تأكد أمس أيضاً اتجاه الفرقاء اللبنانيين المعنيين باتخاذ موقف من تبني رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون للرئاسة نحو التريث في كشف مواقفهم النهائية من هذا الترشيح ، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (22 يناير / كانون الثاني 2016).
وتجنبت الكتل النيابية التي تفضل ضمناً دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية تجديد دعمها له، ما عكس تفضيل كل منها الاحتفاظ بأوراقه الى أن يحين وقت الإعلان عنها.
وكرّس تأجيل كتلة «الوفاء للمقاومة»، (حزب الله) اجتماعها المقرر أمس، من أجل «مزيد من الدرس»، هذا التوجه بالتريث، في ظل الإحراج الذي يقع فيه الحزب إزاء الاختيار بين مرشحين حليفين، فيما لجأ رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط الى تجديد ترشيح عضو كتلته النيابية هنري حلو كمَخرج، إثر اجتماع مشترك لأعضاء الكتلة وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي.
وفيما كان جعجع سعى في مقابلة تلفزيونية ليل أول من أمس الى إحراج «حزب الله» مؤكداً أن الطابة في ملعبه «طالما أنه يعلن تأييده عون للرئاسة، وأنه قادر على تأمين انتخابه فوراً بإلزام حلفائه دعمه»، فإن مصادر سياسية مواكبة للاتصالات الجارية ترى أن تأجيل معظم الكتل النيابية اتخاذ مواقف حاسمة حيال مبادرة جعجع أو مبادرة زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري دعم فرنجية يعود الى أن إنهاء الشغور الرئاسي لم يحن وقته بعد وأن كل فريق ينتظر الآخر لتحميله مسؤولية تطيير نصاب جلسة 8 شباط (فبراير) المقبل المخصصة لانتخاب الرئيس. لكن «حزب الله» تجنب الإحراج أمس بتأجيل موعد اجتماع كتلته النيابية، فيما ترى المصادر أن جعجع يعتقد بأن الحزب يريد استمرار الفراغ الرئاسي ولا يحبذ انتخاب رئيس الآن.
وقصد جعجع من كلامه عن الحزب أن يمارس الأخير نفوذه لدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري كي ينحاز الى خيار عون، بعدما كان رئيس البرلمان قال إنه آخر من سيعلن موقفه في ضوء مروحة المشاورات التي يجريها، وفي ظل ما يتردد عن أنه ما زال منحازاً الى خيار فرنجية. وكان آخر المشاورات استقباله أمس وزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتب الحريري نادر الحريري. كما أن جعجع وعون يأملان بأن ينضم جنبلاط الى خيار الجنرال في حال استدار بري نحو هذا الخيار.
إلا أن «اللقاء الديموقراطي» برئاسة جنبلاط اكتفى بالترحيب بالتقارب بين «القوات» و «التيار الحر» وبأي خطوة لتحريك النقاش الرئاسي الذي يبقى إنجازه مدخلاً لانتظام عمل المؤسسات الدستورية.
ومع ذلك فإن رهان جعجع وعون على استمالة جنبلاط دفع بالأول الى تثمين موقف «اللقاء الديموقراطي» من لقاء معراب معتبراً أن جنبلاط «ميثاقي بطبعه». واتصل عون بجنبلاط وشكره على موقفه.
واستند عون في شكره جنبلاط الى ما جاء في بيان كتلته عن أن ترشيح عون «يلتقي مع المواصفات التي اتفق عليها في هيئة الحوار الوطني مع التأكيد أنها لا تلغي دور المعتدلين».
وأجرى النائب فرنجية سلسلة اتصالات مع عدد من النواب والكتل مؤكداً استمراره في الترشح للرئاسة، بينما ينتظر أن يعلن رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل موقفه اليوم، وسط تأكيد نواب من كتلته أن مرشحه للرئاسة هو الرئيس السابق الشيخ أمين الجميل.
وتتجه الأنظار الى التحركات الخارجية التي تستعجل إنهاء الشغور الرئاسي، ومنها انتقال البطريرك الماروني بشارة الراعي الى الفاتيكان أمس، وترقب زيارة الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني للبابا فرنسيس آخر الأسبوع، ثم لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي دعا السعودية وإيران الى بذل الجهد لتسهيل انتخاب رئيس معتبراً أن الفراغ خطير.