العدد 4891 - الأربعاء 27 يناير 2016م الموافق 17 ربيع الثاني 1437هـ

إنجازات 2015

تواصل المؤسسة الطبية عيادة كليفلاند تقييم البحوث والاكتشافات والاختراعات ذات التأثير العالي والمحوري في رفع مستوى الرعاية الصحية. وقيمت «كليفلاند» 150 مشروعاً قُدِّم لترشيح أفضل 10 أعمال ستساهم في تحسين صحة البشر في العام 2016.

قائمة هذا العام تجاوزت المشروعات الفردية لتضم إليها الإنجازات الجماعية التي تعمل على تطويرها أكثر من جهة في الوقت ذاتها، ولعل هذا يبرز الحراك الكبير ضمن أهداف واحدة كترقية أجهزة الرقابة الذاتية على المؤشرات الصحية وجعلها أدق وأفضل.

الترشيحات وقعت على أنظمة في الصرف الصحي، وبرامج رصد ورقابة عن بعد، إضافة لعقاقير تحصن من الإيبولا لتحمي حياة العديد من الأشخاص، وأخرى لتحسين الرغبة الجنسية لدى المرأة، وهو ما سينعكس على رفع جودة الحياة الصحية لكثير من الناس.


إيبولا.. قف عند حدك:

حاز مشروع تطوير اللقاحات الآمنة والفعّالة لمنع تفشي الأمراض كأفضل الاختراعات للعام 2015. وأعطيت هذه الجهود للعاملين في إيجاد لقاحات تقي من فيروس إيبولا (B) الذي اجتاح أفريقيا في العام 2014 والسحائية البكتيرية (المكورات السحائية B) في الولايات المتحدة، وهو ما قلل من تفشي المرض.

وفي كلتا الحالتين، تشارك الأطباء والعلماء والشركات والوكالات الحكومية في عملية إنتاج هذه اللقاحات بسرعة غير مسبوقة ونقلها من المختبرات لتجربتها طبياً على عدد كبير من السكان في العيادات الطبية.


العلاج بالخريطة الجينية:

تعمل التجارب السريرية القائمة وفقاً لعلم الجينوم على تطوير علاجات جديدة، حيث ترتب العلاجات حسب المعايير الوراثية، ويتم تطبيقها عبر العلاج التجريبي الذي يستهدف جزيئاً معيناً مرتبطاً بالمرض. وتساهم الخريطة الجينية في تقليل المدة الزمنية التي يستغرقها تسجيل المرضى للخضوع لهذا العلاج أو ذاك. كما يرفع من فرصة نجاح تقديم العلاجات التي تخضع للدراسة على المرضى بسرعة.

وتعد هذه التجارب مفيدة جداً للمصابين بأمراض السرطان في المراحل المتأخرة، وذلك يعود لتقليل مدد العلاج الزمنية.


كريسبر:

الاختلال في تركيب الجينات أمر مصيري للإنسان ينتج عنه مرض مزمن تختلف درجته من مرض عضال يؤثر على حياة الفرد بشكل سلبي إلى مرض قليل التأثير على صاحبه. ويصعب في كلتا الحالتين علاج المرض بشكل جذري.

«كريسبر» الذي اخترع من قبل علماء من جامعة جوانغتشو في الصين مكنهم من تغيير الحمض النووي لتصحيح أي اختلال في البنية الجينية، ونقل الفكرة والحلم من عالم التصور والخيال إلى أرض الواقع بكلفة قليلة تبلغ أقل من 30 دولاراً.

وتمكن تكنولوجيا «كريسبر» العلماء من تعديل أي جين يستهدفونه من خلال برنامج للتكنولوجيا الحيوية يرصد ويستبدل أي خلل جيني شبيه ببرامج الحاسوب لمعالجة النصوص، وتسمح التقنية بإعادة صياغة الحمض النووي في الخلايا التالفة.

في المقابل، فجّرت التجربة مخاوف أخلاقية بسبب احتمال تعديل الشفرة الجينية للأجنة، بينما يخشى البعض من أنها قد تقود إلى ولادة أطفال «حسب الطلب».

