ويُضاعِفُ من أعبائِها، وذلك ما يَفرضُ على الجميعِ من جهاتٍ رسميَّةٍ ومجتمعيَّةٍ النظرَ في هذه القضيَّةِ الإنسانيَّةِ الملحَّةِ بمنتهى الجدِّيةِ من تمامِ جوانبِها بما يَخرجُ معه الإنسانُ من عُهدةِ التكليفِ الإلهيِّ المُلزِمِ الذي لا يَتمايزُ في المُساءلةِ عنه يومَ القيامةِ من أحدٍ، فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسئولٌ».
العدد 4893 - الجمعة 29 يناير 2016م الموافق 19 ربيع الثاني 1437هـ
ردا على زائر 6، 5 ،3 وغير| البحرين جزء من منظومة مجلس التعاون فإذا هي جزء
من هذه المنظومة إذا ً يجب أن يطبق هذا القانون على أغلب أبناء دول الخليج ومن
المعلوم أغلبها يعج بالإرهابيين الدواعش ويتم توقيفهم شبه يومي لكن لم نسمع قط
بسحب جنسيتهم وتجريد أهلهم من أبسط الحقوق..
س1: هل يطبق هذا القانون في دول مجلس التعاون أو فقط هنا وبشكل طائفي؟
س2:على حسب الجهات الرسمية الإرهابيين سنة وشيعة؛ هل طبق هذا القانون
بهذافيره وجرد الكل أو هذا القانون لا يطبق إلا على (..)؟
الناس
الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم انتم يامن تنادون بتطبيق القانون هل تريدون القانون على الجميع أم لا وولاه الأمر أن كانوا غير عادلين فما هو الحل
أخي الكريم
لو افترضنا جدلا بأن الأب هو المتهم ماذنب الزوجة والأبناء يتم تجريدهم من أبسط الحقوق؟
بالله عليك أعطني دولة واحدة من دول الخليج غير البحرين طبقت هذا الفانون المجحف ليس
هذا فحسب بل اعطني دولة من دول العالم قامت بتجريد الزوجة والأبناء من أبسط الحقوق
والمتهم هو الأب؟ وإن كنت تتكلم عن تطبيق القانون نعم القانون يجب أن يطبق على الكل
من دون استثناء وهذا هو العدل بعينه... تقبل مروري
نحن مع الدوله
نحن مع الدولة في كل ما تقول .
اذا كان المتهم مجرما حقيقيا وثبت عليه ذلك، ما ذنب عائلته واطفاله !!؟
بوعلي
نحن مع القانون اذا ثبت على المتهم بما لايجعل مجالا للشك انه تعاون مع دولة اجنبية باثارة الفتنة وزرع الخوف بين المجتمع ونشر القتل سواء كان داعشيا او من المعارضة ولكن ان تلصق التهم هكذا بين ليلا وضحاها يصبح المواطن مسالما ويمسي زعيما لحركة ارهابية لايجوز هذا حرام وايضا لايجوز الحاق الضرر بااهلة فليس لهم ذنب
ما اشوف سورا شي في اهل ال..
والا على راسهم ريشه؟ ا...اللي يتنقل من سوريا للعراق لليبيا و يقتل الناس ليش ما يطبق القاتون على عائلته!!؟؟
بدأل هل كلام ليش ماتوجه نصيحه لهم بالكف عن الأعمال الارهابيه أو بس تستخدم القران في المناسبات
..
كلامك عدل
نعم
نحن مع القانون بتجريد المجرم بحق وطنة من جميع الخدمات فهو لا يستحق
نعم أخرى
نحن مع رموزنا ، مع رجال ديننا ، مع شعبنا الوفي ، مع مناضلينا حتى لو قطعنا إربا إربا.
احنا مع هذا القانون حتى لوكان واحد من اهلنا
كل شيء في هذي الديره ابيزات (ضريبه )
إلا الكلام ببلاش !!!!..
..والله
عزيزي تكلم عدل
اي سجين يفترض يأخذ حقه كمواطن مهما كانت. قضيته ولأكن. اذا كانت تسيء للوطن. او لقادة الوطن لا. حبيبي الا الوطن. وولي الامر. يستاهل. مايبينً من اجراء
ما ذنب ابناءه وزوجته
هذا اذا كان مذنب في الأصل
...........