ما من شخص يتبنى ثقافة البغض والكراهية ويعمل على نشرها في أوساط مجتمعه تحت أية عناوين دينية كانت أو قومية أو عنصرية، إلا ويقصد من وراء هذا العمل الممقوت إيجاد فتنة بين مختلف مكونات مجتمعه أو المجتمعات الإنسانية، وأي شخص يدعي خلاف ذلك، فإنه يكذب على نفسه أولاً، وعلى ربه ثانياً، وعلى مجتمعه ثالثاً، ولقد أثبتت الدراسات النفسية والاجتماعية أن الشخص المبغض لكل من يخالفه في الفكر والانتماء ليس سويًّا من الناحيتين النفسية والإنسانية.
فالأسوياء نفسيًّا وثقافيًّا وفكريًّا يترفعون عن القيام بمثل هذه الأعمال المنبوذة لدى العقلاء، ولا يقبلون في كل الأحوال والظروف أن يكونوا سببًا أو أداة لتدمير مجتمعاتهم وتخريب العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين فئاته وشرائحه الاجتماعية والطائفية والمذهبية والعرقية، وإيجاد الخلافات المصطنعة والفرقة بين أطيافه، التي تؤدي إلى إحداث فتن في المجتمع، لا يعلم بتداعياتها وانعكاساتها الخطيرة إلا الله تعالى؛ لأنهم يعلمون أن مثل هذه الأعمال الساقطة إنسانيًّا واجتماعيًّا، تغضب الله (جلت عظمته) وتؤذي سيد الخلق وخاتم الرسل والأنبياء محمد بن عبدالله (ص) وجميع العقلاء الأوفياء لإنسانيتهم.
ولأنهم قرأوا بوعي وتدبر كلام الله سبحانه وتعالى، الذي جاء في محكم كتابه الكريم، قال تعالى «الفِتنةُ أشدُّ من القتل» (البقرة: 191)، لم يهرولوا مع مفتعلي الخلافات وصناع الفتن، ولم يدخلوا في دائرة السب والشتم لمعتقدات وانتماءات خلق الله، ولأنهم علموا أن أصحاب المبادىء الحقيقية والقيم الرفيعة والأخلاق السامية والسجايا الفاضلة والصفات الحسنة والسمات الراقية والخصائص الرائعة والمواقف الصادقة ينبذون كل أفاك أثيم، الذي توعده الله بنار جهنم،قال تعالى «ويلٌ لِكلّ أفَّاك أثيم» (الجاثية : 7)، وما سقوط الضحايا الأبرياء في عدة مناطق في العالم، وتدمير الحضارة الإنسانية في سورية والعراق وغيرهما من الدول العربية والإسلامية، إلا نتاج شحن الشباب بثقافة البغض والكراهية لعشرات السنين، والتي أخذت في الانتشار السريع بين المجتمعات البشرية في السنوات الخمس الأخيرة، بصورة فاقت كل التوقعات.
لقد انتشرت «ثقافة البغض» من خلال الترويج لها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وبمختلف الأساليب والوسائل الإعلامية، المرئية والمقروءة والمسموعة، ومن أجل تحقيق أهدافها المدمرة، أنفقت الجهات الداعمة لها مئات الملايين على المحطات الفضائية والصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية وغيرها من الوسائل الإعلامية التي تعمل جميعها وبكل طاقتها على تأجيج الخلافات بين مكونات المجتمعات العربية والإسلامية أولاً، وبين المجتمعات العربية والإسلامية والمجتمعات الأوروبية ثانياً، ووظفت لها الكثير من دور العبادة التي وجدت أصلاً لنشر الخير والصلاح، وثقافة الحب والوئام بين مجتمعاتنا الإنسانية، وليس لنشر الأفكار المتشنجة وثقافة السب والشتم والازدراء بمعتقدات الآخرين، التي تسهم في إيجاد التباعد النفسي بين الناس.
أليس الوجود الإنساني على وجه هذه البسيطة من أجل إعمار الأرض والنفوس وترسيخ الأخلاقيات الفاضلة وتعزيز العلاقات الراقية بين المجتمعات الإنسانية؟ جميع الأديان السماوية والقوانين الوضعية والنواميس الأخلاقية تحترم الإنسان وتقدره، مادام يحترم حياة ومشاعر وانتماء ومعتقد أخيه الإنسان، ويتعامل مع بني البشر كافة بإيجابية، وقد كفلت جميعها له حق التعبير عن معتقده وانتمائه من دون خوف ولا وجل، ومن دون أن تمن عليه، وسمحت له أن يبدي رأيه في أية مسألة أو قضية سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية أو حقوقية بحرية تامة، ما لم تتعارض مع حقوق الآخرين، فأعطت للشخص الذي يشعر بالغبن من أي أمر، وإلى كل من يعاني من انتهاك حقوقه القانونية، حتى ولو كانت معاناته لا تمثل إلا نسبة متدنية في حياته، الحق القانوني والدستوري في التعبير السلمي المتوافق مع القانون عن ظلامته بكل حرية، وفي المقابل أعتبر القانون الدولي إشاعة البغضاء والكراهية والسب والشتم والتنابز بين المجتمعات الإنسانية جرماً قانونيّاً، لما لها من انعكاسات خطيرة على تماسك ووحدة وتلاحم المجتمعات البشرية، وإضافة إلى ذلك أن هذه الممارسة غير الأخلاقية ليست لها علاقة لا من بعيد ولا من قريب بمفهوم حرية الرأي؛ لأنها تعتمد على القذف والافتراءات والأكاذيب والأباطيل والفبركات والترهات والنعوت القبيحة التي ترفضها النفوس السليمة.
نأمل أن يعي كل شخص قام أو مازال يقوم بنشر ثقافة البغضاء والكراهية في مجتمعه، أن يرجع إلى حقيقته الإنسانية، وإلى فلسفة وجوده في هذه الحياة، ليتعرف على الصراط المستقيم، وحتى لا يكون من المغضوب عليهم ولا الضآلين، كل ما نتمناه أن يمُنَّ الله على البشرية في جميع أنحاء العالم بالأمن والأمان، وأن يجعل الحوار الجاد في حل خلافاتهم، سبيلا لحل مشاكلهم وأزماتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية؛ لأن في توافقهم الخير الوفير لهم ولأوطانهم، وفي تباغضهم الخسران المبين لهم جميعا، فمصلحة البلاد والعباد، تقتضي أن يذهب الجميع إلى المصالحة الوطنية بنية صادقة... متى نرى الإنسانية جمعاء تعيش في أمن وأمان وسلام من دون منغصات وهواجس نفسية؟ نسأل الله أن يكون ذلك قريباً.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 4886 - الجمعة 22 يناير 2016م الموافق 12 ربيع الثاني 1437هـ
ليس دوماً يكون القصد من الكراهية إيجاد الفتنة 2
لذا أرجو من الأستاذ سلمان أن يتبنى فضح تلك النصوص ؛ بغض النظر عن صحتها أو خطئها ، ليتسنى للمجتمع مطالبة العلماء المعتدلين التحذير من تبنيها ، و التنبيه عليها و نبذها.
إشاعة الكراهية منبوذة تحت كل العناوين
من يتبنى إشاعة الكراهية المذهبية أو العرقية بين المجتمع ،بالتأكيد لا يريد خيرا للمجتمع ،لأن من تداعيات الكراهية إحداث التباعد النفسي بين أبناء المجتمع أولا ، وتوسع الخلافات المذهبية ثانيا ،وإحداث فتن لا يعلم مداها إلا الله ثالثا ،حتى ولو لم يقصد صاحبها ذلك
ياليت تنصح الي يخرب مناطق البحرين ويكتب علي طوف الناس ويخرب شوترعهم
شو رأيك
اعطيني يا كاتب رأيك باللي يقولو انهم مواطنين اصليين ... هل هذا ينطبق على الذي تعنيهم
كل من يمارس هذا الفعل مدان
هذه الممارسات قبيحة ومؤذية للبشرية ، فأي إنسان بمارسها فهو مدان سواء هذا الإنسان ينتمي إلى هذا المذهب أو ذاك ،أو إلى العرق إلى ذلك ،فالفعل القبيح قبيح في كل الحالات وفي كل الظروف ، فمن يجد نفسه يعمل ضد العلاقات الإنسانية ويستهدفها بالقول والفعل فليظر إلى حالته النفسية ،لأن في العادة تجده يعيش إسقاطات نفسية عميقة
الإنسان أخو الإنسان أحب أم كره.
فلا هطلت علي ولا بأرضي * سحائب ليس تنتظم البلادا
ولو أني حُبيت الخلد فردا، * لما أحببت في الخلد انفرادا