العدد 4893 - الجمعة 29 يناير 2016م الموافق 19 ربيع الثاني 1437هـ

معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية يبرز أرقى صور الإبداع البحريني

يعرض 87 عملاً قدمها 34 فناناً ويستمر لغاية 20 مارس

أعمال الفنان علي ميرزا - تصوير : محمد المخرق
أعمال الفنان علي ميرزا - تصوير : محمد المخرق

الجفير - منصورة عبدالأمير 

تحديث: 12 مايو 2017

في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية، المقام حالياً في متحف البحرين الوطني، يعرض 34 فناناً بحرينياً 87 عملا متنوعة بين التركيب واللوحات الفنية والنحت والتصوير الفوتوغرافي وأعمال الخط والفيديو.

أعمال هؤلاء الفنانين، جاءت معبرة إلى حد كبير عن روح الإبداع والتجديد لدى الفنانين البحرينين، فاز من بينها 3 أعمال وجدتها لجنة تحكيم المعرض الأكثر تميزاً، فمنحتها جائزة الدانة السنوية. لكن الأعمال الأخرى، التي لم تحصد الجائزة لم تقل تميزاً وإبداعاً عمن حصدوها. وقبل التطرق إلى الأعمال الأخرى المتميزة، ينبغي أولا التوقف عند أعمال الفنانين الذين حصدوا جوائز الدانة، وهي بالمناسبة عبارة عن مجسم تقدر قيمته بـ 6000 دينار بحريني، صممه الفنان خليل الهاشمي.

العمل الذي حصد المركز الأول وفاز بجائزة الدانة هو عمل تركيبي قدمه الفنانان مريم العرب وحسين الموسوي تحت عنوان «هوية صماء خرسانية»، تناولا من خلاله انحسار المساحات الخضراء والمزروعة في البحرين، وإزالة النخيل وردم المساحات المائية واستبدالها بمساحات عمرانية ومناطق حضرية، وتأثير كل ذلك على إحساس البحريني بالمكان وبإنتمائه إليه وبالتالي إحساسه بهويته.

في عملهما تحلقت جذوع نخيل في جلسة دائرية على أرضية إسمنتية، في مقابل شاشة تعرض مقاطع تتناول هوية الإنسان البحريني وثقافته وعلاقتها بحركة التطور العمراني.

حول فكرة عملها قالت العرب: «دائما خلال تجولي في البحرين، أجد انفصالا ما بين المجتمع المحلي والطبيعة، عندها تساءلت فيما إذا كان التطور العمراني الحالي هو السبب في هذا الفصل». أما حسين الموسوي فقال: «عندما أزور بعض المناطق القديمة في البحرين أجدها تحتفظ بمقوماتها الطبيعية والبيئية أكثر من المناطق الجديدة التي تضم المباني الشاهقة، وأعتقد أن ذلك يؤثر بطريقة ما على هوية الإنسان، فالهوية ما هي إلا مجموعة المتغيرات التي تحيط بالإنسان ويتفاعل معها على الدوام ومنها العمران».

المركز الثاني في المسابقة السنوية كان من نصيب الفنانة التشكيلية هدير البقالي، وكانت جائزتها عبارة عن معرض شخصي لأعمالها تقيمه هيئة البحرين للثقافة والآثار في مركز الفنون لمدة شهر كامل.

البقالي شاركت بثلاث لوحات تجريدية استخدمت فيها خامات متعددة Mixed Media، وتشبه اللوحات الثلاث أعمال البقالي السابقة التي تقدم من خلالها خربشات الطفولة وتمردها. حول عملها قالت البقالي: «أفكاري دائماً ما ترافقني في كل أعمالي وأترجمها على ذلك البياض الذي أرى من خلاله تكوينات بصرية تكمل بعضها، وأحاول عبرها البحث عن هوية إنسان لا يجد ضالته في كل مرحلة من مراحل عمره»، وأوضحت أنها استخدمت في إنتاج أعمالها ألوانا زيتية وغير زيتية، الحبر، الفحم، الأقلام الخشبية وخامات متعددة منها الورق.

المركز الثالث ذهب إلى الفنانة سمر الإسكافي التي قدمت عملاً تركيبياً بعنوان «حذر» ضم 40 قطعة خشبية متصلة بطبقات من الورق الشفاف، وهي كما تشير سمر ترمز إلى الأربعين يوماً التي ينبض بعدها قلب الجنين، التي تحتاجها النخلة بعد زرعها مباشرة لتدب فيها الحياة. وقالت سمر إنها استوحت عملها من هذه الفكرة التي تعتبرها جزءاً من الارتقاء الروحي والمادي للإنسان وشبّهته بـ»اليقظة»، مضيفة بأنها استخدمت في إنجاز عملها خامات متعددة كالخشب، والورق الشفاف والمسامير لتكون طبقات متعددة كتبت عليها عبارات مختلفة.

وإلى جانب تلك الأعمال الثلاثة، التي ميزتها لجنة التحكيم بجائزتها السنوية تميزت مساهمة الفنان علي ميرزا التي قدم من خلالها 3 لوحات، لوحتين زيت على قماش تحت عنوان «حليقي الرؤوس»، ولوحة ثالثة استخدم فيها خامات متعددة وقدمها تحت عنوان «انتظار النور». لم يركز ميرزا في لوحاته الثلاث على تقديم أي جمال يذكر، على العكس من ذلك، في لوحتي «حليقي الرؤوس» قدم امرأتين حليقتي الرأس، إحداهما شابة، فيما الأخرى عجوز، اتضح ذلك من خصلات الشعر التي ثبتها على قاعدة خشبية على أرضية المعرض الواقعة أسفل لوحتيه. الشعر أسفل إحدى اللوحتين أسود، فيما هو أبيض يملؤه الشيب أسفل اللوحة الأخرى. وجه المرأتين ينضح كآبة وربما... قبحاً، وميرزا يقول: «دائما ما أتساءل هل يسمح للفنان بالخروج عن دائرة الجمال، وهل يمكن اعتبار القبح أو الكآبة فنا».

من الأعمال المميزة أيضا، أعمال 3 قدمتها الفنانة غادة خنجي، وهي أعمال تصوير فوتوغرافي قدمتها بتقنيات الفوتوشوب، تقول عنها «هذه المجموعة هي تحول وانتقال من أعمالي العادية والصرفة للحظة الصور التوثيقية».

قدمت خنجي صورها تحت عناوين هي «آدم وحواء»، «امي وماغدلينا»، «ماريا، ذاتي وأنا»، وفيها كما تشير «لا أحاول اكتشاف افضلية نظري حول الإسلام، لكن الأهم هو إبراز كيف أصبحت أذهاننا متأقلمة مع رموز معينة حتى بتنا نفقد ونتجاهل جوهر الأشياء».

لوحات الفنان هيثم أحمد، من أكثر الأعمال تميزاً، بنقائضها في اللون والتفاصيل. قدم 3 لوحات تحت عنوان «مسكة1» ومسكة 2 ومسكة 3، وجميعها لوحات فحم وباستيل قدمت باللونين الأبيض والأسود، وغصت بتفاصيل كثيرة ستجعل المتفرج يتوقف طويلا لقراءتها وقراءة تناقضاتها.

المصور الفوتوغرافي شفيق الشارقي قدم 3 أعمال طباعة على ورقة تحت عنوان الساعي 1 و2 و3. أعماله ليست صورا فوتوغرافية تدخل فيها الشارقي لإبراز الحركة من خلال تداخل الأجسام والألوان في هذه الصور، وكذلك من خلال تمايل الخطوط فيها.

المعرض، الذي افتتح يوم 20 يناير/ كانون الثاني 2016 ويستمر لغاية 20 مارس/ آذار 2016، يضم إلى جانب ذلك أعمال كبار الفنانين البحرينيين وأشهرهم مثل: عبدالكريم العريض، عباس الموسوي، بلقيس فخرو، عبدالرحيم شريف، عادل العباسي، عدنان الأحمد وغيرهم من أبرز الفنانين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً