دفع الرئيس السابق لشاطئ العاج لوران غباغبو ببراءته أمس لدى مثوله امام المحكمة الجنائية الدولية، بعد مرور خمس سنوات على أعمال عنف تلت الانتخابات الرئاسية ومزقت البلاد وأسفرت عن ثلاثة آلاف قتيل خلال خمسة أشهر ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (29 يناير / كانون الثاني 2016).
ويلاحق غباغبو (70 سنة) الذي يعتبر أول رئيس سابق يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية، والمتهم الآخر زعيم الميليشيا السابق شارل بلي غوديه (44 سنة)، لدورهما في الأزمة التي نجمت عن رفض غباغبو التخلي عن السلطة للحسن وتارا بعد الانتخابات الرئاسية نهاية 2010. واعتبرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الحسن وتارا فائزاً في تلك الانتخابات.
وبعدما تلا مندوب عن قلم المحكمة التهم الموجهة الى غباغبو، وهي ارتكاب جرائم وعمليات اغتصاب واضطهادات، قال الرئيس السابق: «أدفع ببراءتي». وردد غوديه العبارة ذاتها بعد لحظات.
وبدا غباغبو الذي ارتدى بزة زرقاء داكنة، مبتسماً لدى افتتاح الجلسة التي حضرها مندوبو 726 ضحية قبلت دعاويهم في الاجراءات.
ويُتهم غباغبو بشن حملة ترهيب للاحتفاظ بالسلطة أما غوديه فترأس ميليشيا متهمة بقتل واغتصاب مئات لإبقاء غباغبو في السلطة. لكن المدافعين عن غباغبو يتهمون فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، بأنها وراء «المؤامرة» التي أطاحت بالزعيم القومي.
وكان مئات من انصار الرئيس السابق احتشدوا امام المحكمة، وأبدوا دعمهم له ملوحين بمناديل وأعلام ولافتات تحمل ألوان علم شاطئ العاج: الأخضر والأبيض والبرتقالي. وهتفوا على وقع الطبول: «أطلقوا غباغبو» و «محاكمة العار» و «غباغبو هو الرئيس». وقال ماريو بويه الذي جاء من شمال فرنسا: «بدأ اليوم حلمنا بأن يستعيد رئيسنا حريته».
وفي شاطئ العاج، وضعت لدى انصار المتهمين شاشات عملاقة كي يستطيعوا متابعة المحاكمة.
وحذر القاضي كينو تارفوسر من اي «استخدام سياسي» للمحاكمة التي اكد انها ليست ضد ساحل العاج او ضد شعبها، بل ضد شخصين طبيعيين»، مؤكداً ان المحكمة لن تكون «منحازة».
ووعد الادعاء والدفاع بكشف الحقيقة التي تنتظرها ساحل العاج بفارغ الصبر. وقال ايمانويل ألتيت، المحامي عن غباغبو: «يريد موكله ان تُعرف الحقيقة كاملة، كي يستطيع شعب ساحل العاجل استعادة تاريخه».
ويؤكد الادعاء ان لديه 138 شاهداً لن يستدعوا جميعهم الى الجلسة. وهو ينوي تقديم اكثر من 5300 دليل في المحاكمة التي يتوقع ان تستغرق ثلاث الى اربع سنوات.
وحكم على سيمون غباغبو، زوجة لوران غباغبو، بالسجن 20 سنة في ساحل العاج بسبب دورها في الأزمة، مع 78 آخرين.
ولم يبدِ انصار الحسن وتارا حتى الآن قلقهم من المحكمة الجنائية الدولية التي اتهمت احياناً بأنها «عدالة المنتصرين». لكن مكتب المدعي وعد بتكثيف التحقيق الذي يجريه، في ما يبدي محامو ألف من الضحايا قلقهم من «الافلات من العقاب» الذي يتمتع بها انصار الرئيس الحالي لساحل العاج.
وأعلنت منظمة «هيومن رايتس واتش» ان «عناصر من القوات الموالية لوتارا قتلوا في قرى الغرب النائي مدنيين ينتمون الى جماعات اتنية من انصار غباغبو».