فاز المرشح المحافظ مارسيلو ريبيلو دي سوزا الأحد (24 يناير/ كانون الثاني 2016) بالانتخابات الرئاسية في البرتغال من الدورة الاولى، مستفيدا من شعبيته كمعلق تلفزيوني ومن انقسام اليسار.
وحصل استاذ القانون البالغ من العمر 67 عاما على 52,11 بالمئة من الاصوات متقدما بوضوح عن منافسه الرئيسي اليساري المستقل انطونيو سامبايو دا نوفوا الذي حصل على 22,74 بالمئة، بحسب نتائج 99 بالمئة من الدوائر الانتخابية.
والرهان الرئيسي في الاقتراع هو امتلاك رئيس الدولة سلاحا هو حق حل البرلمان الذي يسميه البرتغاليون "قنبلة نووية" بينما تعتمد الحكومة الاشتراكية التي شكلت في نوفمبر/ تشرين الثاني على تحالف هش مع اليسار الراديكالي.
وبعد عام ونصف من خروج البلاد من خطة انقاذ دولية بقيمة 78 مليار يورو، اثار وصول حكومة اقلية مدعومة من الحزب الشيوعي واليسار مخاوف في اوروبا.
وقال دي سوزا الخبير في القانون الدستوري مرارا "لن اكون رئيس اي حزب" متعهدا بان يكون "حكما وفوق كل الخصومات".
وكان بين اول مهنئي الرئيس المنتخب رئيس الوزراء اليميني السابق بيدو باسوس كويلهو الذي اعتبر ان "هذا الفوز من الدورة الاولى، يمنحه سلطة سياسية لا جدال فيها".
ودي سوزا الذي نال شعبية خارج المعترك السياسي كونه معلقا تلفزيونيا مشهورا أطلق حملة تواصل فيها في شكل مباشر مع الناخبين مبتعدا عن الناحية الدعائية.
اليسار المنقسم
وقال سيزاريو كوريا (متقاعد-69 عاما) بعد ان صوت في حي شعبي في لشبونة "الاستاذ مارسيلو محنك. وهو يوحي بالثقة".
ولم يشاطره جوزيه ناشيمنتو وهو محاسب في الـ 57 الرأي صوت لمرشحة يسارية، ويقول ان "مارسيلو شخصية من عالم الاستعراض فهو يعد الجميع بكل شيء".
وشهدت هذه الانتخابات تعبئة أكبر للناخبين من التي سبقتها مع نسبة امتناع بلغت 51,5 بالمئة مقابل امتناع قياسي في 2011 بلغ 53,5 بالمئة.
ويبدو الحزب الاشتراكي المنقسم على نفسه والذي لم يعط اي تعليمات بالتصويت لأي مرشح، الخاسر الاكبر في هذه الانتخابات. ولم تحصل وزيرة الصحة الاشتراكية السابقة ماريا دي بيليم روزيرا الا على 4,26 بالمئة من الاصوات خلف مرشحة كتلة اليسار ماريا ماتياس التي حصلت على 10,14 بالمئة.
ودي سوزا الذي كان رئيسا للحزب الاشتراكي الديموقراطي (يمين الوسط) بين عامي 1996 و1999 معروف بفكره المستقل.
ومع ان ترشحه نال دعم الحزب الاشتراكي الديموقراطي والحزب الشعبي (يمين)، لكنه نأى بنفسه عن الاحزاب التي دعمت خطة التقشف لأربع سنوات.
وقال الخبير السياسي جوزيه انطونيو باسوس بالميرا لوكالة فرانس برس "انه مرشح توافقي ينتهج خطابا معتدلا يجذب اصوات اليسار واليمين على السواء".
- سلاح حل البرلمان -وباستثناء التوجه السياسي، كل شيء يميز الرئيس المنتخب عن الرئيس المنتهية ولايته انيبال كافاكو سيلفا (76 عاما) الذي أنهى ولايتين رئاسيتين متتاليتين بازمة الانتخابات التشريعية في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر.
ولم يخف هذا السياسي المحافظ تردده في تعيين حكومة اشتراكية مدعومة في البرلمان من الاحزاب اليسارية الراديكالية المناهضة لاوروبا ومعارضة للحلف الاطلسي.
وهذا التحالف غير المسبوق خلال 40 سنة من الديموقراطية، اقصى التحالف اليميني عن السلطة الذي جدد له بعد الفوز في الانتخابات لكن بدون الحصول على الغالبية المطلقة.
وعلى عكس كافاكو سيلفا اظهر "الاستاذ مارسيلو" تساهلا مع الحكومة التي قادها انطونيو كوستا تلميذه السابق في جامعة الحقوق في لشبونة.
وقال الخبير السياسي انطونيو كوستا بينتو "لن يكون الخصم السياسي للحكومة الاشتراكية" لكن في حال بروز ازمة "لن يتردد في الدعوة لانتخابات جديدة إذا اقتنع بانها ستفضي الى اكثرية مستقرة".
وتراهن الشخصيات اليمينية الرئيسية على مرشحها لتسهيل العودة الى السلطة، لكن دي سوزا وصف فرضية حل البرلمان فور وصوله الى القصر الرئاسي بـ"العبثية".