نزل معارضو السلطة وأنصارها في هايتي إلى الشارع أمس الأحد (24 يناير/ كانون الثاني 2016)، وهو اليوم الذي كان يفترض أن تنظم فيه الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تم تأجيلها خشية حدوث أعمال عنف.
وتظاهر عدة مئات من أنصار المعارضة في بور أوبرنس للتعبير عن غضبهم من الرئيس ميشال مارتيلي والمرشح الذي اختاره لخلافته. وقال فرانتز ليغروس أحد قادة المعارضة: "نريد تقييماً حقيقياً لنتائج الدورة الأولى قبل مواصلة العملية الانتخابية".
وفي الدورة الاولى التي نظمت في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 حصل جوفينيل مويز مرشح السلطة على 32,76 بالمئة من الأصوات مقابل 25,29 بالمئة من الأصوات لجود سيليستان، وهي أرقام كانت موضع احتجاج واسع من المعارضة التي نددت بما أسمته "انقلاباً انتخابياً" دبّره الرئيس المنتهية ولايته. وهتف المحتجون في شوراع الأحياء الشعبية بالعاصمة وهم يحملون في أيديهم بطاقتهم الانتخابية "إذا لم يكن بإمكاننا التصويت فعلى مارتيلي أن يرحل".
وألغى المجلس الانتخابي المؤقت الجمعة "لدواعٍ أمنية بديهية"، الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررةً الأحد ما أغرق هايتي في وضع غامض، حيث أن التاريخ الدستوري لتسليم السلطة وهو يوم 7 فبراير/ شباط لم يعد من الممكن احترامه. وأكد ليغروس أن "ميشال مارتيلي ليست له أية شرعية ليكون ضمن مفاوضات الفترة الانتقالية".
في الاثناء تظاهر خمسون شخصاً من أنصار السلطة في بيتيونفيل الضاحية الراقية للعاصمة. وقال غريغوري فيميك: "نقول للمعارضة: "حذارِ جوفنيل مويز لديه أنصار هو الآخر، لا نريد أن نمارس العنف لكننا نبقى مجندين لانتخاب رئيسنا".
وأضاف هذا المناصر للحزب الذي ترشّح عنه مويز في لهجة تهديد: "إذا أراد المجلس الانتخابي والمجتمع الدولي سحب جوفينيل مويز من السباق، عليهما أن يعرفا أنه ستكون هناك حرب أهلية".
ويبدي المجتمع الدولي قلقاً إزاء تهدور الوضع الأمني في هايتي. وقد شهدت العاصمة الجمعة والسبت حوادث. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان نشر الأحد "إن الترهيب الانتخابي والاعتداء على الأملاك والعنف أمور غير مقبولة وهي منافية للمبادىء الديمقراطية"، داعيةً جميع الفاعلين إلى "اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لفتح المجال أمام انتخابات سلمية".