العدد 4891 - الأربعاء 27 يناير 2016م الموافق 17 ربيع الثاني 1437هـ

محاولة لغرس قيم التسامح والاعتدال لدى الناشئة

«الحلم الجميل» لمصطفى السيد...

مصطفى السيد
مصطفى السيد

الوسط - المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

يتخذ الأمين العام للمؤسسة الملكية الخيرية، الكاتب مصطفى السيد، من الحلم مدخلاً لغرس قيم عليا وكبرى لدى الأطفال. الحلم الذي لن يكون عصيِّاً على التحقُّق. الحلم بالقيم التي وردت في القصة، تلك التي تعني الكبار في الوقت نفسه؛ إذ لن يتعلم الأطفال تلك القيم والمُثُل ما لم تكن حاضرة ومكرَّسة وحيَّة في التعامل اليومي، وفي أداء كل شخص تجاه الشريك له في الوطن، وتجاه حتى المقيم والعابر.

وبحسب ما كتب السيد في تعريفه بموضوعات القصة، فإنها ترمي إلى غرس السلوك الطيِّب في الأطفال، وحبِّ عمل الخير، وتنمِّي مداركهم وإبداعهم وحب المغامرة واكتشاف الجديد، إضافة إلى: التعاون على البر والتقوى، الإتقان في العمل، الرفق بالحيوان، الأخلاق الحميدة، التسامح والاعتدال، والصحة والسلامة والمحافظة على البيئة.

القصة التي هي «خلاصة تجربة» عاشها المؤلف مع والدته وأبنائه ومن بعدهم الأحفاد، تسعى إلى احتواء جيل لم يعد مرتبطاً ذلك الارتباط الحميمي والمندفع نحو سرد القصص، في ظل وجود بدائل استطاعت أن تستحوذ على اهتمام وأوقات الأطفال؛ علاوة على اختلاف اهتماماتهم بطبيعة الزمن الذي ينتمون إليه.

تبدأ القصة الأولى بفيصل الذي يصادف جرْواً لا يستطيع الحراك، وجلبه إلى البيت، والاعتناء به من قبل أفراد العائلة، ودفاع الجرو بعد تعافيه عن الطفل بعد تعرضه إلى مشاغبة من قبل أطفال في الجوار.

وانتقال السيد بعد ذلك إلى تكليف فيصل نفسه بكتابة موضوع عن الصناعات التراثية، ضمن مدخل للتعرف على ما تتميز به البحرين في تلك المجالات، انتقالاً بالجَدِّ معه وبعض أفراد العائلة إلى مواقع من بينها صناعة الفخار في عالي، وصناعة النسيج في بني جمرة، وصناعة الحلوى في المحرق.

والقفز بعد ذلك من خلال الحلْم، الذي يرى فيه فيصل وكأنه على ظهر جمَل يطير في الفضاء، وفي الجهة الأخرى أخته مريم تطير على قوس قزح، بما تضمنته القصة من معاني وقيم، والوقوف على سكَّان كوكب «البخ» كما أسماه السيد، والذين كانوا يعيشون في هناء وسعادة، بسبب الحب والمعاملة الطيبة والتسامح والتعاون فيما بينهم.

بعيداً عن ضبط الحبْكة في كل حلْم، والمباشرة في أقصى درجاتها، وبعيداً عن اختلاط الكلمات الفصحى ببعض الكلمات العامية في مواطن عديدة من فصول القصة وتحولاتها، وبعيداً أيضاً عن اللجوء إلى تشكيل الكلمات جميعها، والذي (التشكيل) لم يخْل من أخطاء فادحة، إلاَّ أن مجموعة الأحلام تلك، تُقدِّم قيماً لا غنى لمجتمعاتنا عنها، ولن نعبِّر - كأفراد - عن روعة تلك القيم والمُثُل بعيداً عن تجلِّيها والحرص عليها، وبالتالي يمكن لجيل الناشئة والأطفال أن يتمثَّلوها، وتكون جزءاً لا يتجزأ من سلوكهم وتعاطيهم مع من وما حولهم.

ضوء

يُذكر أن مصطفى السيد، حاصل على بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من إنجلترا، وماجستير إدارة المشاريع الصناعية من أيرلندا، ودكتوراه إدارة المشاريع الصناعية من جامعة لندن.

ترأس عدداً من الشركات البحرينية الكبرى، من بينها «البتروكيماويات» (جيبك)، و «بابكو»، وإدارة الكهرباء وشركية ميدال.

حالياً، هو الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية. حاصل على وسام البحرين من الدرجة الأولى، وجائزة سمو ولي العهد للبحث العلمي. عضو سابق في مجلس الشورى البحريني. مؤلف كتاب «مفتاح نجاح المؤسسات». مُبتكر كلمتين جديدتين دخلت القاموس الإنجليزي هما: «MOSIF» و «CREAMOC». حاصل على عدَّة جوائز خليجية وعربية ودولية في مجال الإدارة والإنتاج، آخرها وسام «روبرت آدمز» من الكلية الملكية الأيرلندية في مجال الإدارة.

غلاف القصة
غلاف القصة




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً