قال دبلوماسي غربي إن أول محادثات سلام سورية تنطلق منذ عامين مُنيت «بفشل تام» حتى قبل أن تبدأ بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أنها ستمضي قدماً في المحادثات على رغم مقاطعة المعارضة.
وانطلقت المحادثات بشأن سورية أمس (الجمعة) في جنيف بلقاء بين موفد الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا والوفد الحكومي السوري. وصل ممثلون عن النظام السوري ظهر أمس إلى جنيف للمشاركة في مفاوضات لاتزال تخيم عليها الشكوك في ظل غياب المعارضة المجتمعة في الرياض والتي تتمسك بتلبية مطالبها المتعلقة بإيصال مساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف القصف قبل دخول المفاوضات.
وقررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية في وقت متأخر أمس المشاركة في محادثات السلام التي انطلقت في جنيف برعاية الأمم المتحدة وذلك بعد 4 أيام من المشاورات في الرياض، كما قال أحد أعضائها لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم الكشف عن اسمه.
وأوضح أن الهيئة المجتمعة في الرياض لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في المحادثات، ستوفد «30 إلى 35 شخصاً». لكن الهيئة العليا للمفاوضات أوضحت في تغريدة على «تويتر» أن الوفد لن يجري مفاوضات فعلية.
عواصم - وكالات
انطلقت المحادثات بشأن سورية أمس الجمعة (29 يناير/ كانون الثاني 2016) في جنيف بلقاء بين موفد الأمم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا والوفد الحكومي السوري.
وصل ممثلون عن النظام السوري ظهر أمس إلى جنيف للمشاركة في مفاوضات لاتزال تخيم عليها الشكوك، في ظل غياب المعارضة المجتمعة في الرياض، والتي تتمسك بتلبية مطالبها المتعلقة بإيصال مساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف القصف على قبل دخول المفاوضات.
وقررت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية مساء أمس إيفاد 3 ممثلين عنها إلى جنيف «ليس بصفة مفاوضين» حسبما أعلن أحد أعضائها لوكالة «فرانس برس».
وقال المعارض فؤاد عليكو لوكالة «فرانس برس»: «هناك وفد إعلامي من الهيئة العليا قرر الذهاب إلى جنيف... لكن ليس بصفة مفاوضين». وأوضح أن الوفد يضم رياض نعسان آغا وسالم المسلط ومنذر ماخوس.
وتابع إنهم «قد يلتقون دي ميستورا والأميركيين لكن البرنامج غير ثابت». وكانت الهيئة العليا للمفاوضات تناقش في السعودية منذ 4 أيام مسألة مشاركتها في محادثات جنيف أم لا.
وبدأ وفد الحكومة السورية في جنيف أولى جولات المباحثات مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بعد ظهر أمس برئاسة السفير بشار الجعفري. وكان وفد الحكومة السورية اجتمع بعد وصوله مع السفير الروسي في جنيف، و»استمع منه إلى آخر المستجدات والاجتماعات التي كان عقدها في الأيام الأخيرة مع المسئولين الغربيين في جنيف وشخصيات من المعارضة السورية المقربين من روسيا» وفق مصدر مقرب من الحكومة السورية. وقال دبلوماسي غربي إن أول محادثات سلام سورية تنطلق منذ عامين منيت «بفشل تام» حتى قبل أن تبدأ بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أنها ستمضي قدما في المحادثات على رغم مقاطعة المعارضة.
وقال خصوم الرئيس السوري بشار الأسد إنهم أكثر اهتماماً بصد الهجوم العسكري المدعوم من روسيا، بينما ترددت أنباء عن فرار مدنيين مع محاولة الجيش السوري والفصائل المسلحة المتحالفة معه السيطرة على إحدى ضواحي دمشق والإجهاز على فصائل المعارضة التي تدافع عنها. ووجه مبعوث الأمم المتحدة لسورية الدعوة للحكومة وممثلي المعارضة السورية لإجراء محادثات غير مباشرة في جنيف.
لكن حتى الآن رفضت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة حضور المحادثات إذ تصر على أنها تريد إنهاء الضربات الجوية وحصار بعض المناطق قبل بدء المفاوضات. وتمثل المقاطعة تحدياً لواشنطن التي حثت المعارضة على اغتنام «الفرصة التاريخية» للمحادثات من دون شروط مسبقة.
وقال بيان للأمم المتحدة إن دي ميستورا بدأ المحادثات كما كان مقرراً الجمعة بالاجتماع مع وفد الحكومة برئاسة مندوب سورية لدى الأمم المتحدة. وأضاف البيان أن اجتماعات أخرى مع «مشاركين آخرين» ستجرى «بعد ذلك» دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه «هذا فشل تام» ووصف المحادثات بأنها «هدية» لحكومة الأسد.
وأضاف الدبلوماسي «تخلصوا تماماً من الورطة. مع من سيتحدثون؟ إذا كنت تريد الدخول في مفاوضات فيجب أن يكون هناك شريك. إنها مناسبة رائعة للنظام ليظهر أنه عازم (على الحوار)». وقال الدبلوماسي إن أعضاء المعارضة إذا حضروا «فإنهم سيقولون إنهم حضروا بصفتهم الشخصية».
إلى ذلك، ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أقوى المؤيدين للمعارضة السورية أن وفد المعارضة لا يمكن أن يشارك في محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف من دون أن يكون هناك وقف لإطلاق النار أولا. وأفادت شبكة «سي.إن.إن» التركية بأن أردوغان يرى أن مشاركة وفد المعارضة في المحادثات تحت الظروف الحالية سيكون بمثابة «خيانة» لمن يقاتلون في الجبهات الأمامية في سورية. في المقابل، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن التوصل إلى حل سياسي للازمة السورية سيستغرق وقتاً، مشيراً إلى انه ينبغي تجنب الإفراط في التفاؤل حيال ما ستفضي إليه المفاوضات.
في حديث مع تلفزيون «فرانس 24» وصحيفة «لوموند» وإذاعة «فرانس كولتور» قال روحاني: «أملنا أن نرى هذه المفاوضات تثمر في أسرع وقت. لكن سيكون مفاجئا إن أحرزت نتيجة مبكرة جداً، ففي سورية مجموعات تقاتل الحكومة المركزية وتتقاتل في ما بينها. هناك تدخل في الشئون الداخلية السورية».
العدد 4893 - الجمعة 29 يناير 2016م الموافق 19 ربيع الثاني 1437هـ