العدد 4888 - الأحد 24 يناير 2016م الموافق 14 ربيع الثاني 1437هـ

طالبان تشترط إعادة فتح مكتبها في قطر ورفع اسماء قادتها عن قوائم الحظر

أشاد وزير الداخلية الافغاني السابق محمد عمر زاي بنتائج الحوار الذي شهدته العاصمة القطرية الدوحة بين الحكومة الافغانية وحركة طالبان خلال اليومين الماضيين.

وقال في تصريحات صحفية خاصة لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين (25 يناير / كانون الثاني 2016) في الدوحة إن التقدم الحقيقي في الحوار تمثل في التوجه الواضح لإيجاد حل سلمي سياسي للأزمة في افغانستان.

واضاف ان طالبان حققت تقدما حقيقيا من حيث الأفكار والطروحات، مشيرا إلى ان التوجه نحو السلام "لن يكون سهلا بل أمرا معقدا وطريقا طويلا استغرق حوالي 40 عاما ومراحل مختلفة ولا نستطيع القول بأننا سوف نجد الحل خلال الثلاثة أشهر القادمة".

وتابع أن العملية التي وصفها بالطويلة تتطلب الصبر وعقلية منفتحة والاستمرار والثبات، وأنه وبالنظر "للطرفين الحكومة وطالبان خلال حوار اليومين الماضيين تجعلني أكثر ثقة وامل في امكانية احلال السلام الشامل في افغانستان أكثر من أي وقت مضى".

واوضح ان الحوار الذي جرى في الدوحة بدعوة من منظمة المجتمع المدني باجواش الكندية يمثل الجولة الثانية وضم ممثلين عن حركة طالبان بوفد ضم أكثر من عشرة اشخاص بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة شير محمد عباس ونائبه المولوي عبدالسلام حنفي، وممثلين عن المجموعات السياسية والبرلمانية وشخصيات قومية من مختلف انحاء افغانستان، وضم ثلاثة من النساء.

وحول القضايا التي جرى الاتفاق عليها قال "اتفقنا على استمرار الحوار بذات الروح، والاسراع بتنظيم مثل هذه اللقاءات وبوتائر اسرع، لقد جرى الاجتماع الأول في أيار/مايو والان الثاني في كانون ثان/يناير، وهذه فترة طويلة فاصلة ونأمل في ان يكون الاجتماع القادم قريبا".

وذكر "نحن ممتنون لدولة قطر باحتضان هذا الحوار وتوفير الأجواء المناسبة لنجاحه، ونامل أن تستمر في دعم الحوار واستضافته مجددا".

واشار وزير الداخلية الاسبق إلى ان ثمة حوارات ستجرى في هذه الاثناء في كابول "بين ممثلي الأطراف الأفغانية ، كذلك هناك بعض الأسئلة التي طرحها وفد طالبان والتي تجد منا كل الاهتمام وسنعمل عليها وسنبحث ما نتوصل اليه في الاجتماع القادم والذي سيكون قريبا، والذي طلبنا من قطر ان تستضيفه".

واستطرد ان الحوار مثل نوع من "العصف الذهني" ولم يكن حوارا رسميا بين طالبان والحكومة. واوضح ان ممثلي حركة طالبان قد عكسوا موقفهم من عدد من الموضوعات الرئيسية التي تهمهم وعملية السلام.

ولفت إلى ان ممثلي طالبان أكدوا الرغبة والإرادة في المحادثات مع الحكومة الأفغانية مباشرة و"طرحوا شروطهم لهذا الحوار"، والتي من بينها اجراء حوار مع الجانب الأمريكي أولا "لديهم قضايا مهمة فيما بينهم من بينها القائمة السوداء التي تشمل عددا من قادة الحركة ورفع هذا الحظر عنهم، ورفع الحظر عن تحركهم والسفر".

ونوه زاي انهم طرحوا شرطا يتعلق بافتتاح مكتب للحركة في قطر، والانسحاب النهائي للقوات الأمريكية من افغانستان.

و اردف زاي ان الحركة أكدت انهم "يريدون البدء في الحوار مع الامريكيين، ومن ثم البدء في الحوار المباشر مع الحكومة الأفغانية ... نحن كممثلين عن مختلف القوى السياسية حرصنا على معرفة رأيهم في بعض الموضوعات مثل الدستور وأبدى ممثلو الحركة تحفظهم على الدستور الحالي".

وذكر "أنهم يريدون حكومة تعبر عن الجميع بما في ذلك المرأة. وأوضحوا رأيهم الايجابي بشأن الاستفسارات التي قدمت في الحوار حول موقف الحركة من حقوق المرأة، والتعليم وغيرها من الموضوعات، وأوضحوا أنهم يعارضون أية اعمال تستهدف المنشآت العامة".

و مضى زاي قائلا إن البيان الصادر عن الاجتماع قد أكد على ضرورة عدم المساس بالمؤسسات والمنشآت العامة في البلاد . واضاف ان حركة طالبان أكدت وبشكل قاطع حرصها على "مشاركة المرأة وفقا للشريعة الاسلامية، والثقافة الافغانية".

و اوضح إن الحوار قد جرى في جو ايجابي للغاية "وسادت لغة التفاهم والسلام طوال فترة الحوار الذي استمر ليومين، وهو مايشجع على المضي قدما في هذا الاتجاه".

وقال "لقد التقيت عددا من المرات بممثلي حركة طالبان وعلى مدى 15 عاما، كممثل للأمم المتحدة، ورأيت هذه المرة تحسنا كبيرا في الأطروحات وفي رؤيتهم للعالم واستعدادهم للعمل مع الأسرة الدولية بما في ذلك الأفغان، لقد رأيت تحسنا كبيرا، ومحادثات اليومين الماضيين تشكل البداية للخروج بالبلاد من فترة طويلة من المعاناة والحروب".

و ذكر "ان الحوار خلال اليومين الماضيين مثل بداية طيبة للغاية وأنا متفائل بإمكانية المضي قدما في هذا الاتجاه لحل المشكلة الأفغانية".

واشار زاي إلى انه لمس اهتماما حقيقيا من الطرفين الحكومي وحركة طالبان لأجل احلال السلام في افغانستان "كلا الجانبين قدما الكثير من التنازلات ووضعا اهدافا محددة وهذه تحتاج الى البحث من خلال ايجاد أرضية مشتركة بينهما".

وتابع "وضعنا في حوار الدوحة أرضية مشتركة مثل الاتفاق على أهمية وجود دستور للبلاد، وحاجة البلاد لنظام سياسي تعددي وحكومة تمثل مختلف الأطراف ، واتفقنا على عمل افغانستان ضمن الأسرة الدولية وانهاء العزلة، ولمست تغير وجهة نظر طالبان في محادثات الأمس بهذا الخصوص بأهمية انهاء العزلة الدولية ورغبة الحركة في العمل ضمن الدول من حولنا والأسرة الدولية عامة".

وقال عندما أقارن بما كان عليه الحال قبل 15 سنة مضت " لقد تخلوا عن المطالبة بضرورة مشاركة الجميع في حكومة اسلامية وبالأمس تحدثوا عن حكومة تمثل الجميع ، كل المكونات السياسية كل الأفغان على اختلاف خلفياتهم وتوجهاتهم واسهامهم في الحكومة أو البنيات المختلفة في الدولة ، انها رؤية اكثر اتساعا وشمولا مقارنة مع ما كان عليه الحال قبل 15عاماً.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً