العدد 4892 - الخميس 28 يناير 2016م الموافق 18 ربيع الثاني 1437هـ

الاختصاصية بشرى مطر: يتوجب على الوالدين مراقبة الأبناء في التحدث والتعبير

طفلي ثرثار... ماذا أفعل؟

بشرى مطر
بشرى مطر

الوسط - سعيد محمد

هل «يثرثر» طفلك كثيراً؟ هل يوصف بأنه «صاحب هدرة زايدة» كما يقال بالعامية؟ هل تجدون صعوبة في التعامل مع طفلكم بسبب كثرة كلامه؟ إذن، من المهم جداً أن تضعوا الأمر موضع البحث عن الأسباب.

ثرثارون ولا يدركون؟

إن تميز هذا الطفل أو تلك الطفلة بكثرة الكلام لا يمكن أن يكون وضعاً اعتيادياً، فالاختصاصية النفسية بشرى مطر ترى أنه من الجيد أن تتضح الصورة في أهمية التحدث لأي شخص بالغ، فنرى أنه من الجيد أن يكون الشخص واسع المعرفة وقادراً على إدارة أى حوار مهما كان باحترافية، لكن هناك فرق كبير بين كونك متحدثاً جيداً وبين أن تتحوّل لشخص ثرثار، فكثيراً ما ينفر الناس من الشخص كثير الكلام، لكن المشكلة الأكبر تكمن في أن أغلب الأشخاص الثرثارين لا يدركون ولا يعترفون بذلك، وهذا قد يؤدي إلى إنعزالهم اجتماعياً، لذا يتوجب على الوالدين تعليم أبنائهم منذ الصغر على أهمية التحدث والتعبير عن مشاعرهم لكن في حدود معقولة تفادياً لاكتساب عادة غير محببة مستقبلاًَ.

استكشاف وسيلة التواصل

وتوضح بشرى أنه يتوجب على الوالدين مراقبة تصرف الأبناء، وفيما يخص الثرثرة فلابد من التساؤل :»هل يسعى ابني للفت انتباهي أم أن ثرثرته وسيلة لطرد مخاوفه؟»، أو ربما يثرثر في الصف الدراسي بسبب عدم فهمه للمادة؟ إذن، المسألة مرتبطة بشخصية الطفل ومرحلة النمو التي يكون فيها، فالأطفال الذين هم في طور النمو يميلون إلى الثرثرة لاستكشاف هذه الوسيلة الجديدة في التواصل، ثم تتطور الثرثرة شيئاً فشيئاً مع نمو الطفل، وتشكل شخصيته بالتوازي مع إرشاد الوالدين بطريقة صحيحة غير محبطة للطفل ومنحه مساحة للتعبير والاستماع له بفعالية.

إشباع احتياجات الطفل

وليس ذلك فحسب، بل من المهم التأكيد على معرفة سبب الثرثرة ومعالجته أولاً، وعدم التركيز على معالجة الثرثرة نفسها، فإن كانت الثرثرة للتعبير عن مخاوف فالأولى معالجة هذه المخاوف، ثم توجيه الثرثرة بطريقة تشبع احتياجات الطفل وتكسب الوالدين أو المعلم مزيداً من الهدوء للتركيز، والمثال على ذلك، حين يسمح سن الطفل بتشجيعه على كتابة القصص أو تدوين مذكراته فهذا أمر حسن، لكن حذار من إجباره على السكوت، فبذلك ربما يحقق الوالدان هدفاً قصير المدى لكن تكبر المشكلة مع تكون مشاكل أكبر في شخصية الطفل.

التشجيع السلبي

إن من الأهمية بمكان الانتباه لوجود المشكلة، وأن ثرثرة الطفل من الممكن أن تؤدي إلى مشاكل أخرى بنقل ما يدور في المنزل إلى آخرين، أو عندما يكون في مكان ما ينقل ما دار إلى المنزل، وهذا ربما يسبب توتر في العلاقات، لذا لابد من أن ينتبه الأهل إلى أن إعطاء الطفل فرصة للنقل أو طلب المزيد من المعلومات يسهم في زيادة مشكلة الثرثرة عنده، لأن المشكلة إذا ما اقترنت بالتشجيع تتحول إلى عادة ترافقه إلى سن الرشد.

العدد 4892 - الخميس 28 يناير 2016م الموافق 18 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً