أعلن ستافان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سورية يوم الإثنين (25 يناير/ كانون الثاني 2016) أنه من المقرر أن تبدأ محادثات السلام السورية يوم 29 يناير/ كانون الثاني الجاري في جنيف.
وأضاف أنه سيبدأ اليوم الثلاثاء في إرسال الدعوات إلى ممثلي الحكومة والمعارضة.
وقال دي ميستورا إن محادثات جنيف ستجري عن طريق تفاوض الأمم المتحدة مع كل من الطرفين بشكل منفصل مع التركيز في البداية على إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار موسع ثم زيادة حجم المساعدات الانسانية نتيجة لذلك.
وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات يوم الاثنين إلا أنه تم تأجيلها بسبب الخلافات بين القوى العالمية والإقليمية حول مجموعات المعارضة التي ستتم دعوتها للمحادثات.
واعترف دي ميستورا أن المناقشات بشأن هذه المسألة لا تزال جارية بين واشنطن وموسكو وأنقرة والرياض وعواصم أخرى.
وقال المبعوث الأممي للصحفيين "كنا حريصين ودقيقين للغاية في التأكد من أنه إذا بدأنا، وعندما نبدأ، نكون في الوضع الصحيح، وسيكون الأمر شاقا على أي حال".
في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن أمله في أن تتضح الأمور بشأن محادثات السلام السورية خلال اليوم أو اليومين القادمين، نافيا أن يكون قد حدد مهل نهائية للمعارضة.
وكانت تقارير صحفية ذكرت أن كيري هدد بوقف دعم مقاتلي ومنظمات المعارضة إذا ما رفضت المشاركة في محادثات السلام التي تستضيفها جنيف.
إلا أن كيري نفى صحة هذه التقارير خلال زيارة إلى لاوس.
وقال: "ما نسعى إلى تحقيقه هو التأكد بصورة كاملة من أنه عندما تنطلق المفاوضات يكون كل فرد على وضوح بشأن الأدوار وما سيحدث حتى لا تذهب إلى هناك وينتهي الأمر بعلامة استفهام أو فشل".
وأضاف: "ينبغي أن نذهب إلى المفاوضات دون شروط مسبقة والبدء في مناقشة وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية والأمور الأخرى التي من شأنها الإسهام في بناء بعض الثقة".
تأتي هذه التصريحات وسط غضب في بعض أوساط المعارضة السورية بسبب ما تردد عن ممارسة كيري ضغوطا ليتضمن فريق التفاوض ممثلين عن القوات الكردية ومعارضة الداخل التي لا يشترط بعض عناصرها رحيلا فوريا للرئيس السوري بشار الأسد.
وقال كيري إن المبعوث الأممي للأزمة السورية سيكون هو صاحب القول الأخير فيما يتعلق بمن سيدعو إلى المفاوضات.
واعتبر أن الشهر أو الشهرين القادمين سيوضحان ما إذا كانت روسيا وإيران جادتين في إمكانية حدوث انتقال للسلطة في سورية.
وأصدرت السفارة الأمريكية في سورية بيانا مطولا أكدت فيه أن واشنطن ترى أن اللجنة العليا للمفاوضات هي من ينبغي أن يمثل المعارضة في جنيف.
لكن مع توقع أن تجتمع اللجنة اليوم الثلاثاء لمراجعة موقفها بشأن المحادثات، فإن الولايات المتحدة حذرتها من وضع شروط مسبقة تتعلق بالمساعدات الإنسانية أو إنهاء الضربات الجوية العشوائية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وكتبت السفارة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن "نصيحتنا إلى المعارضة السورية هي انتهاز هذه الفرصة لوضع نوايا النظام تحت الاختبار والإظهار للرأي العام أي من الأطراف جادة حول التوصل إلى حل سلمي في سورية ومن هو غير ذلك".
ومن المنتظر أن يتحدث كيري في وقت لاحق مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. وأكد الروس معارضتهم لمشاركة فصائل إسلامية رئيسية مثل جيش الإسلام وأحرار الشام في المحادثات، على الرغم من دعمهم لمشاركة الأكراد.
في الوقت نفسه، أصرت تركيا، الحليف المقرب لفصائل المعارضة المسلحة، على عدم مشاركة الأكراد كجزء من وفد المعارضة.
وقال دي ميستورا إنه سيعمل بناء على استبعاد مجلس الأمن الدولي لاثنين من الجماعات الإرهابية، وهما تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ومع ذلك، لم يؤكد ما إذا كان هذا يعني أنه سيدعو أيا من الجماعات التي تعارضها موسكو أو الأكراد.