العدد 4889 - الإثنين 25 يناير 2016م الموافق 15 ربيع الثاني 1437هـ

محادثات السلام السورية تبدأ الجمعة في جنيف

تفجير انتحاري يستهدف حركة «أحرار الشام» يخلف 23 قتيلاً من كوادرها

موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا بمؤتمر صحافي بجنيف - reuters
موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا بمؤتمر صحافي بجنيف - reuters

تنطلق محادثات السلام بين المعارضة السورية والنظام السوري الهادفة لوضع حد للنزاع السوري المستمر منذ نحو خمس سنوات والتي كانت مرتقبة الإثنين في جنيف، الجمعة تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأعلنت الأمم المتحدة الموعد الجديد لبدء المفاوضات في ختام ضغوط دبلوماسية كثيفة لعقد هذه الجولة الجديدة التي تعرقلت بسبب تشكيلات الوفود المفاوضة.

وقال موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا في مؤتمر صحافي أمس الإثنين (25 يناير/ كانون الثاني 2016) في جنيف «ستوجه الدعوات اليوم الثلثاء وستبدأ المحادثات في 29 يناير».

وأضاف أن موعد بدء المحادثات تأخر بعدما كان مقرراً في 25 يناير الجاري بسبب «عرقلة» ناجمة عن تشكيلة الوفود.

ويتعرض دي ميستورا منذ أسابيع لضغوط من وزيري خارجية الولايات المتحدة، جون كيري وروسيا، سيرغي لافروف لإطلاق المحادثات بين السوريين في أسرع وقت ممكن.

ومحادثات جنيف يفترض أن تتناول خريطة الطريق التي أعدها مجلس الامن الدولي في ديسمبر/ كانون الأول 2015 وتنص على وقف إطلاق نار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وانتخابات خلال 18 شهراً من دون أن تشير إلى مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضح دي ميستورا أنه لن يتم تنظيم حفل افتتاحي موضحاً أن المشاركين في المحادثات سيبحثون كأولوية «وقف إطلاق النار وتأمين المساعدة الإنسانية». وقال «كل يوم يمر يعتبر هدراً بالنسبة لوقف إطلاق النار والمساعدة الإنسانية».

وأضاف «هذه المحادثات ليست جنيف 3» معبراً عن أمله في أن تحقق نجاحاً.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أمس أنه سيكثف في الساعات المقبلة المشاورات مع نظرائه الفرنسي والتركي والروسي والسعودي ومع موفد الأمم المتحدة «للتأكد من أن الجميع يعملون في الاتجاه نفسه».

وستحدد المعارضة السورية موقفها من المشاركة في محادثات جنيف في اجتماع تعقده اليوم (الثلثاء) في الرياض.

وقال ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف السوري المعارض وعضو الوفد المفاوض المنبثق من الهيئة العليا للمفاوضات، فؤاد عليكو، لوكالة «فرانس برس» أمس إن الهيئة العليا للتفاوض ستعقد «اجتماعاً اليوم الثلثاء في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي أما بالمشاركة في جنيف أو عدمها».

ويأتي الاجتماع بعد لقاء جمع كيري والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب وعدداً من أعضاء الهيئة في الرياض السبت.

وأضاف عليكو إن الاجتماع «لم يكن مريحاً ولا إيجابياً»، وأن الوزير الأميركي قال لمحدثيه «ستخسرون أصدقاءكم، في حال لم تذهبوا إلى جنيف وأصررتم على الموقف الرافض». وأوضح أن «هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة».

إلا أن عليكو رفض وصف كلام كيري بـ «التهديدات»، متحدثاً عن «ضغوط».

وقال عليكو «الأجواء المتوافرة حالياً غير مريحة للمفاوضات والمشكلة الأساسية التي نواجهها (...) هي: هل نحن أمام انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة أم تشكيل حكومة وحدة وطنية؟».

وأضاف «ما يتسرب من أحاديث مسئولين يشير إلى أننا أمام حكومة وحدة وطنية وليس هيئة حكم انتقالي وفق جنيف-1».

وشكلت كل من الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات وفديها إلى جنيف. لكن تشكيلة الوفد المعارض أثارت اعتراض موسكو على وجود من سمتهم «إرهابيين»، في إشارة إلى مسئولين في فصائل مقاتلة في صفوفه، في حين يطالب معارضون وقوى غربية بتوسيع التمثيل ليشمل أطيافاً أخرى من المعارضة بينها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي برئاسة صالح مسلم وتيار «قمح» برئاسة هيثم مناع.

ورغم أن تصريحات المسئولين الغربيين لا تزال تتحدث عن رفض أي دور للأسد في مستقبل سورية، إلا أن التركيز بات على كيفية التخلص من تنظيم «داعش»، وتراجع الكلام عن مصير الأسد.

ويأتي ذلك فيما حذر مدير الشرطة الأوروبية (يوروبول) روب وينرايت أمس من أن التنظيم المتطرف قام بتطوير «قدرات جديدة على القتال لشن حملة هجمات واسعة النطاق» تتركز خصوصاً في أوروبا.

ميدانيا، قتل 23 شخصاً على الأقل أمس، غالبيتهم من مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية، جراء تفجير انتحاري استهدف مدخل منطقة تحت سيطرة الفصيل النافذ في مدينة حلب في شمال سورية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما قتل 11 مقاتلاً من «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سورية، وفصائل إسلامية بالإضافة إلى خمسة مدنيين الأحد جراء سقوط صاروخ بالستي شديد الانفجار على مخفر سابق تستخدمه جبهة النصرة كمحكمة في مدينة سلقين في ريف إدلب الشمالي الغربي»، وفق ما أفاد المرصد.

من جهته، أعلن الجيش الروسي أمس أن موسكو لا تعتزم إقامة قاعدة جوية ثانية في شمال شرق سورية إلى جانب قاعدة حميميم قرب اللاذقية، وذلك رداً على معلومات نشرتها الصحافة الغربية تشير إلى إقامة قاعدة في القامشلي في المنطقة الكردية.

العدد 4889 - الإثنين 25 يناير 2016م الموافق 15 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً