نقرأ كثيرا عن التدريب والتأهيل وإعداد الكوادر، ورصد المبالغ الطائلة، بل لا نبالغ اذا قلنا عشرات الملايين، ان لم يكن 500 مليون دينار تم صرفها للتدريب، خلال الـ 10 سنوات الماضية!
والآن بعد هبوط سعر النفط، وعدم وجود الخطّة البديلة لبعض الدول في تنمية الصناعات، لتشكّل القوة المُنتجة بعد النفط، فبناء المصانع يخلق الكثير من فرص العمل، ربّما نتكلّم هنا عن عشرات الآلاف من الوظائف، وهذه المصانع ستتكفّل بتدريب القوى العاملة، ولنا في بابكو الأسوة الحسنة.
فشركة بابكو، وهي المسئولة عن النفط في البحرين، قامت في الثلاثينيات من القرن الماضي بتوظيف آلاف المواطنين البحرينيين، وبعد توظيفهم قامت بتأهيلهم وتدريبهم، فصقلت مهاراتهم، حتى إنّ دول الجوار استعانت بالبحرينيين للعمل لديها في مجال استخراح النفط وتكريره. وللعلم السعودية فقط وظّفت خلال 20 عاما ما يقارب 50 ألف بحريني من ذوي الخبرة في شركة أرامكو، هو فخر لنا، ولكن ماذا نصنع اليوم؟!
نحن لم نصنع شيئا يذكر خلال 15 سنة، من أجل صقل مهارات المواطن البحريني، من خلال العمل في المصانع والشركات ذات الإنتاج، فهذه المصانع والشركات ذات الانتاج تحتاج إلى كفاءات كما كانت في السابق، تستقطب المصانع ذات البُعد الاقتصادي والإنتاجي للمملكة.
إنّ هدر الأموال الطائلة، ونحن نتكلّم عن 500 مليون دينار وربّما أكثر، في التدريب، وليس صرفها في مشاريع تنموية لتوظيف المواطنين، لن يخلق فرص عمل جديدة، وخاصة بعد الأزمة الاقتصادية في هبوط سعر النفط، وبالتّالي يعاني في يومنا هذا الخرّيج والمتدرّب من البطالة، نضيف إلى ذلك خريّجي السنوات المقبلة، الذين يُقَدّرون بعشرات الآلاف من المواطنين البحرينيين، لن يجدوا فرص عمل أبدا، وهنا مربط الفرس، أزمة أخرى ستضاف إلى الأزمات التي يعانيها الوطن!
لابد من الاستماع والإنصات لأصحاب الاختصاص والمشورة، والعمل معهم من أجل رسم خطّة وتنفيذها، حتى نستطيع خلق وظائف من خلال بناء المصانع والمؤسسات الإنتاجية، وبذلك نُنقذ اقتصادنا من الاعتماد على النفط، ولا نتأثّر بهبوطه.
المشكلة تنصب بهدر الأموال الكبيرة في مجال واحد فقط، وهذا المجال بالطّبع مهم، ولكن تعدّد القنوات في استثمار المال هو الأهم، ذلك أنّه من خلال الاستثمار لا نعتمد على مجال واحد، بل مجالات متعدّدة، إن تعثّر واحد منها، هناك آخر يقوم بدوره في التنمية. ولا نلقي الضوء على المصانع فقط، فهناك مجالات كثيرة للاستثمار وخلق فرص العمل وزيادة الإنتاجية، وعلى سبيل المثال، سنغافورة ليست بحال أفضل منّا، ولكن التوجيه الصحيح للاستثمار وبناء الفرد هو الذي صنع سنغافورة اليوم.
بعيدا عن هذا كلّه، إن كان هناك من يقول ليس عندنا مشكلة أو قصور في توجيه الأموال، فليكن ذلك، لأنّ الحقيقة ومهما أخفيناها أو تغافلنا عنها تبقى واضحة، ونحتاج إلى تصحيح الوضع حتى لا يتدهور، وحتى لا تبدأ أزمة أخرى نعاني منها، ألا وهي أزمة البطالة. فبعد النفط.. ما هي الأولويات؟!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4888 - الأحد 24 يناير 2016م الموافق 14 ربيع الثاني 1437هـ
خليها علي الله مجرد سؤال لو فلوس تمكين ملك مجلس الادارة شرائح يعمل مجرد سؤال بسيط
التمهن .. وزارة التربية
اخت مريم نحن المعلمون لا نعلم ماهو مصيرنا مع وقف برامج ودورات التمهن ، هل سنبقى على الدرجة الرابعة او الخامسة الى ان نتقاعد؟
سوء التخطيط
العمل الغير مدروس دائما يأتي بسلبياته و هذا امر وضح ومفهوم / نحن الان في امس الحاجة لكل فلس يخرج من خزينة الحكومة الموقرة حتي نجني ثماره غدا / حفظ الله البحرين وشعبها من كل سوء يارب العالمين
الاسد
قلنا من قبل .. بدل اعانة التعطل .. يفترض انشاء مصنع بثلاث نوبات يوظف مئات المواطنين بمختلف التخصصات من الحارس الى المدراء .. وهذا مصنع واحد فقط .. فما بالكم بعدة مصانع منتجه . ولكن .. للأسف .. لا يؤخذ بالرأي ولا النصيحه ..
اوقفوا الحل الامني
واصرفوا الاموال على التنمية والمواطن الاصيل ولن تكون هناك ازمة اقتصادية