هو مرض شائع مُزمن يؤثر على الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي)، كما يؤثر على الجهاز المناعي، حيث يُصيب مادة المايلين، وهي مادة دهنية محيطة وعازلة للألياف العصبية في الجهاز العصبي المركزي. وعندما يحدث الضرر في غشاء العصب فإن الإشارات العصبية المنتقلة من الدماغ والحبل الشوكي تنقطع، وهو ما يؤدي إلى ظهور الأعراض. وتتفاوت حدّة الأعراض من مُعتدلة إلى حادة بين المصابين، وقد تكون غير مُتوقعة الحدوث أصلاً.
أهم أعراض المرض:
الوخز والتنميل، الرؤية المزدوجة وثقل اللسان عند الكلام، الوهن والإرهاق، ضعف وتصلب في العضلات، ضعف وخلل في وظائف المثانة والأمعاء والعملية الجنسية، وأيضاً صعوبة في التركيز والإدراك، صعوبات في المشي، مشكلات في النظر وأهمها فقدان النظر فجأة بشكل كلّي أو جزئي، الرؤية المزدوجة، الإحساس بالدوار والدوخة، الآلام المُزمنة، الاكتئاب والتغيرات النفسية.
ماذا يحدث أثناء المرض؟
هناك فترات نشاط للمرض تسمى الانتكاسات، ثم تليها فترات هدوء. وفي فترة الانتكاسة تعود الأعراض القديمة إلى الظهور وقد تكون بصورة أسوأ من السابق، أو تطرأ أعراض جديدة. وفي فترات السكون قد تختفي هذه الأعراض بشكل جزئي أو كلي.
هل من علاج للتصلب المتعدد؟
لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، ولكن هناك أدوية عدّة مُعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) تؤخذ عن طريق الحقن أو الفم، والهدف من هذه الأدوية إبطاء تطور المرض وليس القضاء عليه تماماً.
دور العلاج الطبيعي وإعادة تأهيل المريض:
يلعب العلاج الطبيعي دوراً مهماً في تحسين مستويات الوظائف الحركية التي تغيرت أو فُقدت من جراء الانتكاسة، ويحافظ على الوظائف الحركية المُثلى خلال فترة المرض، فضلاً عن مساعدة المريض على استعادة القوى الحركية والاتزان بأفضل صورة ممكنة، ويساعده على المشاركة الفعالة في الحياة اليومية مع مراعاة السلامة في ذلك.
ويشمل البرنامج تمارين استطالة وتقوية العضلات وتمارين الاتزان وتدريبات المشي وكيفية استخدام الأدوات الطبيّة المُساعدة حتى يستطيع المريض ممارسة حياته اليومية بصورة مستقلة، ولكن لابد للمريض أن يتبع التعليمات والمواظبة على الجلسات العلاجية، خصوصاً في الحالات المتقدمة.
من الصعب تعميم الصعوبات التي يتعرض لها المصاب، حيث تعتمد على حدة المرض، فتُبين الإحصاءات أن كل 2 من 3 مرضى يمكنهم المشي بواسطة الأجهزة المساعدة، أما البقية فيحتاجون إلى الكرسي المتحرك.
وعلى المريض أن يأخذ بعين الاعتبار النصائح الموجهة إليه، منها؛ تجنب الإجهاد النفسي والجسدي أو التعرض للحرارة.
مَن هم الأكثر استفادة من البرنامج؟
كل مرضى التصلب المتعدد بكل الحالات، من المعتدلة إلى المتقدمة، يمكنهم الاستفادة من برامج إعادة التأهيل، إذ يتركز البرنامج على التثقيف الصحي، وإدارة الطاقة والصحة الحركية، وفي حالة قصور أو محدودية الحركة يتركز على تحسين الوظائف الحركية.
الغذاء ومرض التصلب المتعدد:
ينصح باستخدام الزيوت النباتية، وتناول الأسماك بصورة منتظمة، دجاج منزوع الجلد، إضافة إلى تناول خمس حصص من الفواكه والخضراوات يومياً. وعليه تجنب اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، والكافيين.
نجية جمعة العماني
اختصاصي علاج طبيعي، رئيس اللجنة الاجتماعية ، جمعية العلاج الطبيعي البحرينية
العدد 4891 - الأربعاء 27 يناير 2016م الموافق 17 ربيع الثاني 1437هـ