استهدف مهاجمون انتحاريون بلدة في شمال الكاميرون فقتلوا 32 شخصا وأصابوا 66 آخرين يوم الإثنين (25 يناير/ كانون الثاني 2016) في أحد أسوأ الهجمات في الوقت الذي تكافح فيه البلاد لاحتواء تصاعد العنف وتحمل المسؤولية عنه لحركة بوكو حرام النيجيرية.
وذكرت الإذاعة الرسمية ومسؤولون محليون أن أربعة تفجيرات ضربت سوقا مزدحمة ومداخل بلدة بودو المتاخمة لشمال شرق نيجيريا معقل التمرد الإسلامي في حوالي الساعة العاشرة صباحا (0900 بتوقيت جرينتش).
وقال مسؤول محلي إن المهاجمين تسللوا تحت غطاء الرياح الموسمية المتربة وأضاف أن عدد القتلى قد يرتفع لأن عددا من الذين نقلوا للمستشفيات في حالة خطيرة.
وفي حين لم تعلن أي جهة على الفور المسؤولية عن الهجوم فإن شمال الكاميرون أصبح مسرحا لهجمات انتحارية زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة مع تصعيد بوكو حرام لعملياتها عبر الحدود وانتشارها أيضا في تشاد والنيجر.
وقُتل 12 شخصا في هجوم وقع في 13 يناير كانون الثاني الجاري عند مسجد ببلدة كويابي.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها بودو للهجوم إذ فجرت انتحاريتان نفسيهما في مدخل القرية نهاية ديسمبر كانون الأول الماضي.
وقتلت بوكو حرام آلاف الأشخاص وتسببت في تشريد أكثر من مليونين خلال حملتها المسلحة المستمرة منذ ست سنوات في أحد أكثر مناطق العالم فقرا.
وشنت جيوش دول المنطقة هجوما على المسلحين العام الماضي نجحت خلاله في طردهم من مواقع عديدة في شمال نيجيريا.
وفي أعقاب تلك العملية تعهدت نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون بإعداد قوة قوامها 8700 جندي لدحر بوكو حرام. وأرسلت الولايات المتحدة هي الأخرى قوات لتوفير الدعم المخابراتي وأوجه دعم أخرى.
لكن تشكيل هذه القوة تأخر ولم تبدأ العمليات المشتركة حتى الآن حيث تُرك الأمر بيد الجيوش الوطنية ليتصدي كل منها لبوكو حرام بطريقته.
وفي غياب تنسيق فعال حذرت مصادر أمنية من أن ذلك يعني مجرد طرد الجنود للمتشددين من بلد لآخر.