ومن المتوقع أن يدخل «كريسبر» مرحلة الاختبارات الأولى في بدايات العام الجاري. ويأمل الكثير أن تساهم التقنية الجديدة في علاج العديد من الأمراض كمرض فقر الدم.


أنظمة تنقية المياه للوقاية من الأمراض المعدية:

تهدد مياه الصرف الصحي المياه الصالحة للشرب في كثير من البلدان والمجتمعات التي لا تستطيع السيطرة عليها ووضعها في منظومة تصريف تمنع اختلاطها بمياه الشرب.

امتزاج مياه الصرف الصحي بمياه الشرب تنتج سائلاً يسبب ما يقارب 10% من الأمراض حول العالم، وتهدد 700 مليون شخص في العالم يشربون المياه الملوثة كل يوم. ويتسبب في مقتل نحو مليون طفل تحت سن الخامسة كل عام.

وأمام هذا الخطر الكبير، فاز تطوير نظام جديد لتنقية مياه الصرف الصحي وجعلها صالحة للشرب بأصوات المحكمين في لجنة كليفلاند على رغم كونه مشروعاً غير طبي، ولكنه في المقابل يساهم في تحسين جودة الحياة.

وتبلغ قيمة نظام المعالجة المطور 1.5 مليار دولار، وسيجرب في السنغال قبل تعميمه على بقية الدول. ويؤمل من المشروع تحسين ووقاية كثير من الناس من الأمراض، كما يؤمل منه توليد الطاقة من مياه الصرف الصحي وتحسين وضعهم الاقتصادي أيضاً.


أصلح «DNA» جنينك

وصلت مصروفات الآباء والأمهات الجدد لما يقارب ملياري دولار، حيث يستثمر هؤلاء بشكل متزايد في الكتب والوجبات الغذائية ودروس اليوغا حرصاً على صحة أطفالهم قدر الإمكان. ومع ذلك، فإن احتمالات الإصابة بالأمراض الوراثية مثل متلازمة داون ومتلازمة إدوارد خارجة عن سيطرة الأم.

الحقل الطبي المتطور باستمرار سيقدم للوالدين القلقين من احتمال إصابة وليدهما القادم بأمراض المتلازمات فحص اختبارات «DNA» لخلايا الجنين، عبر استخلاصه من دم الأم الحامل في الأسبوع العاشر. وسيرفع الفحص الجنين من دائرة المخاطر الصحية التي تهدده.

الفحص الحالي مازال موجهاً للأشخاص المحتمل ألا تكون كروموسوماتهم متساوية، ومن المتوقع تعميم الاختبار بشكل أكبر، وفي المستقبل سيتاح للجميع.


مراقبة الجسم عن بعد:

برزت الأجهزة التي يمكن ارتداؤها في الأسواق التكنولوجية في الفترة الأخيرة، وقدّرت دراسة حديثة أن 20% من البالغين في الولايات المتحدة يرتدون الجهاز الذي يجمع البيانات عن العديد من التفاصيل مثل ممارسة الرياضة وعادات النوم ومعدل ضربات القلب وضغط الدم.

وأدى الاعتماد الكبير على هذه الأجهزة إلى اكتساب السكان عادات صحية جيدة تساعد على تحسين وضعهم الصحي، وهناك الملايين من المرضى من الذين يمكن أن يستفيدون مباشرة عبر ارتداء مثل هذه الأجهزة التي ترصد مستوى التنفس والتعرق أو أي تغيير كيميائي يطرأ على الجسم، إذ إنه في كثير من حالات رد الفعل على هذه التغيرات يمكن أن تعني الحياة أو الموت.

ويؤمل - على سبيل المثال لا الحصر - أن تتطور أجهزة قياس السكر في الدم وتتمكن من إرسال البيانات بشكل مباشر من مرضى السكر للطبيب وتحليلها في 2016. ويعتقد مقدمو الرعاية أن هذا من شأنه إنقاذ العديد من الأرواح.


البروتين تحت المجهر:

اللفتة العلمية الجميلة التي اتخذها العلماء في رصد تحليل بنية البروتينات لرصد السرطان غيّرت الاتجاه في رصد السرطان عبر كمية البروتينات في الدم أو البول.

ووصل اختبار بنية البروتين (PSA) إلى قائمة أفضل 10 مشروعات ستقفز بالرعاية الصحية للأمام في العام الجاري. وتوسم نتائج الاختبارات بالدقة العالية وأنها قليلة الكلفة، وستدخل حيز التفعيل في وقت مبكر من العام 2016. ومن المتوقع أن تغني عن الكثير من الاختبارات التي تُجرى في مختبرات الولايات المتحدة.


طرد البرود:

تختلف الرغبة الجنسية عن الأداء الجنسي، وهناك الكثير من الأدوية التي تعالج العجز الجنسي لدى الذكور، إلا أنه لا يوجد دواء لمعالجة فقدان الرغبة الجنسية لدى النساء. ولكن في العام 2015، وافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية على دواء «فليبانسرين» المسمى تجارياً «أديي».

ويعد الأول من نوعه والمصمم خصيصاً لعلاج الإناث ممن يعانين من عجز جنسي (HSDD)، أو علاج حالة فقدان الرغبة الجنسية لدى النساء قبل انقطاع الطمث. وبخلاف الفياغرا - التي تضاعف تدفق الدم إلى الجهاز التناسلي - فإن العقار يعمل من خلال تنشيط الإشارات الجنسية في المخ.

في المقابل، حذرت الإدارة من آثار جانبية تتعلق باحتمال الإصابة بانخفاض خطير في ضغط الدم والإغماء، لا سيما إذا تم تناوله مع الخمر.


«ريتريفرز»:

تعد الساعات التالية بعد التعرض لسكتة دماغية ساعات حاسمة جداً، إذ يجب إزالة الدم المتجلط بداخل الأوعية الدموية في غضون 3 إلى 6 ساعات، لمنع العجز على المدى الطويل وتلف المخ أو الموت. وكانت أنسجة «البلاسمينوجين» العلاج الوحيد الذي وافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية عليه لإزالة هذا الدم المتجلط عند تعرض الفرد لسكتة. ويتم نقل الدواء عن طريق الوريد ليصل للدم المتجلط فيذوب، وهو ما يعيد تدفق الدم إلى الدماغ. وكانت للدواء فعاليته في علاج الانسدادات في الأوعية، ولكن فعاليته كانت محدودة في علاج ما يقارب أقل من ثلث المرضى.

وبحث العلماء لسنوات عن تعزيزات ممكن أن تساعد في القضاء على تجلط الدم في الساق في أسرع وقت وبسلام ممكنين، وكانت النتيجة هي الدعامة الوعائية العصبية «ريتريفر».


التحكم طبيعياً بالأطراف الصناعية:

مراكز الأطراف الصناعية تعمل ليل نهار لتعويض الجزء المفقود وجعله أقرب ما يكون للطبيعي. ومن آخر التقنيات ما توصل إليه العلماء من توظيف القوى الذهنية لتحريك الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية. وقالوا إن هذه التقنية تتضمن زرع أقطاب كهربية دقيقة في منطقة بالمخ تتحكم في إرادة الشخص لأداء حركة معينة، وهو ما يتيح للمريض أن يحرك بسلاسة ذراعاً صناعية.

وفي الدراسة التي نشرتها دورية «ساينس» قام جراحون في كلية طب كيك بجامعة جنوب كاليفورنيا بتركيب قطبين كهربيين صغيرين بمنطقة القشرة الجدارية الخلفية لمخ الشخص، ثم توصيل الأجهزة التعويضية العصبية بالحاسوب لمعالجة البيانات التي يصدرها المخ لتحديد ما يريد على وجه الدقة، وهو ما يمكنه من التحكم في ذراع آلية موجودة على طاولة قريبة أو مؤشر فأرة الحاسوب.

وقال المشرف على هذه الدراسة، والذي يعمل بمعهد كاليفورنيا لتكنولوجيا العلوم العصبية، ريتشارد أندرسون، إنه أمكن للشخص الذي أجريت عليه الدراسة أن يتعلم كيف يمسك بأشياء مختلفة ويمارس ألعاب الفيديو أو أن يشرب مشروباً.

حالياً، تتواصل المنافسة بين الشركات لتطوير التقنية وجعلها متاحة بأسعار أقل.

العدد 4891 - الأربعاء 27 يناير 2016م الموافق 17 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً