العدد 4885 - الخميس 21 يناير 2016م الموافق 11 ربيع الثاني 1437هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

الله يعطيش

في أحد المقاهي المشهورة وفي مجمع صغير وسط مدينةٍ تضج من المتسوقين، وأنا جالس كعادتي بيدي كأس قهوة مع الأصدقاء، فهذا المقهى يكاد لا ترى فيه مقعداً للجلوس فيه في ليلة الجمعة التي غالباً مّا تكون ليلة الأهل والأصدقاء وتغيير الروتين الأسبوعي، فالكل يتجه نحو الأسواق والمجمعات.

ففي أثناء جلوسي رأيت امرأةً ممسكة بعباءتها السوداء وعلى ملامحها شيء من تعب الحياة ومرارتها وكأن هذه المرأة كبيرة في العمر تقوم بالدعاء لكل الجالسين في المقهى، فتارةً تذهب الى طاولة لتمد يدها المغطاة بعباءتها وتدعو لك بالتوفيق وطولة العمر، وتارةً تذهب لتقف أمام مجموعةٍ من الشباب لتدعو لهم بالتوفيق والنجاح ليقوم أحدهم بإخراج محفظته الصغيرة فيخرج أقل ما وجد بها من الأوراق النقدية.

فلنتساءل قليلاً: عن حال هذه المرأة وما يخالج مخيلتنا دائماً عندما ننظر الى هؤلاء المتسولين!

هل هذه المرأة من أهل الفقر والحاجة، أم أنها ممن اعتادن عمل ذلك لجمع المال وخداع الآخرين لتبذيره، وأموال المتبرعين تذهب في مهب الريح؟ ما الذي جعل هذه المرأة كبيرة السن أن تذهب الى المجمعات وتنتقل من طاولة الى أخرى وتلقي بحيائها جانباً؟ لتواجه من هي بعمر ابنتها ومن هو بعمر ابنها في حالة طلب المال والعطف فهي لا تملك في المقابل إلا الدعاء للآخرين.

يجب أن نعلم أن هذا المبلغ الزهيد نصف دينار او دينار هو شيء يسير مما نملكه نحن، وقد ننفقه في أمور لا فائدة منها، بينما لو اخرجنا مبلغاً زهيداً لهذه المرأة فقد تكون سبباً في كسوة إنسان وسد جوع طفل، فالله سيحاسبنا يوماً فيما بذرنا وإن أصبنا الفقير فلنا جزاؤه و إن لم نصبه فالله لا يضيع أجر المحسنين.

جاسم محمد عبدالنبي


الجهل بالقانون

إن القاعدة القانونية تسري في حق المخاطبين بأحكامها جميعاً من دون استثناء وهو ما يُعرف بمبدأ أنه لا يُفترض بأحد الجهل بالقانون، أي لا يُعذر أحد بجهله بالقانون، فعدم العلم بالقاعدة القانونية لا يمنع ولا يعفي من تطبيقها على المخاطبين بأحكامها، ومبدأ عدم الاعتذار بجهل القانون يفترض علم الكافة به بما يحول دون قبول الاحتجاج بهذا الدفع في محاكم مملكة البحرين وخاصة في قانون العقوبات البحريني الذي حسم تلك المسألة في المادة (29) حيث نصت: «لا يقبل الاحتجاج بجهل أحكام هذا القانون»، والإشارة هنا في هذا النص إلى قانون العقوبات.

وهذا ما يؤكد الأساس القانوني الذي يقوم به عمود ثقافة أمنية من نشر الوعي الأمني القانوني الذي يلقي الضوء على بعض جرائم قانون العقوبات بهدف حماية المواطنين من الوقوع ضحيتها بجهل وبغير قصد جنائي، ولذلك نناشد الكافة ضرورة الاطلاع على قانون العقوبات وتعديلاته وقاية من العقاب، ذلك أن اعتبارات المصلحة العامة تتطلب أن يوضع على قدم المساواة العلم الفعلي بالقانون، والعلم المفترض به لكل شخص، بحيث لا تُكلف النيابة العامة إثباته، ولا يقبل من المتهم أن يقيم الدليل على انتفائه، باعتبار أن تطبيق قانون العقوبات لن يكون متوقفاً على العلم الفعلي به، ولن يعطله ادعاء بعض الأفراد الجهل بأحكامه.

والتبرير القانوني لهذه المادة هو أن عِبء إثبات العلم بالقانون عسير، والبراءة عند العجز عن الإثبات تلحق بمصالح المجتمع أبلغ الضرر؛ لأنها تعطل تطبيق القانون وتفوت أهدافه، فضلاً عن أن هذا الافتراض تدعمه الحقائق في الأغلب فإذا خالف الفعل تعاليم الأخلاق، فإن العلم بتجريم القانون له يتوافر لدى كل ذي أهلية، أما إذا لم يناقض هذه التعاليم، فإن العلم بصفته الإجرامية يجب أن يتوافر مع ذلك، وبالنظر إلى ما يقوم به المشرع البحريني من وسائل يتيح بها هذا العلم، فهو ينشر القانون على الناس في الجريدة الرسمية، وفي استطاعة كل شخص أن يستفسر عن أحكامه ويحيط بها علماً.

