لا يختلف أثنان أن أجهزة الإتصال والعالم الرقمي أخذا حيزاً كبيرا من حياتنا، فلا تكاد تخلو 10 دقائق من تواصل معها عبر حزمة واسعة من حسابات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المتنوعة والمتعددة. أما في العمل فالإتصال معها أمر ضروري وأحياناً حتمي فقد تحولت الأعمال المكتبية لبيئات رقمية، وهي آخذة في النمو والانتشار في هذا الإتجاه.

في إتجاه آخر الأخبار تتواتر عن مضار سوء استخدام التقنية الرقمية وتترى من كل أقطار العالم، على سبيل المثال مؤخراً أظهرت دراسة لوزارة التعليم في اليابان أن نحو 51 % من الأطفال يستخدمون -على نحو متكرر- الهواتف الذكية وأجهزة المعلومات الأخرى حتى قبيل الذهاب للنوم ليلا.

ويرى الأطباء أن استعمالها قد يعيق الخلود للنوم، وبالتالي يؤثر على مقدار الراحة التي يحصل عليها الشخص ونشاطه في اليوم التالي؛ لذا فإنهم ينصحون بالابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبيل النوم.

الخبر أعلاه يشير إلى مشاكل صحية ذات بعدين بدني ونفسي، فاضطرابات النوم تتسبب بالكثير من الأعراض الصحية التي تتباين بين البسيطة والشديدة. الدراسات تكشف عن أعراض صحية بدنية في النظر أو السمع، أو آلالام في الرقبة والظهر. وأخرى على المستوى النفسي كالقلق، وغيرها من الضغوط النفسية.

جرعه السم

في مقابل هذه الموجة الجديد من الأمراض أو الأعراض أو في الحد الأدنى الآثار السلبية على الصحة السلبية، تعالت النداءات في الغرب بأهمية تداول السموم الرقمية قبل أن يضر العالم الرقمي بصحة الإنسان.

الصحيفة في وهافينغتون بوست الإلكترونية ألينا هال تقدم 6 نصائح بسيطة لتقديم السموم إلى الأجهزة في خطوات بسيطة، وتقول أن هذا هو الوقت المناسب للتواصل مع الأصدقاء بعيداً عن عالم اللمس الرقمي بعد تجريع الأجهزة السموم الرقمية. وعدته تحدياً يمكن خوضه بوسائل بسيطة واختيارية وصحية.

وتؤكد أنه لاستحدام السموم بشكل بسيط وسلس يجب اتباع الخطوات التالية:

الخطوة الأولى: اعترف أن كنت في حاجة إليها:

أولا، يجب أن تقييم أهمية التأثيرات السلبية للإتصال المستمر بهذه الأجهزة على العقل والجسم. فإذا واجهت متلازمة اهتزاز الهاتف المحمول الوهمية بانتظام، ولا يمكنك تذكر آخر مرة أخذت عطلة حقيقية قضيتها في النشاطات الاجتماعية والبيتية] فأنت ببساطة بحاجة لقطع العلاقة مع العالم الرقمي.

الخطوة الثانية: خطط:

من الصعب قضاء يوم خالي من لمس الشاشة، ولكن إذا خططت لذلك عبر تدوينه في جدول أعمالك اليومية فنسبة النجاح كبيرة؛ الدراسات تكشف ان احتمال تطبيق البرنامج المكتوب بالنسبة للرجال يصل إلى نسبة 22 %، وتنزل النسبة إذا أعلن عنها للعائلة أو الأصدقاء لتبلغ 10%.

الخطوة الثالثة: اخبر الآخرين:

حتى لا يقلق الآخرين من غيابك الرقمي أخبرهم مسبقاً أنك ستأخذ عطلة من العالم الرقمي قبل يوم؛ خاصية الرد الآلي في بعض حسابات التواصل الاجتماعي ستساعد في رفع القلق عن الأصدقاء جراء انقطاعك.

لا زلت الخطوات تشير إلى أن المخطط يسير بشكل فعّال.

الخطوة الرابعة: احلم وأنت مستيقظ:

من المهم استغلال فترة الطلاق الرجعي بينك وبين هاتفك أو حاسبك اللوحي، عبر اطلاق العنان لخيالك ودخول عالم أحلام اليقظة التي لم تكن تستطع دخولها لإنشغالك بدوام العوالم الرقمية.

دراسة حديثة أثبتت أن أحلام اليقظة تساعد فعلا على تحسين المزاج، والاستفادة علاقاتك مع الآخرين. وهي نشاط مفيد جداً في الاستفادة من فترات الصمت التي ستقضيها، كما يمكنك ممارسة اليوغا.

خطوة الخامسة: اعقد النية:

هذه الخطوة قد تكون أكثر صعوبة بالنسبة للكثير من الناس، ولكن هذا ما يجعل الأمر أكثر أهمية. فالتفكير الجيد والتأمل العميق بالنتائج المستفادة من التخلص من السموم الرقمية الخاصة بك يشكل اداة أساسية لنجاح الممارسة.

قوة هذه الأداة تأتي من كونها تنبعث من داخل النفس التي عقدت النية على الابتعاد عن عالم اللمس الرقمي والتخطيط لممارسة أنشطة في العالم الحقيقي، وهذا ما يسمح لك بالتعامل مع الإنقطاع بشكل بعقل أكثر انفتاحا وقبولا.

خطوة السادسة: اقطع الشبكة:

التردد في اللحظات الأخيرة بين القطع الإتصال بالشبكة أو الاستمرار في العلاقة الإتصالية، أمر محير ستعيش معه الكثير من الهواجس والمشاعر المتضاربة.

وتصف ألينا أن هذه اللحظات هي شبيهة باللحظات التي يعيشها متدرب الغوص قبل تجربته الأولى في الغوص، وتنصح بالقفز دون تردد أو القطع دون تردد.