أكدت منظمة العفو الدولية أن مصر تعاني من «أزمة حقوق إنسان ضخمة» بعد خمس سنوات على ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 التي أسقطت حسني مبارك.
وقالت المنظمة في بيان أصدرته الجمعة «بعد خمس سنوات من التظاهرات الكبيرة التي أسقطت حسني مبارك وباتت تعرف باسم (ثورة يناير)، تعاني مصر من أزمة حقوق إنسان ضخمة».
وقال نائب رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، سعيد بومدوحة في التقرير إنه بعد خمس سنوات من إطاحة مبارك «أوصدت الأبواب فعلياً أمام الآمال التي انعقدت على ثورة 25 يناير لإطلاق عهد جديد من الإصلاحات واحترام حقوق الإنسان». وأضاف أن المصريين يشهدون في الوقت الراهن «العودة إلى الدولة البوليسية»، مشيراً إلى أن «متظاهرين سلميين وسياسيين وصحافيين يدفعون ثمن حملة بلا هوادة ضد المعارضة المشروعة، تقوم بها الحكومة والقوى الأمنية».
وأشار إلى توقيف «عشرات الآلاف» وإلى أن السجون تزدحم بسجناء «فوق طاقتها».
وقالت منظمة العفو الدولية إنه «تم توقيف قرابة 12 ألف شخص باسم محاربة الإرهاب خلال العام 2015 وحده، بينهم متظاهرون ونشطاء مناهضون للحكومة وصحافيون».
وتتخذ انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، بحسب المنظمة، أشكالاً عدة بينها «الحملة على المدافعين عن حقوق الإنسان وعلى المنظمات غير الحكومية قبل الذكرى الخامسة» لانطلاق الثورة على مبارك.
وأشارت إلى «تقارير كثيرة تتحدث عن «تعذيب وسوء معاملة للسجناء» وإلى «محاكمات غير عادلة على نطاق واسع أدت إلى صدور مئات من أحكام الإعدام فضلاً عن توقيف الكثيرين من دون توجيه اتهامات رسمية لهم وبعضهم لسنوات عدة».
وبين مظاهر أزمة حقوق الإنسان صدور «قوانين قمعية منها قانون التظاهر» في نهاية العام 2013 الذي يقيد حق التظاهر السلمي و»قانون لمكافحة الإرهاب صدر العام الماضي يعطي رئيس الدولة صلاحيات كبيرة لا ينبغي أن يتمتع بها عادة إلا عند فرض حال الطوارئ في البلاد».
وباستثناء جماعة الاخوان المسلمين المحظورة الآن التي ينتمي إليها الرئيس الإسلامي المعزول، محمد مرسي، لم تدع أي كيانات أخرى إلى المشاركة في تجمعات الإثنين في الذكرى الخامسة لثورة 2011.
ويقول محللون إن الثورة المصرية «صودرت» وانتهت، متوقفين عند حملات القمع المتشددة التي تقوم بها السلطات. من جانب آخر، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي أمس أنه تم دفع الكثير من أجل الدفاع عن أمن واستقرار البلاد، منتقداً في الوقت نفسه رفض البرلمان لقانون الخدمة المدنية.
وقال السيسي، خلال الاحتفال بعيد الشرطة أمس «دفع لأجل الأمن والاستقرار الكثير، خلى بالكم من بلدكم». وأكد أن أمن الشعوب واستقرار الدول ليس لعبة في يد أي حد، ونحن مسئولون عن كل رب أسرة وبيت وليس فقط جهاز الشرطة والجيش، مشدداً على أن التحديات في البلاد كبيرة.
وانتقد السيسي رفض البرلمان لقانون الخدمة المدنية، قائلاً «لا بالمجاملة ولا المزايدة الشعوب بتحيا... الشعوب بتحيا بالجلد والصبر».
العدد 4887 - السبت 23 يناير 2016م الموافق 13 ربيع الثاني 1437هـ