العدد 4889 - الإثنين 25 يناير 2016م الموافق 15 ربيع الثاني 1437هـ

مصر... مظاهر محدودة للاحتجاج في ذكرى الانتفاضة على مبارك

قوات الأمن المصرية تنتشر في الاسكندرية خلال الذكرى السنوية الخامسة لانتفاضة يناير - reuters
قوات الأمن المصرية تنتشر في الاسكندرية خلال الذكرى السنوية الخامسة لانتفاضة يناير - reuters

تجمع 300 شخص في ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس الإثنين (25 يناير/ كانون الثاني 2016) لا ليحتفلوا بالذين دعوا وحثوا الناس على المشاركة في الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق، حسني مبارك قبل خمس سنوات ولكن للاحتفاء بالشرطة التي حاولت منعهم آنذاك.

وقال رفعت صبري (52 عاماً) الذي وصف نفسه بأنه مهندس أدوات منزلية «جئت أحتفل مع إخواتنا وآبائنا وزملائنا في الشرطة والجيش الذين ضحوا من أجلنا بدمائهم وحياتهم».

وكان يضع على سترته دبوساً به صورة للرئيس عبد الفتاح السيسي وهو أحدث عسكري يتولى رئاسة البلاد والذي أدى التضييق الأمني الذي تمارسه سلطاته على النشطاء الشبان الذين قادوا انتفاضة 2011 والإسلاميين الذين جاءت بهم إلى السلطة إلى تبديد آمال هؤلاء النشطاء في عهد جديد من الحرية السياسية.

وكان أحد المتظاهرين يحمل لافتة مكتوب عليها «كمل يا ريس» في تحول عن شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» الذي هتفت به الحناجر خلال انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بزعماء دول من تونس لليمن في عام واحد.

وقال بيان لحركة 6 أبريل التي كانت في طليعة احتجاجات 2011 «بعد خمس سنوات منذ بدء الثورة المصرية العظيمة... للأسف استطاعت الثورة المضادة أن تسيطر على الحكم مرة أخرى».

وأضاف البيان أن «الثورة لم تنته بعد وما زالت قائمة ومستمرة وما زالت أهدافها في قلوب جموع المصريين الذين دعموها من أجل وطن حر وقوي ومتقدم».

ولا توجد احتفالات رسمية بذكرى الانتفاضة على مبارك ولا يتوقع أن تندلع احتجاجات كبيرة خاصة بعد إلقاء قوات الأمن القبض على العديد من الأشخاص بدءاً من القائمين على إدارة صفحات على «فيسبوك» وحتى الطلاب النشطاء. وأغلق الأمن أماكن فنية وثقافية ومقاه بوسط القاهرة خشية من أن يتجمع بها النشطاء.

وخصصت صحيفة «اليوم السابع» الخاصة صفحة لرسوم الكاريكاتير التي تسخر من حال الثورة والمجموعات المختلفة التي حاولت نسبها لنفسها بدءاً من الإخوان المسلمين وحتى الشرطة.

ويصور أحد الرسوم شخصين يرتديان معطفين ويسيران تحت المطر ويسأل أحدهما الآخر في استنكار «هو ده الربيع العربي؟». ويصور رسم آخر عضواً مسناً بجماعة الإخوان وهو يخاطب شاباً يجلس على رصيف وتبدو عليه مظاهر الإحباط قائلاً «قوم بدل القعدة اعمل ثورة وأنا هساعدك وأركبها».

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن الشرطة فككت عبوة ناسفة في الإسكندرية وفرقت عدداً من التجمعات المحدودة واعتقلت نحو 15 شخصاً.

وقال مصدر أمني إن الشرطة قتلت شخصين في شقة بمدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة. وقال المصدر الأمني إن الشخصين كانا متهمين بقتل شرطي قبل أسابيع.

واعتقل كذلك ستة أشخاص في نفس المنطقة بعد المشاركة فيما وصفه المصدر الأمني باحتجاج لجماعة الإخوان المسلمين.

وفي المطرية وهي حي يمثل أحد معاقل الإخوان المسلمين في القاهرة تجمع شبان صغار للاحتفال بيوم الشرطة بعد ساعات من تفريق الشرطة احتجاجاً للإخوان.

وفي خطابات ومقابلات من السجن حكى نشطاء رحلتهم من الأمل والحماس خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوماً العام 2011 وصولاً إلى معركتهم الجديدة ضد اليأس.

وكتب الناشط علاء عبد الفتاح الذي يقضي عقوبة السجن لخمس سنوات لمشاركته في احتجاج محدود في صحيفة «الغارديان» البريطانية يقول «ليس لديّ ما أقوله: لا آمال... لا أحلام... لا مخاوف... لا تحذيرات... لا رؤى... لا شيء... لا شيء على الإطلاق».

وعودة إلى التحرير كان ضباط شرطة برتب كبيرة يوزعون منشورات مكتوب عليها الشرطة في خدمة الشعب.

وأغلقت الشوارع المؤدية لوزارة الداخلية بشاحنات تابعة للشرطة وحواجز. وطمست أغلب رسوم الجرافيتي على جدران شارع محمد محمود الذي شهد مواجهات دامية بين المحتجين والشرطة.

لكن لايزال يرى البعض أن هناك أملاً.

وقالت الناشطة، ماهينور المصري في خطاب من السجن «الثورة دائمة دوام الحياة والحلم».

العدد 4889 - الإثنين 25 يناير 2016م الموافق 15 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً