أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالحنكة السياسية لهيلاري كلينتون المرشحة المحتملة لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي.
وتمثل إشادة أوباما دفعة لحملة هيلاري التي تواجه منافسة قوية من بيرني ساندرز قبل أسبوع من بدء عملية اختيار مرشح للانتخابات عن الحزب.
وأدلى أوباما بهذا التصريح في سياق مقابلة اجرتها معه مجلة بوليتيكو ونشرت يوم الإثنين (25 يناير/ كانون الثاني 2016). وكلمات أوباما عن وزيرة خارجيته السابقة ستساعدها في محاولتها لربط حملتها بشكل أوثق بالرئيس لحشد المزيد من التأييد من داعميه.
ولم يوجه أوباما أي انتقادات صريحة لساندرز وهو سناتور من فيرمونت تتركز حملته على تعهدات بإصلاح التفاوت الاجتماعي واحتواء تجاوزات وول ستريت. لكن الرئيس الأمريكي أثنى على خبرة كلينتون وأشار أكثر من مرة إلى أن رسائل كلينتون ترتكز على الواقعية.
وقال أوباما عن كلينتون "لها خبرة غير عادية وأنتم تعرفون انها ذكية بشكل لا يضارع وتعرف كل شيء متعلق بالسياسة في الداخل والخارج وهذا يجعلها أحيانا أكثر حذرا".
وأجريت المقابلة يوم الجمعة ونشرت قبل اسبوع من موعد الأول من فبراير شباط الذي سيجرى في التصويت في ولاية أيوا ايذانا ببدء عملية اختيار مرشحين للحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.
وعلى مدى شهور ظلت كلينتون -التي خسرت أمام أوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة في عام 2008- المرشحة الأبرز لنيل ترشيح الحزب للانتخابات القادمة لكن استطلاعات الرأي أظهرت زيادة في شعبية ساندرز خلال الأسابيع الماضية.
وتقول كلينتون إن أهداف ساندرز في قضايا مثل التفاوت الاجتماعي جديرة بالثناء لكنها أشارت إلى ان بعض هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها كما انه يفتقر الخبرة اللازمة للتعامل مع عدد أوسع من القضايا.
وقالت كلينتون في كلمة أمام اتحاد ديس موينس اليهودي "عندما تكون في البيت الابيض لا يمكنك انتقاء القضايا التي ترغب في العمل بشأنها بل عليك ان تكون جاهزا للتعامل مع كل قضية تواجهك بما في ذلك القضايا التي لا يمكن توقعها".
وفي تأكيد على ان تلك النقطة سترضي حملة كلينتون قال أوباما في المقابلة "الشيء الذي يفهمه الجميع هو ان من يشغل هذا المنصب لا يملك رفاهية التركيز على شيء واحد".
وتابع "اعتقد أن ما تمثله هيلاري كلينتون هو إدراك أن ترجمة القيم إلى حكم رشيد وتحقيق المطلوب هو في نهاية المطاف مهمة العمل السياسي وإحداث فارق حقيقي على حياة الناس اليومية".
ويقول أوباما الذي ما زال يتمتع بشعبية داخل الحزب الديمقراطي انه لن يؤيد أي مرشح في الانتخابات التمهيدية للحزب لكنه أقر بانه يتابع الأمر عن كثب ليرى من سيخلفه.
ويستعد المتنافسون الثلاثة في السباق على نيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة وهم كلينتون وساندرز وحاكم ماريلاند السابق مارتن أومالي لإلقاء كلماتهم الختامية مساء اليوم في اجتماع بمبنى البلدية تنقله محطة (سي.ان.ان) الساعة 0200 بتوقيت جرينتش.
ومن المقرر ان يظهر المتنافسون الثلاثة على المنصة للرد على أسئلة من المشرفين في محاولة أخيرة لاستمالة الناخبين قبل التصويت في ايوا.