بالإضافة إلى ما تقوم به الإدارات الإعلامية في الوزارات والأجهزة ذات الصلة بالنواحي القانونية بنشر تلك الثقافة كلٌ بحسب رؤيته وما يقي المواطن ذي النية الحسنة مغبة العقوبة.

يفترض العلم بالقانون للنصوص الجنائية كافة ولا تفرقة بين الجرائم تبعاً لمقدار جسامتها، ولا مكان ارتكابها، أكان داخل المملكة أم خارجها لا فرق بين وطني وأجنبي.

ولا اعتداد بالجهل بالقانون ولو كان شائعاً، بل إن تسامح السلطات الإدارية في شأن من يخالفون بعض نصوص التجريم، وعدم اتخاذها الإجراءات ضدهم جعل بعض الجهلة بالقانون يعتقدون شرعية الأفعال التي يقومون بها والمخالفة لنصوص التجريم.

وليس افتراض العلم بالقانون مطلقاً، فثم حالات ينتفي فيها، وأهمها استحالة العلم بالقانون بسبب قوة قاهرة، وحالة ما إذا كان محل الجهل قانوناً غير قانون العقوبات، وقد استلهم المشرع البحريني روح العدالة بمواءمة القاعدة القانونية لا إلزام إلا بمستطاع.

وزارة الداخلية


إلى حفيدي «محمد» في عيد ميلاده الثاني

أحبك أيها الولد الحبيب

فقلبٌ أنت تسكنه يطيبُ

هنا ... بين الضلوع ... إليك شوقٌ

إذا ما غبت عني ... لا يغيبُ

ففي ألحاظك انتظمت سهامٌ

أراها ... أينما نظرت ... تصيبُ

ويسكر ثغرك البسام عقلي

ويفعل مثله الرشأ الربيبُ

وقولك «جدي» ... فهو أحلى

من الشهد المقطر لو يذوبُ

إذا عانقتني ... ولمست قلبي

فذاك لخافقي سكنٌ وطيبُ

وحيد الحسن ... يا قمراً تجلى

إذا ما لاح ... تأنسه القلوبُ

وما تلك القلوب إذا تلاقت

سوى عشقٍ ... وعشقك لا يغيبُ

فشعري فيك يسعدني كثيراً

متى نطقت حروفك أستطيب

حماك الله من عينٍ ... حسودٍ

لترحل عنك هاتيك الخطوبُ

جدك الذي يحبك

محمد حسن كمال الدين


ابقَ صامتاً وشاهد مشاعرك

إن كنت تنتظر المغيب هاهي ذا الشمس تغيب فلا تتوه في ذلك المغيب، تذكر أنك هو من يراه فلا تغيب، حالك هو الشاهد دون أن يعلم أحد حاله وليست هي أخبارا توزع على الناس، فالحب يكمن في لب الألباب، إنها بسبب غفلتك عن قلبك وغفلتك عن مشاعرك هي التي تخلق للروح ليلا ظلامه شديد.

وحده من يرى أفكاره تجري أمامه فيبقى صامتا دون أن يفعل شيء حيالها، يكون موعد إنتقاله قريب. أن الرؤية هي لكل شيء مفتاح شاهد و راقب لا تحكم عليها لا تدينها ولا تقيمها دعها وشأنها فلحظة اتخاذك موقفا منها هي لحظة وقوفك معها أو ضدها أنت لست بشاهد عندها وقتها أنت منها قريب. قبل أن يصل بك ترحالك ومسيرك عند هذا النبع فأنت تحيا ليل روحٍ ظلامه شديد وصولك إلى ذاتك هو حقا إعلان بداية يوم جديد وبزوغ شمسه التي لن تغيب . هو إحساسك بذاتك إحساس نفسك بنفسها، نفسك التي نسيتها، نفسك التي ليست مفصوله عن الحقيقة ولا للحظة واحدة ، التي النجاة في غربة عنها أمرعجيب.

إبقَ صامتا وانظر لجميع ما يمر أمامك كلما تابعت مشاهدة مشاعرك وجدتها تختفي كلما تابعت مشاهدة الكيان فصلك عن نفسك، سوف لا يبقى في نهاية المطاف سوى الشاهد، أن الشاهد هي حقيقتك السرمدية الأبدية، الشاهد الذي لا يعرف زمانا ولا مكانا ولا مسافة ولا عنوانا فأنت حقا غريب.

علي العرادي

العدد 4885 - الخميس 21 يناير 2016م الموافق 11 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:37 ص

      ابوديد

      الى وزير الاسكان لجنتكم الموقره ليس لديها شفافيه في اجراته مع بعض الموطنون ومنهم انا وني اعني المراره في العيش حلمي بيت فقط هل هادا صعب ياوزير،ومع بعض المواطنين يلقون ترحيب وصدر رحب اما انا لا .

اقرأ ايضاً