قضت المعارضة السورية يوم أمس وهي تنتظر رداً من الأمم المتحدة على مطالب قدّمتها في شأن مفاوضات جنيف كي تحسم موقفها من المشاركة فيها بدءاً من غد الجمعة ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (28 يناير / كانون الثاني 2016).
وتكثّفت جهود الدول الكبرى والإقليمية خلال الساعات الماضية لإزالة ثلاثة «ألغام» أمام انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، أو المقايضة بين هذه «الألغام»، في ظل استغراب الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة «الاستعجال» في بدء المفاوضات «قبل تأمين شروط نجاحها».
وكان لافتاً أن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لم يوجّه دعوة إلى «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم لحضور المفاوضات، ما أثار غضب معارضين آخرين يُحسبون على «القائمة الروسية»، فهدّدوا بعدم الحضور أيضاً، فيما تردّدت أنباء روسية عن توجيه دي ميستورا دعوة إلى وزير الخارجية وليد المعلم لترؤس وفد الحكومة السورية.
وأعلن رئيس الوزراء السوري السابق المنسّق العام للهيئة التفاوضيّة العليا الدكتور رياض حجاب أمس، أن الهيئة أرسلت موافقتها على حضور مفاوضات جنيف مباشرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مطالباً في الوقت ذاته بحضّ المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب السوري. وأشار حجاب إلى أن الهيئة متمسّكة في أجندة التفاوض بضرورة إنشاء هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات، وبوحدة الأراضي السورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة، مع إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، ورفْضِ الإرهاب بأشكاله كافة، وإقامة نظام تعدُّدي يمثّل كل أطياف الشعب السوري، من دون أن يكون لبشار الأسد وأركان نظامه ورموزه مكان فيه أو في أي ترتيبات سياسية مقبلة. لكنه لمّح إلى وجود تراجع في مواقف بعض الدول الصديقة التي تخلّت عن تصريحاتها حول فقدان بشار الشرعية، وتخلت عن دعوته إلى «التنحي الفوري»، وباتت تتحدث عن إمكان تحقيق ذلك على «المدى البعيد»، وترهن تطبيق القرارات الدولية بموافقة النظام، وفقاً لمبدأ «الموافقة المتبادلة»، متجاهلة أن نظام الأسد يرفض مناقشة هذه المسألة من حيث المبدأ، ولا يقبل بوضعها على أجندة المفاوضات.
وأوضح حجاب في بيان صحافي أن الهيئة أرسلت خطاباً آخر إلى دي ميستورا تطلب منه «بعض التوضيحات، في ظل استكمال الإجراءات التي يتم تحضيرها في الأروقة الدولية على عجل ومن دون مراعاة لبعض الترتيبات المهمة التي لا يمكن إغفالها، بخاصة في ما يتعلق بدور الأمم المتحدة في رفع الحصار عن المناطق والمدن والبلدات المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع مَنْ هم في حاجة إليها... ووقف أي هجمات موجّهة ضد المدنيين».
وقال معارضون إن الهيئة التفاوضيّة العليا اجتمعت في الرياض لليوم الثاني لحسم موقفها من حضور مفاوضات جنيف، وكانت تنتظر الحصول على ردود من دي ميستورا، ويُتوقّع أن تواصل اجتماعها اليوم الخميس قبل إعطاء جوابها. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في المعارضة قوله: «أرسلنا التساؤلات ونحن في انتظار الرد». وفي وقت لاحق أفادت الوكالة و «قناة العربية» بأن المعارضة أرجأت قرارها إلى اليوم.
وفي نيويورك، طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، مجلس الأمن بالعمل في شكل جدي لمتابعة تطبيق قراراته المتعلقة بالأزمة الإنسانية في سورية، خصوصاً لجهة إلزام حكومتها بإصدار الموافقات على طلبات المنظمات الإنسانية لإرسال المساعدات. وقال أوبراين في جلسة للمجلس حول الوضع الإنساني في سورية، إن ١٠ في المئة من طلبات إرسال المساعدات التي قُدِّمت إلى الحكومة السورية العام الماضي، قوبِلت بالموافقة وتمكّنت المنظمات الإنسانية من إرسال مساعدات إلى المناطق التي يصعُب الوصول إليها، فيما لم تتلقَّ ردوداً على نحو ٨٠ في المئة من الطلبات.