استهل مركز الخليج التخصصي للسكر العام الجديد بإطلاق ندوة حول أحدث العلاجات لداء السكري، استضافت عدداً كبيراً من العاملين في الحقل الطبي.
وقالت مديرة المركز، الاستشارية د. نسرين السيد، إن الندوة تأتي كحلقة ثانية للندوة التي عقدت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وإن المركز حرص على تقديم آخر التطورات في علاج الطب وتقديمها على يد خبراء. وأشارت إلى أن المركز استضاف الاستشاري في مركز لندن للسكر في كلية إمبريال بالإمارات العربية المتحدة د. رائد ناري، موضحة أن الدكتور عمل لفترة طويلة في أوروبا، ولديه اطلاع بآخر التطورات في مجال تخصصه.
وأضافت: «قدم استشاري الغدد الصماء والسكري في المركز د. بسام حنا الاتجاهات الحديثة والمستقبلية في علاج داء السكر بنوعه الثاني في القسم الثاني من الندوة».
د. ناري: هرمونات تضبط السكر
تناول د.ناري في فقرته زمرة دوائية تؤثر على جملة هرمونية تعرف بالـ «incretin»، وهي هرمونات تفرز في الأمعاء ولها دور في ضبط السكر، وخصوصاً بعد الطعام، كما لها دور في ضبط الوزن ومكافحة البدانة.
وشدد على أن« داء السكر يشكل هاجساً على مستوى الصحة العالمية، وخصوصاً في منطقة الخليج العربي، التي تعد نسب انتشاره فيها مرتفعة وتصنف بأنها من أكثر دول العالم انتشاراً».
وأكمل: «بالعودة للعلاج فإن مرضى السكر من النوع الثاني يعانون من ارتفاع السكر بعد تناول الوجبات، ولذا عمل الباحثون على استحداث أدوية لضبط السكر. ومنها مثبطات «DPP-4» التي تساعد هرمونات في الأمعاء على فرز الأنسولين وضبط مستويات السكر».
وأوضح: «يهدف النوع الجديد من العلاج إلى منع المضاعفات طويلة الأمد على الأوعية الدموية الدقيقة، والمحافظة على جودة الحياة الصحية».
واستعرض فوائد الأدوية المثبطة من زمرة «DPP-4»، وقال: «تحافظ على وزن طبيعي، وضبط نسب السكر، حيث أثبتت الدراسات أنه خالٍ من المضاعفات الجانبية».
ولفت إلى أن المثبطات تؤخذ عن طريق الفم، وفق جرعات يُحددها الطبيب المختص.
د. حنا: قريباً سنستخدم أدوية جديدة
واستكمل القسم الثاني من الندوة الاستشاري د. بسام حنا واستعرض الاتجاهات الحديثة والمستقبلية في علاج النوع الثاني من داء السكري. وقال: «هناك طيف واسع من الأدوية الجديدة التي بدأت كثير من الدول في استخدامها لعلاج داء السكري، كما أن هنالك مجموعة أخرى قيد الدراسة ووصلت لمراحل البحوث السريرية».
وأضاف: «كشفت الدراسات نجاح بعض الأدوية المستخدمة في علاج أمراض أخرى في ضبط مستويات السكر في الدم، ومنها دواء يستخدم لخفض الكوليسترول الذي أثبتت الدراسات أنه يساهم أيضاً في خفض معدلات السكر. إضافة إلى ذلك يساهم الدواء عبر خفض الكوليسترول والسكر في حماية القلب من المضاعفات التي قد تصيبه مستقبلاً».
واستعرض نوعاً آخر من الأدوية، قائلاً: «تستخدم هذه الأدوية لعلاج بعض الأمراض الهرمونية، ولكن الدراسات أثبتت نجاحها في خفض مستوى السكر، وتقي من تراكم الشحوم في الجسم، وأمراض القلب بنسب تصل إلى 40%».
وقدم شرحاً عن بعض العلاجات التي دخلت مراحل البحث المتقدمة ووصلت إلى البحوث السريرية للتأكد من سلامتها كعلاج مناسب تمهيداً لاستخدامها، مشيراً إلى أن الأدوية التي تستخدم في العلاج في الولايات المتحدة الأميركية من المتوقع أن يرخص استعمالها قريباً في البحرين، كما أنه من المتوقع أيضاً أن تخرج الكثير من الأدوية من الإطار البحثي وتستعمل لعلاج مرضى السكر في فترة ليست بالطويلة.
وجدد د.حنا دعوة أطباء السكر إلى أهمية الوقاية من السكر والابتعاد عن مسبباته المتمثلة في زيادة الأوزان عن المعدل الطبيعي، والتدخين، وقلة النشاط البدني.
وختمت الندوة بفقرة نقاشية تفاعل معها الحضور واستوضحوا من الاستشاريين بعض النقاط التي تطرقا إليها.
يذكر أن مركز الخليج التخصصي للسكر يعقد على مدار العام أنشطة ومنتديات تثقيفية موجهة للجمهور وبعضها للعاملين في الحقل الطبي، إضافة للفعاليات ذات الطابع الاجتماعي الترفيهي.
العدد 4891 - الأربعاء 27 يناير 2016م الموافق 17 ربيع الثاني 1437هـ