رأى القادة المشاركون في منتدى دافوس الذي يختتم اليوم السبت (23 يناير/ كانون الثاني 2016) بعد استعراض وضع الاقتصاد العالمي الحافل بالتحديات، ان تباطؤ الاقتصاد الصيني ليس أسوأ المخاطر ولن يؤدي إلى كارثة اقتصادية.
وككل سنة اجتمع اصحاب القرار السياسيون والاقتصاديون لأربعة ايام في المنتجع السويسري في جبال الالب المكسوة بالثلوج وسط تدابير امنية مشددة.
وتجول القادة بين الفنادق الفخمة وقصر المؤتمرات والأمسيات المفتوحة والمغلقة للمشاركة في الاجتماعات وعقد لقاءات عدة.
وشكل تباطؤ اقتصاد العملاق الصيني وتقلب اسواق المال وتدهور اسعار النفط والمواد الاولية التحديات الابرز التي اضيفت اليها في الفضاء السياسي ازمة الهجرة وبروز تيارات شعبوية والتوترات الدبلوماسية.
وقال رئيس المنتدى كلاوس شواب انه "على مدى 46 عاما من وجود المنتدى الاقتصادي العالمي لا اذكر اننا واجهنا مثل هذا الكم من المشكلات في وقت واحد".
التباطؤ في الصين التي سجلت في سنة 2015 مستوى نمو سنوي من 6,9% هو الادنى خلال 25 عاما كان اكثر المواضيع تداولا خلال ايام المنتدى لكن الكثير من الاصوات سعت الى اشاعة اجواء من الاطمئنان.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد السبت "لا نتوقع تحولات درامية... نشهد تطورا، تغيرا كبيرا سيكون مليئا بالمطبات. علينا أن نعتاد عليه ومن الطبيعي جدا والملائم ان يتم الانتقال نحو نمو اكثر استدامة واكثر جودة كما نأمل جميعا".
مع ان لاغارد نفسها قالت الخميس في دافوس ان بكين "لديها مشكلة تواصل" حول سياساتها الاقتصادية واستراتيجيتها بشأن اسعار الصرف.
وراى وزير المالية البريطاني جورج اوسبورن ان الصين طغت تقريبا على مناقشات دافوس وقال "حتى مع هذه الوتيرة من النمو، ستضيف الصين الى الاقتصاد العالمي بنهاية هذا العقد ما يساوي حجم المانيا". واضاف "اعتقد انه من مصلحتنا تماما ان نجلب الصين الى المؤسسات الدولية متعددة الاطراف".
وعلق المدير العام لبنك كريدي سويس تيجان ثيام قائلا "الامر بسيط، لقد شهدنا بداية سنة هي أسوأ ما شهدته أسواق المال".
واضاف المصرفي الفرنسي "الاسواق قلقة جدا بشأن الصين بالطبع. انها تخشى من انكماش عالمي".
لكنه قال "نعتقد ان الصين ستشهد تحولا ناعماً، الامر لا يقلقنا كثيرا".
وقال الملياردير الاميركي جورج ساروس مساء الخميس ان التحول الكبير حصل "لكن الصين لديها الوسائل لمعالجة الامر وهامش مناورة اكبر مما لدى العديد من الدول".
ازمة الهجرة
وفي حين بدا المشاركون في المنتدى هادئين في ما يتعلق بالوضع في الصين فإن الوضع كان مختلفا ازاء ازمة الهجرة في اوروبا والتي قال كثيرون منهم انها تهدد بقاء المؤسسات الاوروبية.
واعتبرت كريستين لاغارد ورئيس وزراء فرنسا مانويل فالس والهولندي مارك روتي وسوروس ان تدفق المهاجرين يهدد وجود المؤسسات التي تجهد للتوصل الى حل ويدفع الدول الى اتخاذ قرارات احادية.
وهددت وزيرة داخلية النمسا يوهانا ميكل-ليتنر السبت اليونان بطردها مؤقتا من فضاء شنغن اذا لم تعزز المراقبة على حدودها وتوقف تدفق المهاجرين. ولكن هذا الطرح لم يلق قبولا لدى وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير.
واثار تدهور اسعار النفط، المسألة الاخرى المثيرة للقلق، اراء متعارضة حيث قال البعض ان ذلك سينعكس سلبا على الاقتصاد العالمي عبر اضعاف الاسواق الناشئة والاستثمارات على المدى المتوسط.
وعلى العكس من ذلك اعتبر اخرون ان هبوط سعر النفط سيكون له اثر ايجابي. وقال ثيام "نعتقد ان اسعار النفط جيدة للاقتصاد العالمي، جيدة للمستهلك الاميركي والاوروبي، جيدة لخمسة مليار انسان هم مستهلكو النفط".
تأييد ترشيح لاغارد
وكان ترشيح لاغارد رسميا لفترة ثانية على راس صندوق النقد الدولي مسألة اخرى اثارت الاهتمام في دافوس حيث قامت بحملة هادئة كسبت من خلالها تأييد قوى عظمى مثل بريطانيا والمانيا وفرنسا.
خلال فترتها الاولى شاركت لاغارد بفعالية في اتخاذ قرار اضافة اليوان الصيني الى سلة عملات صندوق النقد في خطوة رمزية حظيت برضا بكين.