كم هي صعبة لحظات الفراق، عندها تنتهي الكلمات وتكتفي الدموع بالتعبير، حزن القلب ودمعة العين، واسترجاع كل ذكرى هي ما يبقى، ذكريات حزينة أو سعيدة، هي ما يتبقى لنا، بقدر أهمية من نفقدهم بقدر ما يكون الألم، الفراق هل هو غياب الاولاد، هل هو فقدان عزيز يخطفة الموت، الفراق هو أمر ضروري وسنة الحياة، وأول فراق للإنسان هو الانفصال عن رحم الام، لتبدأ حياة جديدة، فالإنسان هو الكائن الوحيد، الذي يعرف أن الموت لا بد أن يكون، ولكنه لا يعرف متى سيكون.
يعرف فرويد الحداد بأنه «رد فعل منتظم على فقدان شخص محبوب أو على فراق يحل مكانه». والحداد ظاهرة عادية تتم على ثلاث مراحل:
فاللحظات الأولى تتسم بالشعور بالضيق النفسي والجسدي في آن واحد. إنه حالة صدمة يرافقها موكب من التجليات الجسدية المألوفة في الأحوال العاطفية: سرعة خفقان القلب، هبوط ضغط الدم، ضغط صدري، ميل إلى الإغماء. كما يحدث أيضا فقدان لشهية الأكل والنوم.
بعد ذلك، يأتي البكاء الذي يطبع الدخول إلى المرحلة الثانية، وهي المرحلة الاكتئابية التي يبدأ فيها عمل الحداد. وهنا يجب تحقق قبول الواقع والجرح النرجسي الناجم عن فقداننا من كان ليبيدونا (نسبة إلى الليبيدو) قد استثمره إلى حد جعله جزءا لا يتجزأ من الأنا بشكل من الأشكال.
تعتبر المرحلة الاكتئابية اكتئابا ارتكاسيا حقيقيا، إذ تقدم سماته الأربع الحقيقية، وهي: الاكتئاب المؤلم بعمق، فقدان الاهتمام بالعالم الخارجي، فقدان القدرة على المحبة، ثم التحكم السيكولوجي:
ويترتب عن هذا الموقف نتيجتان: انطواء على النفس بشكل يمكن أن يأخذ مظاهر جدول شيزوفريني، ثم الانجذاب نحو الموت. وقد تكون الطريقة الأشد تطرفا في الاتحاد مع الموضوع المفقود هي مقاسمته مصيره. وترافق هذه الحالة الاكتئابية الارتكاسية مشاعر الإحساس بالإثم والعدوان. ويطابق الزمن الذي تستغرقه هذه المرحلة الاكتئابية المدة الضرورية لنزع الاستثمار النفسي للموضوع المفقود.
آنذاك يمكن للمرحلة الثالثة، مرحلة التكيف، أن تبدأ. وهي تبدأ عندما يلتفت واضع الحداد إلى المستقبل، ويصير قادرا من جديد على التعبير عن رغباته.
طبعا، «بعد إنهاء الأنا لعملها الحدادي، فإنها تصير من جديد حرة وبدون كبح (فرويد). ونحن سنحمل دائما في دواخلنا ندبة ذلك الفقدان، لكن هذا الأخير لم يعد بتاتا جرحا مفتوحا.
ويمكن ألا يتم عمل الحداد هذا بشكل طبيعي. ونكون آنذاك أمام حدادات معقدة أو حدادات مرضية. ويمكن أن يعرف هذا النوع من الحداد ثلاث ظواهر نفسية مرضية، هي: نفي الموت، التماهي مع الميت، والشعور بالإثم. لن اركز هنا على الحدادات المرضية بل ساتحدث فقط بما يتعلق برفض الموت والتعارض الوجداني اللذين توضحهما جيدا تلك الظواهر النفسية المرضية. إن موت الآخر هو أيضا دليل على أننا آيلون إلى الموت، ورفض تصديق واقع الموت هو إعطاء تكذيب لقلقنا الخاص بالموت. وللتماهي مع الميت، إنها محاولة للتخفيف من إثم الحياة بواسطة تحطيم سلطة أخلاقية تشكل حاجزا أمام الحياة.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"العدد 4886 - الجمعة 22 يناير 2016م الموافق 12 ربيع الثاني 1437هـ
فراق اختي
صعب وها أنا اقترب من العام لازلت اذكرها تطلب ان أرفقهافي المغتسل والتجهيز ابتسم ابتسامة صفراء لاقول لها دعك من هذا الكلام ستتعافين ولكني كذبت وصدقت هي رافقتها وكم هي الأيام صعبة احاول الخروج من الدائرة ولكن فقد الشباب صعب غطت ع فقد صغيري
نست الكاتبة أن هناك نتيجتان للحداد ، أولها هي حداد معقد و هو ما ذكرته الكاتبة و ثانيها هي حداد طبيعي حيث يتقبل المصاب النتيجة و يعود طبيعيا.
فراق الزوج والأولاد
ان فراق الزوج والأولاد. فراق مؤلم جدا يضع المراءة بحمل ثقيل ع ظهرها بعد موت زوجها او بعد موت احد من اولادها. هذا اصعب شي من الفراق
هدهد
الفرح يشتت الكائن والحزن يجمعه ليتحد مع الذات في قفص الانعزال فيعرف حينها ان عنقاء الوجود لا يحدها أرض ولا سماء
آه
شئان لو بكت الدماء عليهما عيناي حتى تأذنا بذهاب،
ما وفت المعشار من حقيهما: فقد الشباب وفرقة الأحباب